اخوة التراب واخوة الخراب
بقلم : علي فهد ياسين
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

لاجدال على مسؤولية الحاكم عن نتائج سياساته(سلباً كانت أم ايجاباً ) على  حياة المواطنين وعموم مصالح البلاد، طالما أنه الآمر الناهي (بتوقيعه) في الانظمة الدكتاتورية والديمقراطية على حد سواء، بالرغم من الاختلاف في (مسالك وآليات) صناعة القرار واساليب تنفيذه .

أحداث العراق تؤكد مسؤولية حكامه عن المآسي والويلات التي يعيشها الشعب منذ عقود، ومع وجود منعطفات نوعية في التأريخ العراقي الحديث (الاحتلال البريطاني وثورة العشرين واعلان الملكية وثورة تموز وقيام الجمهورية واغتيال الثورة وحكم البعث وأخيراً سرطان الاحتلال وأدرانه المدمرة والمستمرة، وصولاً الى داعش)، الا أن اعظم خيبات العراقيين هي استمرارمآسيهم وتصاعدها منذ سقوط الدكتاتورية، وكأن الديمقراطية هي لافتات وشعارات جدران وخطب مسؤولين وبيانات ومؤتمرات دون أفعال، كما كان الحال في زمن الدكتاتورية .

معادلة الحقوق والواجبات غير المتوازنة بين الشعب وحكامه في العراق هي أساس عدم الاستقرار المفضي للخسائر الجسيمة التي يدفعها الشعب من دماء ابنائه وثرواته ومستقبل أجياله، فقد خلت (منصة الحكم) من الحكماء، وأكتضت باسماء لاتستحق عناوين مناصبها طوال الستة عقود الماضية، وهي الفترة الاكثر دموية في تاريخ العراق الحديث، التي تجاوزت اعداد ضحاياها (شهداء وجرحى ومعوقين وأيتام وأرامل) الملايين، ناهيك عن هدر الثروات الهائل وتعطيل بناء المؤسسات وتدمير التراث والآثار، والأخطر من كل ذلك تمزيق النسيج الوطني العراقي المتماسك منذ بدء الخليقة !.

الآن يخوض أبناء العراق معارك نوعية  ضد المرتزقة الأوباش وحواضنهم في الموصل وقصباتها، الذين جمعتهم ودعمتهم وتسندهم بقوة حكومات ومنظمات معادية للعراق، وتستمر في هذه المواجهة المصيرية تضحيات العراقيين بارواحهم لوقف الطاعون الاسود للارهاب وتحرير المدن العراقية المحتلة من قبضته الدموية، وهي ضرائب قاسية يدفعها الوطنيون العراقيون ثمناً للاخطاء الكبرى للسياسيين الذين قدموا مصالح احزابهم على المصلحة الوطنية طوال السنوات الماضية، وتحت مظلة الديمقراطية.

العراقيون المدافعون عن وطنهم والمحبون لشعبهم هم (اخوة التراب العراقي) بغض النظر عن عناوينهم الفرعية التي لم تكن عوامل فرقة وصراع على مدى تأريخهم ، واعدائهم المشعلين لنار الفتن الطائفية والاثنية والقومية والمستفيدين منها، هم (اخوة الخراب العراقي)، سواء كانوا عراقيون أو أجانب، وسواء كانوا في مواقع القرار أو خارجها، لأن الوطنية لاتباع ولاتشترى، ولأن التأريخ عصي على التزوير في زمن المعلوماتية !.

المجد لشهداء الشعب .. رموز القيم الانسانية..

والعار للمجرمين الارهابيين والخونة وعموم الفاسدين ..  

  كتب بتأريخ :  الأحد 23-10-2016     عدد القراء :  2385       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced