شعوب تصنع التاريخ وتنـوِّرهُ وشعوب تطفيءُ انواره لتعـتـِـمهُ
بقلم : فاضل پـولا
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

بعد قيام المعسكرين الرأسمالي والإشتراكــي وبالتحديد فــي منتصف القـــرن العشريــن ، جــرى تأشيرعلـى خارطــة العالــم بثلاث مصطلحــات .  الأول ، المعسكر الرأسمالي . الثانــي ، المعسكر الشيوعي . الثالث ( دول آسيا وافريقيــا ودول اميــركا اللاتينيــة ) التي اطلــق عليهــا الرئيس الأميركــي ترومـن اســم ( الدول النامية ) وهو مصطلح سياسي واجتماعي وثقافي أتى من معنى لحاق هذه الدول بنظيراتها المتقدمة في التطور والتحضر.

وما يهمنا  في هذا الموضوع هو القاء نظرتنا بالدرجة الأولى الى وضع الدول العربية من ( المحيط الهادر الى الخليج الثائر ) "الشعار الذي رفعه ازلام القوميين العرب أيام نضالهم المتخبط لبناء الوحدة العربية . لننظر الى الأحداث الدامية التي تعصف بهذه الدول وتحرق اليابس والأخضر على ارضها ، ونحكم مع انفسنا .. هل فعلاً كان مسار هذه الدول على طريق الإرتقاء الى مصاف دول غاياتها التمدن والتطور..؟ وهل تستحق تحميلها اسم الدول النامية . ام تستحق وضع عليها دالة الدول المتخلفة التي تثبت للعالم اجمع بأنها كانت ولم تزل بؤرة التخلف والتقهقر وقاهرة لنهوضها  يأياديها قبل اعدائها .!!

ان المذابح في العراق وسوريا واليمن وليبيا ، مضاف اليها حوادث قتل وزعزعة الأمن بين الفينة والأخرى في مصر ولبنان وضعف الإستقرار في تونس وتارة في الجزائر والمغرب ، تمثل زلزال خطير  لهذه المنطقة برمتها. وليس من السهولة بمكان إزاحة هذا الخطر بالإعتماد على قوى خارجية مشاركة في الإنجاد ، طالما كانت الكارثة بالدرجة الأولى من صنع اصحابها قبل غيرهم .

لو رجعنا الى تاريخ نشوء الدول العربية المبتلية اليوم بعلتها ، لإتضح لنا بأن حكامها  الذين تسلموا زمام الحكم بالتتابع منذ قيام هذه الدول بعد الحرب العاليمة الأولى والى يومنا هذا . لم يكن معظمهم أهلين في فيادة شعبهم وفي ايجاد السبل لمكافحة التخلف الذي استمر ضارباً اطنابه في هذه البلدان وتوالدت منه شتى انواع الأمراض الإجتماعية منها التشدد الديني والمذهبي والعنصري والطائفي والعشائري .

كانت هذه العوامل على طول الخط تقف بوجه اي انفتاح نحو التمدن والحضارة . ولنا في هذه الظاهرة ما جرى في مصر التي عرفت التمدن منذ نهاية القرن التاسع عشر ونشاهد اليوم اختفاء معالم كثيرة من التحضر بسبب ظهور نشاط اسلامي متشدد من اخوان المسلمين وجامع الأزهر ووقوفهم بالضد من كل انفتاح على المعالم الحضارية .

وكذلك ابتلى العراق وسوريا والأردن بنفس المرض . اما السعودية  فهي عدو التمدن وتتخذ من التشدد خير وسيلة لدحر الداعين له .

فأين تتكيء هذه الشعوب في نهضتها والمنظمات الدينية المتزمتة تقف بالمرصاد لكل متنور ،  وتخمد دعوته نحو التقدم والتحرر وفهم قيم الحداثة .

وسؤالنا .. هل تستقيم الأمور امام الشعوب المتحاربة بعد اخماد نار هذه الحرب الطاحنة التي تدمر الحرث والنسل . وهل تعود المياه الى مجاريها وتعود لحمة المجتمعات المفككة التي يصارع بعضها بعضاً كما هو الحال في العراق وسوريا وكذلك في اليمن ومصر وليبيا ..؟

وفي موضوعنا هذا نذكِّربشعوب فكت القيود وابت أن لا يكون ما ضيها الاّ دليلاً لمستقبلها . ولفضت افكار اولئك الذين ارادوا شدها على الماضي وحجب عنها التطلع الى المستقبل . وليس ثمة من لا يرى ويحس بعظمتها التي صنعت التاريخ واذهلت حتى اعداءها الذين كانوا ولا زالوا يشيعون الخرافة على اشكالها  ويحزّبون البسطاء بعد تسميم افكارهم بشتى معانٍ البلادة والشعوذة .

  كتب بتأريخ :  الجمعة 13-01-2017     عدد القراء :  2031       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced