شركة الخضراء لصناعة الازمات ..!
بقلم : علي فهد ياسين
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

بالتزامــن مــع الانتصــارات الباهــرة للعراقيـيـن في معركــة تحريــر الموصــل، بــدأت أطــراف (العبــث الســياسي) تحضــر الأجــواء لعــرض أحــدث حلقــات مسلســل ( الأزمــات)، الــذي دأبــت عــلى إنتاجــه أحــزاب الســلطة في المنطقــة الخضــراء طــوال الســنوات الماضيــة، بتوقيتــات مدروســة لضــمان بقائهــا في مواقــع المســؤولية كأنهــا فريــق واحــد يــوزع الأدوار بــين أعضائــه.

العراقيــون فهمــوا (لعبــة) الخلافــات السياســية المفتعلــة، بعــد جــولات الــصراع الأولى التــي انتهــت إلى منافــع إضافيــة للقــادة والأحــزاب والكتــل علــى حســاب مصالــح الشــعب، وســقطت بعدهــا الشــعارات والخطــب الرنانــة التــي ترنــم بهــا المتاجــرون بدمــاء العراقيــين وثرواتهــم.

لقــد أثبتــت الأحــداث منــذ ســقوط الدكتاتوريــة، الحاجــة الفعليــة إلى قيــادات وطنيــة حقيقيــة، لضــمان الانتقــال الآمــن بالبــلاد إلى البنــاء الفعـلـي، بعــد عقــود مــن الخــراب العــام والمتراكــم نتيجــة حــروب الدكتاتــور التــي مهــدت الطريــق للاحتــلال الأمريــكي، ثــم إلى مــا بعــده مــن فــوضى عارمــة نتيجــة الصراع على الســلطة الذي أنتج الفســاد الأب الروحــي للإرهــاب، قبل وبعد تمــدده  ّ ليحتــل ثلــث الأراضي العراقيــة، ويعيــث قتــلاّ وســبيا وانتهاكاً للأعــراض، ويــشرد الملايــين مــن الأبريــاء بـيـن مهاجــر ونــازح، ويدمــر (بتخطيــط مســبق) حضــارة العــراق وبنــاه التحتيــة وينهــب ثرواتــه .

معلــوم أن للحــروب أســبابها، ولهــا نتائجهــا واســتحقاقاتها علــى الشــعوب وعـلـى النظــام الســياسي بعــد انتهائهــا، ومــن هنــا جــاءت التحــركات الأخيــرة والتصريحــات  للكتــل السياســية والأحــزاب في المنطقــة الخضــراء منــذرة بتصاعــد الخلافــات والتلويــح بأزمــة صراع ســياسي جديــد، بالتواقــت مــع قــرب إعــلان التحريــر النهــائي للموصــل، لقطــع الطريــق عــلى إجــراءات التحقيــق في هــذا الملــف الخطـيـر الــذي فاقــت خســائره الإنســانية والاقتصاديــة والاجتماعيــة كل التخمينــات، وستســتمر تأثيراتــه ونتائجــه النفســية عــلى الأجيــال لعقـود .

لقــد (تمــرس) القائمــون عــلى القــرار وبطاناتهــم في (لعبــة) إدارة الصراعــات (الشــكلية) بينهــم وفــق آليــات تحقــق مخططاتهــم في تظليــل الشــعب، معتمديــن عــلى قنواتهــم الإعلاميــة المفتوحــة لأبواقهــم، والمموله مــن المــال العــام، تحــت شــعارات طائفيــة دمــرت النســيج الوطنــي العراقــي المتماســك منــذ قــرون، فقــط لتحقيــق مكاســبهم الشــخصية والحزبيــة علــى حســاب مصالــح الشــعب العراقــي ومســتقبل أجيالــه .

هــؤلاء المتصارعــون عــلى كل شيء ماعــدا مصالــح الشــعب الــذي انتخبهــم، تجــاوزوا العناويــن الوظيفيــة التــي يمثلونهــا وعلــى المناصــب التــي يشــغلونها اعتباريــا، وتحولــت في عهدهــم المؤسسات العليــا لإدارة البــلاد إلى (شركــة الخضــراء لصناعــة الأزمــات)، وهــو انحــدار خطــير في الوضــع السياسي العــام، يتطلــب تنســيقاً فعالاً وعملاً مثابراً لكل القــوى والفعاليات الشعبية العراقيــة لمواجهــة نتائجــه الكارثيــة عــى مســتقبل العــراق وشــعبه .

  كتب بتأريخ :  الأحد 15-01-2017     عدد القراء :  1785       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced