ضيق الأفق القومي... وصمة !
بقلم : احسان جواد كاظم
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

يتعلل السيد مسرور البارازاني المستشار الامني لأبيه رئيس اقليم كردستان العراق السيد مسعود البارازاني وغيره من السياسيين الاكراد ب " فشل الدولة العراقية " ليطالب بالأنفصال عنها, وكأنه الحل السحري لمشاكل الاقليم الجمة.

ومع اننا نتفق معه على فشل الاساس الذي بنوا عليه مع حلفائهم الاسلاميين في بغداد, كيان الدولة العراقية بعد 2003 وأرسوه على نهج المحاصصة الطائفي - العرقي النهبوي, الذي قاد الى سقوط المؤسسات الرسمية العراقية في امتحان ضمان الامن الاقتصادي والاجتماعي والسياسي للمواطن العراقي, الا اننا نختلف معه على الاستنتاج الخاطيء الذي توصل اليه... بأن مجرد الانفصال سيجلب الرخاء للشعب الكردي.

لأن الاحزاب الكردية المتنفذة في الاقليم وحكومته, هي ذاتها جزء من هذا الفشل الكبير, واحد اعمدته. ولا تزال احدى الاطراف الاكثر تمسكاً ببقاء هذا النهج الفاسد واستمراره, رغم ما جلبه من ويلات للعراقيين جميعاً بمن فيهم مواطنينا سكان الاقليم. حيث كانت هذه الاحزاب دائماً حجر عثرة امام ارساء دولة مواطنة بدل دولة المكونات المعتمدة.

وحالة الفشل ليست مقتصرة على المركز دون الاقليم, فكردستان وشعبها يعانيان ايضاً من فساد وفشل السياسيين الاكراد السياسي والاقتصادي والاجتماعي. يعني ما فيش ناس احسن من ناس, بل أن فشلهم مضاعفاً بحكم اشتراكهم في السلطة في بغداد وحكمهم الاقليم...اذا لم يكن وضعهم أسوأ, فلا برلمان فاعل في كردستان ولا حرية رأي ولا تداول سلمي للسلطة, بعد رفض السيد رئيس الاقليم مسعود البارازاني التنحي عن الرئاسة, رغم انتهاء اجلها.

لذا فأن تكرار الحديث عن الفشل يسيء اليهم اكثر مما يسيء الى حلفاء المحاصصة الاخرين. وهذا ما ينبغي ان يتفكر فيه السيد مسرور البارازاني قبل الحديث عن الفشل.

ومن كثر ما جرى التلويح بأجراء استفتاء الاستقلال واعلان الانفصال, اصبح العديد من المراقبين وحتى في الاوساط الكردية, يقرؤنها بأعتبارها مجرد تهويشات اعلامية لترحيل مشاكل الاقليم الى خارجه وهي ليست لها مقومات نجاح حقيقية.

وبقدر ما كان التلويح بالأنفصال اسلوباً لأبتزاز المركز فأنه كان اداة لتخوين الاكراد المعترضين عليه ومناسبة لقمعهم.

كما ان الاستعجال في اعلان الأستقلال, من كل ولابد, في هذا الوقت المتوتر والعصيب لكل شعوب المنطقة, هدفه الأول, في حقيقة الأمر, تسجيل سبق سياسي على غيرهم من الغرماء السياسيين الاكراد, لضمان تدوين امجاد اعلان الاستقلال بأسم رموزهم العائلية والحزبية حصراً في سجل التاريخ, بغض النظر عن مآلات هذا الاستقلال.

وليس كما يتصور البعض, لتوفر الفرصة الذهبية, المتمثلة بضعف الحكومة المركزية في بغداد وانشغالها بالحرب مع داعش وصراعات اطرافها على الغنائم ومراكز النفوذ... فهذا الوضع لن يدوم ابداً وان محاولات تمزيق الوحدة الوطنية العراقية تصبح اضعف يوماً بعد يوم بعد الانتصارات المتحققة على داعش والتي تبرز القوات المسلحة كجاذب وطني للمواطنين العراقيين.

ان كل ادعاءات القوميين الاكراد عن الحرية والاستقلال والعيش الرغيد, تهاوت, لحظة سماحهم بتواجد قوات عسكرية تركية داخل الاراضي العراقية في مناطق الاقليم لمحاربة اكرادها. وبرهن نفط الاقليم لتركيا لشراء وهم رضاها على انفصال الاقليم عن العراق. وكذلك بأستجداءهم الامريكان لانشاء قدر ما يريدون من قواعد " عديد وسيلية " في كردستان .

ولابد من الذكر,بأن ما من احد سليم التفكير, يرحب بزيادة عدد الدول غير الديمقراطية في المنطقة بواحدة اخرى, تكون بؤرة توتر فيها.

فلا تبدو سمات هذه الدولة المبتغاة, سمات دولة وطنية للشعب الكردي رغم تغنيهم بتضحياته, بل دولة خاصة بهم... امارة مفصلة على مقاسهم.

شعبنا الكردي المضحي في العراق والذي عانى من السياسات الشوفينية للحكومات العراقية المتعاقبة, يستحق دولة ديمقراطية بعدالة اجتماعية, تكون مصدر اشعاع على شعوب المنطقة وسند للحركات الديمقراطية, لا دولة تحكمها افخاذ عشائرية او ملالي ذكر.

  كتب بتأريخ :  الأربعاء 24-05-2017     عدد القراء :  1836       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced