كُنْ معها ... ولا تكنّ عليها !!!
بقلم : شمس الاصيل
العودة الى صفحة المقالات

المرأة وبعد جهد جهيد رافقها منذ سنواتها الأولى في الحصول على فرصة الدراسة ومن ثم ولوجها الحياة الجامعية وأحلامها الوردية في وظيفة مرموقة وزوج وبيت وأسرة ، فهي تناضل كثيراً ولا زالت تناضل من أجل تحقيق ما وصلت إليه ، وربما ذرفت الدموع الساخنة واهآت الحرمات لتصل ألا أن تكون طالبة جامعة أو موظفة أو  إعلامية أو في أي مجال من مجالات الحياة مسموحا لها بالقدر اليسير الخوض فيها ، فهل من المنطق أن تتحول حياتها اليومية في العمل وفي الدائرة أو الجامعة إلى كوابيس يومية تلاحقها حتى في منامها والسبب في ذلك أخيها الرجل وزميلها في العمل وربما مسئولها المباشر من خلال التحرشات اليومية داخل مكان عملها وبين أروقة الدائرة وأن تعاني الآمرين عندما تخرج إلى الشارع والسوق قضاء حاجة أو تنقلاتها اليومية والأدهى من ذلك والأمر أنها لو اضطرها أحد المارة بعد مضايقات لا تنم ولا تقترب من الإنسانية بشيء تلتجئ إلى أقرب رجل أمن لتجد هذا الحارس الأمين هو أيضا غير أمين وذئب من نوع آخر يستدرجها وفي وسط أشعارها بالحرص الكبير وتمثيله لدور الغيور عليها وطلب رقم جوالها لكي يطمأن عليها والله أعلم ما في النفوس والمبتغى واضح ومجرب كثيراً ، فالكثير منا لا يكاد يمر يوم ألا ويرى ويسمع ويلمس تحرشات رجال الأمن بمختلف أنواعهم ومن صغيرهم إلى كبيرهم بالنساء المارات في الشوارع وفي الأسواق وحتى لو كانت هي بإسوء حال في المستشفى ويرافقها عزيز عليها يعاني ألم المرض هي لا تسلم من الألسن التي لا تفهم معنى الذوق العام ولا تعرف فك رموز هذه اللغة الغريبة جدا على إسماعها ، وألا بماذا تفسر أن يتمازح الشباب بعبارات ثقيلة في سيارات النقل العامة علماً أن هذه السيارات هي ليس ملك لأحد إنما هي ملك جميع الراكبين فحرية الفرد تقف عند حدود الآخرين ، كذلك وجود المرأة التي تمثل في المجتمع العراقي وما ورثه من أصالة وأعراف اجتماعية رصينة هي خط أحمر يجب ألانتباه لوجودها والتحفظ من الكلمات النابية والخادشة للحياء ، المرأة اليوم محاصرة بعد كل التضحيات التي قدمتها في سبيل منحها النزر اليسير من الحرية التي تعمل داخل إطارها الضيق وتحت حدودها البسيطة وهي على الرغم من ذلك أبدعت في عدة مجالات وأرعبت الرجل حتى عندما ولجت مجال السياسية وصلت إلى مراحل متقدمة على الرغم من كل العقبات المصطنعة والرصينة إمامها ، ولكن حتى عالم السياسة على الرغم من جدية هذا المجال فهو ليس فن أو إعلام أو شعر أو غناء للتهم المرأة فيه بأنها لا تملك من الحياء وال....... شيء ،إنما هي السياسة بكل متاعبها والمسؤوليات بكل مشاغلها فهي أيضا لا تسلم من تخيلات أخيها الرجل والقصص المليونية التي تسمع كل يوم من أيام السنة قصة جديدة وبسيناريو يختلف عن ما قبله حول الفضائح الأخلاقية لهذه المسئولة أو تلك،  الأولى بالرجل ومن باب أنصافها بعد عصورا من الظلم ألظلامي أن يحترم وجودها وأن يميز بين مكان العمل ومكان التسلية وأن يصمت قليلا ليقول في نفسه ( ماذا لو كانت زوجتي ) هل أقبل...؟؟؟ وإن قبلت ماذا سأكون ؟؟ ولسأل نفسه ألف سؤال في لحظة ضمير تنفس في داخله ، هي ناضلت لتصل فكيف يحق لي أن أساومها بين العمل وبين أن تعود إلى منزلها أهلها بخفي حنين وتصارع أيامها من دون عمل لتكون عالة على عمر وزيد من الأقربين ، لماذا لا ادعها تعيش بسلام بعيداً عن مغازلاتي الثقيلة ، وهل هنالك فخر في أن تسمع المرأة الكلمات الخادشة للحياء ، وهل من العدل أن أكون وأنا أقرب الناس إليها وزميلها في العمل وفي الدراسة وفي مشوار يومياتنا الصعب في بلد ما أصعب أن لا تفكر بالخوف فيه ومن كل شيء، إذن لماذا لا أكون معها كرجل حقيقي وزميل بكل معاني الزمالة ومكانة تقديس العمل وظروفه أن أكن معها ولا أكن عليها فما تعانيه هي لا يحتاج لأن أضيف شيئا جديدا .... فكيف بأن يضيف كل من تمر في طريقه كلمة أو معنى غير لا ئق أو تصرف وتحرش مباشر .

  كتب بتأريخ :  الخميس 31-12-2009     عدد القراء :  2217       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced