قطر والإرهاب وزوبعة السياسة العالمية
بقلم : ايليا حلبـي
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

المتتبع في هذه الأيام لوسائل الإعلام بانواعها ، وانهماكها لدرجة بحة لها الأصوات حول دور قطر في الإرهاب العالمي وتمويله . وكان هذا امراً واقعياً منذ امد بعيد. فان الدويلة الصغيرة والكبيرة في كبائرها قد لعبت دورا بارزاً في تموين الجماعات الإرهابية بكل مسمياتها وآوت الكثير من مسؤولي هذه القوى الظلامية . ولا زالت تدافع عنهم وعن مواقفها . وما تصريح وزير خارجيتها الاّ كون بلده في آخر سلم من داعمي وممولي الإرهاب .

إنه في غاية الصراحة والوضوح ولسان حاله يقول أن الدويلة ليست وحيدة في الميدان الإرهابي ، وانها مجرد ( دولفين صغير) فما بال الحيتان الزرقاء التي لا زالت تصول وتجول باعمالها التخريبية في الساحة العالمية ، وتنفث سموم افكار الكراهية التي ينادي بها وعلى مسامع وبمباركة حكام دولها من على منابرها الدينية وتعاليم مدارسها التكفيرية . وفي الحقيقة هناك سكوت تحوم حول مواقف الدول التي تطالب قطر بتغيير سياستها، والكف عن تصدير الإرهاب وتموينه مادياً. إذا كانت هذه الدويلة تلحق الأذي بدول الخليج وترعى وتمول الإرهاب منذ عقدين او اكثــر - هذا حسب تصريحات الساسة المسؤولين والمعلقين السياسيين – اذاً لماذا جرى السكوت على تصرفات تلك الدويلة طوال السنين الماضية ، إن لم يكن هناك مشاركة جدية بالموضوع والعمل الأرهابي بخاصة.

إنها حيرة وذهول لمتتبع هذه الأحداث وهذه التغطية والتعتيم على دور الآخرين في الإرهاب. حقاً انه غريب ان يكون الموقف العالمي برمته بهذه الصورة  اللاواقعية وغير المنصفة للشعوب التي عانت من ارهاب تلك الدول التي تحاول أن تمد العون والمساعدة لقطر وتحاول بشتى الوسائل تبرير ممارساتها. ودول اخرى كونت معسكراً مقاطعاً لها برغم ان هناك دول صادقة وجادة في موقفها ودعوتها لمحاسبة ممولي الإرهاب. فالدويلة الصغيرة التي يدور حولها الحديث بممارسة الجريمة وتشجيع القائمين بها . هناك امكانية من مواقع القوى العالمية وبحركة واحدة تستطيع ايقاف قطر عن سلوكها ، ولكن ماذا عن الآخرين. هنا تتوضح المواقف المصلحية. ففي الوقت الحاظر تقتضي الأمور وكما تبدو للمشاهد بالنسبة للدول المتمكنة والمتنفذة عالمياً ألاّ تتطرق لمواقف تلك الحيبتان الكبيرة الى حين ، ولكن هذا ليس بمصلحة الإنسان الذي يعاني ويعيش دائماً بتوجس وخوف من تصرفات القوى الظلامية العدائية وما كثرها.

نعم الآن تُعلنُ المواثيق المبرمــة بين دول الخليــج وتبين تعهــدات (  قطر ) بتنفيــذ مقررات تلك المعاهدات ، الا أنها قد نكثت العهود بحسب ادعاء شركائها. وبنفس الوقت تتوافد الدفعات العسكرية التركية الى دولة قطر . ماذا يعني ذلك ..؟ هذا لا يحتاج الى التفكير والتنحليل . فكل شيء واضح وجلي ، إذ أن الأمور لم تختلف عن سابق عهدها بالنسبة للإرهاب القطري .

انه الإصرار ، لا بل يبدو ان هناك نسخة متطورة من داعش في طريقها الى الإنبعاث. ثم ماذا يمكننا القول بالنسبة للمعاهدة الأمريكية القطرية واستمرار قاعدتها في ( العديد ) باداء عملياتها العسكرية في المنطقة. إن هذه المشاهد تؤدي الى الحيرة والتشكيك بالمواقف وخاصة إذا اطلعنا الــى المواثيق المبرمـة بين دول الخليج ، يتأكد لنا لا بل  لعامة الناس بان هذه الدول لم تكن على علم في كل ما يجري فحسب  ، بل كانت شريكاً قوياً وداعماً مستميتاً للإرهاب. وكما ذكرنا بأن منابر رجال الدين ومدارسهم لا زالت تعمل وتعلم وتزرع في نفوس النشئ كل ما هو معادي للتحرر والديمقراطية ، بحجة انها تخالف الدين والشريعة.

طيب ، هل  ياترى نستطيع أن نعتبر هذه الدعوات امتداداً لأسواق النخاسة في صدر الإسلام عندما كان المتنفذون انفسهم يتفحصون المسبية من صدرها ووركها ومناطق اخرى من جسمها ومن ثم يبادرون لشارئها بعد اقتناعهم من مفاتنها ..؟ هل كان هذا من اعراف الدين والشريعة أم ماذا..!؟

الحديث هنا ليس ضد الإسلام او ضد اي معتقد آخر بقدر ما هو صورة الحال في الماضي والحاضر.

نعم هناك جمع ضد هذه المفاهيم  ، ولكن هولاء لا حول ولا قوة لهم لأن هناك من يستفيد من هذا الوضعية

وأنه متمكن من مكانته وفرق من اتباعه الكثر . إذ انهم بقرة حلوب لغيرهم . لذا ليس من المصلحة التحرش باصحاب النفوذ في الوقت الحاظر.

  كتب بتأريخ :  الأحد 16-07-2017     عدد القراء :  1563       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced