حرق الأعلام في الشوارع من همة العرب لكنه رخاوة لهم في بلوغ الأرب
بقلم : فاضل پـولا
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

اثارت دعوة الرئيس الأمريكي ( دونالد ) لجعل القدس عاصمة لإسرائيل ، هزة كبيرة يعتريها ضجيج في الشوارع  إذ تحرك بشكل واسع على الصعيد الدولي والدبلوماسي للوقوف بوجه هذه الدعوة التي قدح زنادها الرئيس الأميركي وسط انشغال دولي في صراعات دموية مدمرة على الساحة العربية . لا شك أن التعبير في الوقوف بوجه ما اعلن عنه الرئيس الأمريكي يعد مسألة مهمة لتجاوز هذه المحنة إذا كانت قراراً فعلاً لارجع فيه.

فالتحرك الدولي الذي رأيناه هو المطلوب بالدرجة الأولى لحسم قضية من هذا النوع وليس الغليان الجماهيري في الشوارع الذي يمثل ادواره من يصرخ ويصيح ويحرق الأعلام ويرشق جنود العدو المدججة بالسلاح بالحجر . ومن جانب آخر خطابات تلقى باحتقان الوجه واصوات مبحوحة على طابور من الجماهير لشحذ عزائمهم ووعدهم بقرب سحق العدو واسدال الستار على ما اسمه دولة اسرائيل .

أن مثل هذه الهبَّة الجماهيرية ، بعيدة كل البعد عن معالجة هذه المسألة لأنها دولية .. كانت ولا زالت مطروحة على طاولة المفاوضات في الأمم المتحدة . وثمة قرارات عديدة صادرة من مجلس الأمن بخصوص القضية الفلسطينية.

دول الشرق الأوسط وما فيها من تسويق البطولات الفارغة ، اثبتت بأنها قصيرة الباع والفكر في حل مشاكلها ، والبيان واضح في ما حل بها من الدمار الذي لازال ينخر بسكانها وفي بنيتها التحتية ، وتركها خرائباً واوصلها الى حالة يُرثى لها.

إن الذين يجعلون من انفسهم منقذين لفلسطنيين بخطابات لا طائل تحتها ، ليست لمحاولاتهم ورنات خطبهم هذه اكثر من صياح في وادٍ عميق . عليهم أن يفكروا دوماً بأيجاد مخرج لحقن الدماء في سوريا واليمن والعراق وليبيا قبل غيرها .

أما التشدق بالبطولة في خطابات قلع دولة اسرائيل ، لا اثر له الا في الشوارع التي تتدافع فيها الجماهير العزل لتنشغل في الهتافات وحرق الرايات الأمريكية ، وأن مثل هذه الإحتقانات ما هي الاّ زوبعة في فنجان. كقول الشاعر " إذا عصف الغرورُ برأس غُـــرٍّ  ــــ   توهم أن منكبه جناحُ .

فالقضية الفلسطينية ، ما يشوبها من تعقيدات ، لم تستطع الدول العربية في حروب ثلاث مع اسرائيل في سنة 1948 و 1964 و 1973 من احراز اي نصر لابل مُنيتْ بالهزيمة .

ولا يخفى بأن تدخل الحلف الدولي بقيادة اميركا الى جانب العراق ، كان له دورٌ بارز في الحاق الهزيمة بـ ( داعش ) وعلى نفس المنوال سيتم احراز النصر في وسوريا بمساعدة روسيا وايران وحتى تركيا واميركا .

ونعود الى ما صرح به الرئيس الأمريكي ( دونالد ترامب ) لنخمن بأنه ليس بالضرورة أن يكون ذلك مرسوم على الأرض ، لربما كان المراد به حث الفلسطينيين للعودة الى ساحة المفاوضات لوضع نهاية لصراعهم مع اسرائيل ... الصراع الذي يمتد من مطلع الثلاثينات من القرن المنصرم ( العشرين ) والى يومنا هذا. ونجد في الموقف الأوربي ما يفسر ذلك ، حيث أن العديد من رؤساء الدول الأوربية لم يسكت على تصريح الرئيس الأمريكي ، ومنها من تحرك معلناً عن موقفه الرافض له.

  كتب بتأريخ :  السبت 16-12-2017     عدد القراء :  2007       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced