هل المرأة حقاً إنسان من الدرجة الأولى
بقلم : د. ناهدة محمد علي
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

برزت في كل بلد عربي إمرأة قامت برفع علم بلدها عالياً ، في ساحات القتال أو في السجون أو على منارات الأدب والفن والعلوم . وبرزت نساء في مجال السياسة وقلب الوعي الإجتماعي على عقبه مثل هدى شعراوي ونوال السعداوي في مصر ، وبشرى برتو وروز خدوري ونزيهة الدليمي في العراق ، وجميلة بوحيرد في الجزائر وغيرها.

كان هذا تأريخاً ماضياً أما إذا قلبنا صفحات التاريخ الحاضر لوجدنا المئات من النساء العاديات هن في الواقع بطلات شوارع في العراق ومصر وسوريا والجزائر وليبيا ولبنان. لم يعلم بهن أحد ولم يكتب عنهن أحد، ولم تتصدر صورهن صفحات الإعلام المحلي أو العالمي، ومنهن من قُتل أو سُجن أو هاجر. كلهن بلا أسماء وبلا وجوه، قمن برفع الأنقاض عن أجساد أطفالهن، وقمن بلملمة أطفال الشوارع بعد أن قُتلت عوائلهم وقاسمن خبز الشعير تحت الأقبية وتحت القصف مع كل الأفواه الجائعة . قلن لا لداعش فقام بسحقهن، وقلن لا لعواصف السموم الكيميائية، وأرضعن أطفال اليتامى بآخر قطرة حليب بصدورهن.

إن تاريخ المرأة في العالم هو متشابه ما بين أوربا القديمة وآسيا القديمة مع آسيا الجديدة وأفريقيا ، وكما رُجمت المرأة بالحجارة حتى الموت بأمر الكنيسة في أوربا القديمة وضع الصينيون للمرأة أحذية حديدية تحد من نموها لكي تبقى جميلة ، وكما وضُعت للمرأة في آسيا وأفريقيا أقفالاً حديدية على جهازها التناسلي لصيانة عفتها وخُتنت أيضاً لنفس السبب وبالمقابل كانت نساء الروهينغا مضغة سهلة بأفواه الجيش البورمي وتبع ذلك منظمة بوكو حرام التي جعلت مهمتها الأولى هي الحفاظ على عفة المرأة ولاحقتها بالقتل والترهيب ، وبالمقابل أيضاً تلقفت المستشفيات العربية الكثير من جثث الفتيات اللواتي قُتلن غسلاً للعار والغريب في الأمر أن الكثير منهن كن عذراوات . كما أبدع نظام طالبان بملاحقة المرأة الأفغانية وجعلها لا ترى العالم إلا من خلال برقعها وخيّرها حتى يرضى ما بين القتل والقتل .

كانت هدهدات النساء لأطفالهن في بلادي وجميع بلاد المسلمين كلها ولولة ونواح تهز طفلها به طوال الليل حتى يكبر ويتيقن أن أمه كانت (مظلومة) من أحد ما، وكما تُسمع هذه الهدهدات العربية هي نفسها الأفغانية أو الباكستانية أو الإيرانية كلهن لم يخترن أزواجهن ولم يخترن ترك مدارسهن، كما لم يخترن أن يرتدين الأقنعة السوداء وكما لم يخترن أيضاً أن ينتهي عمرهن الزمني بسن الأربعين وفي النهاية لم يخترن الترمل وإستجداء السلطات.

لا أنسى أبداً إن ما عاشته أمهاتنا لا زال الملايين من الأمهات يعشن نفس التاريخ، حيث قد توقف التاريخ في دولنا العربية ولا يريد أن يقلب صفحاته، وها نحن كلما تقدمنا خطوة إلى أمام عدنا سريعاً إلى الوراء حتى نصل هرولة إلى الجاهلية ورغم كل الشعارات تبقى المرأة إنسان من الدرجة الثانية، وبحكم المجتمع العربي التاريخ يصنعه الرجال والمرأة لها أن تصفق فقط.

  كتب بتأريخ :  السبت 10-03-2018     عدد القراء :  1593       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced