سلطنة عثمانية تدق ابواب اورﭙـا
بقلم : ايليا حلبـي
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

واخيراً تمكن الرئيس التركي من تحقيق ما كان يحلم به منذ توليه الرئاسة أن يحقق ما اراد من صلاحيات دكتاتورية مطلقة ، تمهد له الطريق للسير قدماً لإقتفاء نهج اسلافه ، سلاطين آل عثمان. ويبدو جلياً من خلال مراسيم التنصيب ، أنه يحاول وبشتى الوسائل اعادة هيبة بني عثمان . وقد تميزت تلك المراسيم بالأبهة حسب وصف المراقبين كتلك التي تقام لتنصيب الأباطرة والتشابه الكبير بينها وبين التي كان يقيمها سلاطين الدولة العثمانية في مراسيم مناسباتهم الخاصة. فالسلطان الجديد والمعد لإعادة امجاد اسلافه اصحاب سياسة التتريك ، بدأ يدق ابواب اوربا لتحقيق ذلك الحلم ، لطالما راوده كيف كان بنو عثمان يديرون مناطقاً اوربية التي كانت تحت سيطرتهم. والآن حفيدهم يتسابق مع الزمن بلهفه لتحقيق طموحاته . تراه يشرئب بعنقه نحو القارة العجوز تلك التي دنستها اقدام اجداده .. مهدداً لها ، إن لم تقبل بانتماء بلاده الى التنظيمات الأوربية لتصبح عضواً فاعلاً في المجتمع الأوربي. علماً بأن تاريخ اجدادة ملطخ بدماء الأرمن ودماء خلق كثير من المسيحيين الأبرياء . ولا يعترف بارتكاب تلك الجرائم بحق شعوب بأكملها ، حيث ابيدت عن بكرة ابيها بطرق واساليب بشعة تقشعر لها الأبدان وتستنكرها الإنسانية . ومع كل هذا ، نراه يتكلم باسلوب متهكم ومن منطلق القوة معتمداً على اتباع له في اوربا ، حيث يستطيع تحريكهم متى ما شاء. ففي المانيا وحدها يتواجد اكثر من خمسة ملايين تركياً واكثر من مليون آخر منتشر في البلدان الأوربية الأخرى.

وفي الحقيقة ، يستطيع هؤلاء تعكير صفوة الأمن في تلك البلدان وخلق حالة من الفوضى والتوتر في الشارع الأوربي. لذا ينبغي على الحكومات الأوربية اتخاذ الحيطة والحذر من هذا (الفاتح الجديد ) والمتعطش للتوسع واعادة سعة النفوذ تيمناً باسلافه ... اولئك الذين ملأوا الدنيا ظلماً وقهراً وتجاوزاً . ولا زالت تبعات سياستهم تعاني منها لحد الآن ، بعض البلدان التي عانت من قهرهم وجور سياستهم المهينة لكرامة الإنسان.!

فان كانت اذني هذا الفاتح الجديد لا تسمع عويل الأطفال الذين ذبحوا والقيت جثثهم في الأنهار ومنهم احياء ، واصوات العذارى اللاتي اغتصبن والنساء الحوامل اللائي بقرت بطونهن بكل خسة ودناءة وبــدم بارد وصرخاتهن لا زالت تــرن بــآذان ذويهن ومحبيهن والإنسانية جمعاء.. ودماؤهم تستصرخ الضمير العالمي وتنادي ، اين حقي..؟

إن تلك المآسي والآلام لايمكن أن تمحوها الأيام والسنين . واليوم يأتي هذا الحفيد ويريد ارجاع عجلة التاريخ الى الوراء. ولكن الخيرين في العالم ، له بالمرصاد .. ولابد للجاني أن ينال العقاب من هذه القوى الخيرة ، وسوف يتم الإقتصاص ممن يحاول اعادة تلك المآسي والسنين السوداء من حكمهم السيئ الصيت. ان تغريدة الصقلي وكما رواها لنا الآباء والأجداد وخاصة اولئك الذين عاصروا تلك الفترة العصيبة. ـــ يا نجار انجر تابوتي حاسب امي ما جابتني ــ هكذا كان زبائنهم يدخلون الرعب والخوف في قلوب الأبرياء والعزل ، ويستولون على كل ما يملكونه اولئك الأبرياء من المواد الغذاية ، لأطعام جنودهم في حروبهم المدمرة . والكثير من ابناء جلدتنها تمّتْ سياقتهم الى تلك الحرب الضروس وطوتهم عجلتها وتركوا لإحفادهم معاناة بليغة ... رحمهم الله وطاب ثراهم .

  كتب بتأريخ :  السبت 21-07-2018     عدد القراء :  1533       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced