المرأة في الريف.. تعددت الإنتخابات والنتيجة واحدة بقلم : شمس الاصيل العودة الى صفحة المقالات المرأة عموما، والمرأة في الريف على الأخص، هل تعني لها الانتخابات شيء، ما دامت هي في كل الأحوال لم تحصل على دورها ومكانها  الطبيعي ، وهل غيرت نتائج الانتخابات السابقة واقعها وعدلت في القوانين التي تتعلق بقضيتها أم عملت على تفعيل المواد المتعلقة بقضيتها على أكمل حال؟  كيف بها وهي في المناطق النائية البعيدة التي تتعرض فيها إلى تهميش كبير وتغييب وتعطيل عن المشاركة ولو بالشيء اليسير في جميع جوانب الحياة ما عدا تربية الأولاد والواجبات المنزلية والأعمال الشاقة في الزراعة خارج المنزل وتربية المواشي.   المرأة في الريف بعيدا عن عيون الصحافة   السلطة الرابعة (الصحافة) من المؤكد أن لها الدور الكبير والمهم في كشف الممارسات غير العادلة التي تغبن حق المرأة من خلال الصحف ووسائل الإعلام الأخرى والفضائيات وكل الأقلام والعقول التي تحمل  هم المرأة دونما مصلحة معينة أو هدف نفعي، إنما عن إيمان كامل بوجوب إنصافها ، لكن المرأة في المناطق الريفية هي بعيدة عن عيون الصحافة ومحرومة من كل الأقلام المدافعة عن حقوقها وقد تركت تواجه مصيرها دونما أي مناصر أو من يقف عند معاناتها في حال تعرضت إلى ممارسات غير منصفة وتقاليد وقيم كثيراً ما تقسو عليها، فهنالك الكثير من الدراسات التي أجريت من خلال مراكز بحثية أو بحوث جامعية تحدثت عن المرأة ودورها في مجلس النواب أو مفاصل الحكومة من وزارات أو وظائف مهمة وغيرها، وأشادت في الكثير من هذه البحوث في حصول المرأة على بعض حقوقها في الكثير من دول العالم الثالث ، لكنها في الوقت نفسه أهملت شريحة كبيرة من النساء وهن من يعشن في الريف ، حيث أن هنالك تفاوت كبير بين الأرقام التي ذكرتها هذه الدارسات وبين واقع المرأة المتردي ومن جميع جوانب الحياة وأهمها التعليمية وما يهم مشاركتها الرجل في العمل ومناصفته الحقوق .   آخر المستفيدين من الانتخابات   المرأة في المناطق البعيدة عن مراكز المدن هي آخر المستفيدين من الانتخابات مهما كانت نتائجها على الأقل على المدى القصير الذي يتسم بالتغيرات البطيئة والتي ربما لا يصل إلى الأرياف منها شيء سوى الشعارات فقط . فها هي تجربة الانتخابات في العراق نموذجا . فكم من الحكومات والقوانين تبدلت وأضيفت الكثير من الفقرات إلى الدستور تخص المرأة لكن لانجد بصيص أمل في تغير واقعها بل على العكس من ذلك فقد شهدت الكثير من مناطق العراق إجراءات قسرية وجبرية وجرائم كثيرة ذهب ضحيتها العشرات من النساء وعلى الأخص في المناطق الجنوبية من العراق كونها تتسم بالطابع العشائري أكثر من مناطق العراق الأخرى . فهل بعد هذه الجولات والتغيرات في مفاصل الحكومة ووزاراتها سمح للمرأة في الريف بإكمال دراستها على الأقل للمرحلة الإعدادية وليس الجامعية ، وهل خيرت المرأة في الريف في مسألة اختيار شريك حياتها أو أعطيت الحق في أن تبدي رأيها ويحترم هذا الرأي ؟ وهل خلصت كل هذه القوانين في مجال تنمية حقوق المرأة من تقاليد ( النهوة ) أو غيرها والتي تعتبر من أكبر الجرائم في حق المرأة وهي أن تحرم من الارتباط طيلة عمرها بسبب (نهوه) احد أقاربها. وفي الكثير من الأحيان تكون لأسباب شخصية ليس إلا لتكون المرأة هي الضحية وأكبر الخاسرين في هذه المعادلة القاسية؟ .   ماذا تريد من الإنتخابات ومتى تعنيها ؟   ماذا تريد المرأة بشكل عام من الانتخابات؟ وبماذا تطمح المرأة في الريف من الانتخابات؟ ، ففي الكثير من الدول التي أجريت فيها انتخابات كتجربة ديمقراطية غير معهودة لاحظ الجميع المشاركة الكبيرة والفاعلة فيها للمرأة ، وكيف تحمست المرأة لهذه التجربة الجديدة في الكثير من مجتمعات العالم الثالث ، حيث كانت تعتقد أن إنها ستقوم بدور المخلص من الجور الذي لحق بها جراء سلطوية الرجل المعهودة والنظرة الدونية لها ومعاملتها بشكل مجحف . لكنها شعرت بخيبة أمل كبيرة نتيجة تراجع دورها واقتصاره على عملية وجود غير فاعلة سواء تحت قبة البرلمان أو في مفاصل الدولة الأخرى ، كذلك لانتصار التقاليد والأعراف التي لاتزال سارية برغم بعض الحقوق التي كفلها لها الدستور المتمخض من خلال استفتاء وتشريعات سنت من خلال دراسة وموضوعية وكحاجة ملحة لاستمرار المجتمع في حياته الطبيعية ومسيرة تطوره ، فما تريده المرأة من مشاركتها الفاعلة هو أن يؤخذ واقعها بعين الرعاية والاهتمام التطبيق الذي يصب في مصلحتها من خلال التدريج الحقيقي والواقعي وصولا بها إلى إنصاف حقيقي، وقوانين تحترم وجودها وذلك يتطلب مراعاة الاوضاع الخاصة للمراة الريفية وحمايتها من التقاليد والعادات المتخلفة التي لاتحترم انسانيتها.   كتب بتأريخ :  الأربعاء 13-01-2010     عدد القراء :  2243       عدد التعليقات : 0