روليت اقليمي..
بقلم : عبد المنعم الاعسم
العودة الى صفحة المقالات

بعض ساسة دول الجوار الذين يغويهم التدخل في الرمال العراقية العاصفة يطلقون النار على انفسهم وبلدانهم مرتين، مرة حين يصرون على إذكاء دوامة العنف في  العراق عن طريق ترويج فكرة “المقاومة” الى جانب بقايا النظام القديم وجماعات الردة الاسلامية المتطرفة، ومرة اخرى لانهم يواصلون نهج التجييش ولغة الحرب، بدل الحوار، في التعامل مع المشكلات والاستحقاقات الدولية الجديدة.
وإذ لايعني العراقيين الذين يمرون في ظروف عصيبة وشائكة السياسات التي تعتمدها هذه الطبقة الاقليمية المتنفذة لجهة علاقاتها بالدول الاخرى وازاء المشكلات والتحديات العالية الجديدة، فانهم، معنيون، كضحايا لاعمال الارهاب والجريمة المنظمة، بدخول اقليمي غير مبرر، ولا انساني حتى، على خط الاعمال المسلحة التي تستهدف حياتهم وأمنهم في المقام الاول، فيما يجمع المحللون على ان هذه السياسة القائمة على استضعاف الجار المغلوب على امره واستخدامه رهينة لتحقيق اهداف انانية ومطالب قيد الجدل من الولايات المتحدة، وان نزعة تصدير الازمات الى خارج الحدود واجبار دول وشعوب اخرى على دفع فواتيرها  لاتنطلق من حكمة النظر الى بعيد، بل هي لعبة روليت باهضة التكاليف إذا ما نظر اليها على ضوء النتائج الكارثية التي انتهت اليها تجربة صدام حسين وقبله الكثير من التجارب الخائبة.
على ان حملة التطوع الاستعراضية في بعض الدول الاقليمية من اجل “القتال ضد القوات الامريكية على ارض العراق” هي آخر عنوان للسياسات المغامرة التي لا تحتسب نتائج تصدير العنف الى خارج الحدود، بل هي النسخة المنقحة للعبة الحظوظ الدموية الروسية القديمة، وكان يمكن تفسيرها بغير ذلك لو ان هذه السياسة عادت على هذه الدول في السابق بمكاسب ملموسة، ولو انها انطلقت من لوازم الدفاع المشروع عن النفس، في وقت يدفع العراقيون ضريبة سياسات وحروب تقررت خارج ارادتهم، ويشيعون الان قتلاهم يوميا بتفجيرات ومفخخات واعمال قصف وقتل وابادة، ما يفترض بالجار ان يقف في منطقة النجدة والمسؤولية المحسوبتان بمعيار المصالح المشتركة وترابط حلقات الامن بين دول الاقليم.
وعلى مسافة من هذه التفاصيل يمكن فهم  محاولات قطاع اقليمي متنفذ تصدير المسلحين الى العراق  في اطار استغواء النتائج طالما لاتمس اضرارها غير العراق والعراقيين، وهي في هذا الاطار، وفي حدود فكرة “ تجهيز الجماهير” لمعارك قومية ودينية تصطدم بنتائج معاكسة إذ يتمدد الارهاب ومنتوجاته من العنف إلى داخل هذه الدول في روليت مدمر،  الامر الذي لم يعد خافيا على المراقبين والمتابعين، في وقت تضيق اكثر فاكثر، فرص المراهنات على الصدف والتنجيم وضربات الحظ، فقد ابطلت الحياة احتمالات الفوز في لعبة الروليت، وصارت  هذه المراهنات بمثابة عنوان للانتحار بالخط العريض.
ــــــــــــــــــــــــــــ
.. وكلام مفيد
ـــــــــــــــــــــــــــــ
“من يحب الشجرة يحب اغصانها”.
حكمة اسبانية

  كتب بتأريخ :  الخميس 21-01-2010     عدد القراء :  2276       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced