رصد أوليّ للفكر اللإسرائيلي اليومي
بقلم : جاسم الحلفي
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

جريمة اغتيال صالح العاروري، نائب رئيس حركة حماس، في الضاحية الجنوبية لبيروت مساء الثاني من هذا الشهر، جاء كاشفا لأزمة حكومة نتنياهو التي تعاني الانقسام، ولا تجد غير الجريمة النكراء “إنجازا عسكريا لها” بعد فشلها في تحقيق أهدافها المعلنة بتصفية المقاومة في قطاع غزة وتحرير الرهائن.

ولا شك ان حكومة إسرائيل تبحث عن أي نصر من أجل الخروج من مأزق الحرب الخاسرة، “نصر” يرمم شيئا من معنويات جيشها العدواني الذي  لا يزال عاجزاً من تحقيق أي هدف من أهدافه الميدانية، بعد ان لحقت به خسائر كبيرة، بلغت 485 قتيلا بين ضابط وجندي وفقا لآخر إعلان رسمي. مع ان العدد الحقيقي اضعاف هذا الرقم بكثير وفق الصحفي الإسرائيلي جيري بوركام الذي لم تتحمل الموساد صاعقة تقريره، فقامت باغتياله نهارا جهارا.

وليس هناك استنتاج أكثر قساوة على إسرائيل من عنوان مقالة للكاتب أنشيل فيفر نشرتها صحيفة هآرتس الإسرائيلية تحت عنوان: “2023 أسوأ عام لإسرائيل على الإطلاق”. وذلك ما اكده كاتب إسرائيلي آخر هو عاموس هاريل بقوله أن عام 2023  “هو الأكثر مصيرية بالنسبة لإسرائيل”. واضاف ان إسرائيل في مأزق استراتيجي)، بعد تبدد الوهم الذي بناه نتنياهو نفسه، وهم قدرة إسرائيل “على تجاهل الفلسطينيين، وأن الوضع الراهن في قطاع غزة والضفة الغربية” باق على حاله..

لقد بددت المقاومة الباسلة للشعب الفلسطيني في غزة وهم اسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر، حيث فشل في كسر المقاومة بمعركة خاطفة، واجبر على خوض حرب استنزاف طويلة. وتحوّلت تصريحات قادة الاحتلال من الحديث عن ‘’القضاء على حركة حماس’’ إلى  ‘’تفكيك قدراتها العسكرية’’، ما يؤكد أنهم أمام معركة طويلة ليست لصالحهم من الناحية السياسية، الى جانب ما تستنزف منهم من خسائر بشرية ومادية، ولن تكون لهم فيها الغلبة، سيما بعد ان شكلت خسائرهم عبئا نفسياً ثقيلا، لا يتحمله الرأي العام الإسرائيلي، وهو الحساس ازاء الانكسارات وتزايد الخسائر وقلة الإنجازات. وقد طالب الكاتب الإسرائيلي يوسي يشوع                                                                              حكومة نتانياهو، عند تحليله الخسائر والإصابات التي لحقت بالجيش الإسرائيلي، بـ “إعادة تقييم نطاق الحرب وقوة الأسلحة المستخدمة والاعتبارات الإستراتيجية في مناطق وعرة”. لكن نتانياهو لا يكترث لذلك، ما يضيف عناصر توتر تشد الرأي العام الإسرائيلي، الذي تصاعد قلقه تجاه مآلات السياسة التي تنفذها الحكومة بصورة ابعد من المعارك في غزة. وقد برز  الخوف من ان تقوّض الحكومة “الديمقراطية في إسرائيل”، وفق مقال كتبه أنشيل فيفر الذي تساءل عما اذا “سيصبح النظام المتبع استبداديا.. يعتمد على إجراء انتخابات شكلية؟”.

لا يبدو أن إسرائيل ستتمكن من تجاوز أزمتها والخروج من مأزق عدوانها بأقل الخسائر، نظرا لفاشيتها وبنيتها الاستيطانية وبسبب طابعها العنصري وتوحش اساليبها. الدموية.

  كتب بتأريخ :  الخميس 04-01-2024     عدد القراء :  309       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced