بقلم : شبعاد جبار
العودة الى صفحة المقالات

"اطفال بلا عيون ..
صغار  من دون انف او يدين
مواليد تتدلى احشاءهم الداخلية خارج اجسامهم في مايشبه الكيس
جذع دون رأس لمولود جاء في يوم حزين"


هذه الصور المخيفة  ليست منقولة عن فلم سينمائي مرعب وانما صور حقيقية لاطفال ولدوا في العراق ..أحد النشطاء الاجانب  اطلع على هذه الصور حية في اماكنها  وزار مستشتفيات الاطفال  في البصرة وبغداد والفلوجة  وظلت  هذه الصور المرعبة تقض مضجعه وتطرد النوم من عيونه.." انها كابوس  يرعبني كلما اردت النوم" هكذا قال شور الناشط  النرويجي من اصل ارميني وهو يصف مشاهداته في العراق .
فذخائر اليورانيوم المنضب هذه الاسلحة الفتاكة المحرمة دوليا والتي ضرب بها العراق  في حربين متتاليتين  قد  نشرت الرعب والخراب في ارض الوطن    وتداعياتها  مازالت  مستمرة لحد الان ومازال الناس يعانون من اثارها  وسيظلوا يعا نون طالما هناك  من ينام  من مسؤولينا  ملء جفونه دون ان ترعبه هذه الصور..  فالمشكلة  تكمن  في هؤلاء  اللذين  ينامون ملء جفونهم ولاتهزهم هذه الحقائق ..ولاتطاردهم صور الاف الاطفال العراقيين اللذين يولدون بدون أنف او بعين واحدة او بساقين مبتورتين.
وذخائر اليورانيوم المنضب هذه عرفت اثارها التخريبية والمدمرة  منذ  حرب الخليج  الثانية  حيث كان الارض العراقية مسرحا لتجربتها  وكان اول مااكتشفت اثارها على الجنود الامريكان المشاركين بالحرب  حيث عرف  المرض بلعنة الخليج .

كرسيتوفر بوسبي , انكليزي عالم في الفيزياء الكيماوية, يقول:" ان نتائج  انتشار دقائق اليورانيوم المنضب في اراضي صحراوية  جافة مثل العراق تعتبر كارثية  حيث يتوقع ان يصاب نصف عدد السكان الذي يعيشون في هذه المناظق الصحراوية  اذا لم تتخذ الاجراءات السريعة واللازمة من اجل الحد من انتشارها و الحد من  استفحال المشكلة ".
اليورانيوم المنضب ..هذا العدو الشرس الذي عبث وفتك بارواح الكثيرين ومازال يسرح ويمرح بين جنباتنا..  هذا العدو الذي اذا  لم نتصدى له وبقوة فاننا نجني على اولادنا لا بل على اجيالنا القادمة...وحقت علينا اللعنة
لست بصدد الكلام عن اليورانيوم المنضب علميا  لكن  هذه المادة تتخلف نتيجة  تخصيب اليورانيوم  الذي  يتم  ا ستعماله في  محطات توليد الطاقة النووية او من اجل صنع القنبلة  النووية  فتتخلف  نتيجة هذه الصناعة الاف الاطنان من اليورانيوم المنضب  كنفايات مشعة  يجب التخلص منها بطريقة امنة .. وطريقة التخلص منه تكون مكلفة جدا  لانه يجب ان يدفن  في طبقات صخرية صلدة وقبلها يجب ان يعامل ويغلف بطبقات سيراميكية كي لايتسرب الى التربة او المياه ثم يدفن على اعماق بعيدة من سطح  الارض.وهذه الطريقة تكلف الدول االتي تسعة لتركيوز اليورانيوم  مبالغ طائلة فلجأت الى اعطائه مجانا الى مصانع  الاسلحة من اجل استخدامها في تصنيع  الذخائر . ورغم الاسم المخفف الذي يطلق علية "منضب او مستنفذ" الا انه  يظل في الحقيقة مادة خطرة تسبب  الدمار والهلاك  للناس والبيئة  والحياة  ان تواجد فيها بتراكيز عالية.والعراق ضرب بهذه الاسلحة بكثافة وخلال  حربين متتاليتين دون ان يصار الى تنظيف المناطق المضروبة من اثاره او معالجته  وانما تركت الاسلحة والقنابل الغير متفجرة او العجلات المضروبة به في منطاق سكنية واصبحت ملعبا للاطفال او عرضة للتفكيك من بعض الناس من اجل الاستفادة من اجزاءها ..

http://www.iraqiwomensleague.com/uploader/ar/1264979846shabad.jpg

فلا النظام السابق كان قد اخطر الناس بمدى خطورة هذه المادة اوقام  باجراءات من اجل تحديد وحصر  تاثيرها ولا الحكومات التي تعاقبت بعد سقوط النظام قامت بواجبها واسرعت الى انقاذ مايمكن انقاذه  واتخاذ التدابير اللازمة للحد من تاثيرهذا السلاح الخطر  بل راحت تتخبط في تصريحات تراوحت بين تسفيه خطورة هذا السلاح  الى اتهام من يحاول التنبيه اليه بتسيس المسألة .. الى الدفاع عن نفسها بان ليس لديها الامكانيات اللازمة لذلك ..في حين كان يجب عليها المسارعة الى طلب العون من المجتمع الدوي وفي الايام الاولى لانتهاء الغزو  وخصوصا ان هناك اصواتا تعالت منذ الايام الاولى للتنبيه  الى خطورة المسألة ..

ان هناك اجراءات اولية يتم اتخاذها من اجل الحد من انتشار هذه المادة الخطرة كأن تتم  تغطية المناطق الملوثة  بالطين أو التربة المزيجية لتقليل عمليات الانتشار بالرياح وعدم إهالة التربة إذ أن أولى طرق المعالجة تتم بمنع التذري والاهالة أو قشط أو تهوئة التربة وإنما تثبيتها برشها بالماء أو المثبتات العضوية أو الكيميائية لمنع انتشار العناصر المشعة مع دقائق الغبار المتطاير بفعل الرياح .
أما المعالجات الكيميائية وهي أكثر المعالجات تكلفة وتصل المعالجة التامة الى ألف دولار للمتر المربع الواحد، فتتم باستخدام مواد كيميائية تُكوِّن معقدات مع العناصر الثقيلة في التربة تحول دون ذوبانها بالماء وتسهل فصلها بطرق فيزيائية.
ومن التقانات الاحيائية المستخدمة في المعالجات البيولوجية الترشيح أو التصفية باستخدام الاحياء المجهرية..الا ان اغلب هذه الطرق مكلفة ولكن الاتستحق تربة العراق وهي تضم هذه الثروة الهائلة التي تتهالك عليها الدول هذا الثمن ؟
ألا يستحق الشعب  ان نستخدم ثرواته من اجل تطبيبه؟

الشاهد الذي زار مناطق العراق المنكوبة

http://www.iraqiwomensleague.com/uploader/ar/1264979846shabad1.jpg

http://www.iraqiwomensleague.com/uploader/ar/1264979846shabad2.jpg




احدى الفتيات المصابات بمرض السرطان

  كتب بتأريخ :  الأحد 31-01-2010     عدد القراء :  2327       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced