اقبل شباط يرمد الذكريات
بقلم : فاطمة العراقية
العودة الى صفحة المقالات

الحلقة الاولى لمسلسل لاينتهي اسمه (ابو غريب )

نعم اقبل وهو يرمد ذكرياتي .وينتهك لحظات الامل المؤجل .بتفاصيله الموجعة .وسليل الفاجعات التي استاثرت بي انا تماما ..
يوم جالوا مراهنين بقتل البراعم .وقلع جذور الانتماء لتربة طالما افزعهم توهجها
وصدق ابناءها ..بكل القسوة البشعة حشدوا مرارة الامنيات منتزعين رب المنزل (والد نزار)
كمن ينتزع احد اصابع الكف مني .
توقفت هناك بكل ظرواتها ناقلة جثث الاحياء .معلنة احتواء اماني الصغار .بقول الخديعة الواضحة كلها (ساعات ويعود)...
طال الترقب وافترست الايام الشهور ..
في مساء فتك كل مالديها من كرنفالات الاماني وطمانينة الرجوع .
(امي هناك من يريد يكلمك على الهاتف )حدثها مناديا احد ابناءها الاربعة .. ياالهي من
يكون ؟؟!!.. علقت الوجيب بصوت المهاتف ..جاءها السؤال اتعترفين انك لعدونا تنتمين
عدوكم !!!؟؟.من هو نعم عدونا من يرفع سبابته بوجه بطل الابطال ..
نعم انتمي بكل الفخر الذي اورثني اياه والدي وزوجي الذي بين ايديكم ..
اذن ستلقيه مجرد هيكل يقبع بين ظلمات الضجة الرهيبة التي تنتظرون ..القت التلميحات المروضة لذكرى اللقاء .بمن يعشق معها رائحة المطر ووهج الربيع ..لن نشاكس نعيقهم المترقب بامالها ..ستركض مخترقة حواجز ذلك الجاثم على من اختزل كل سنينها وشبابها مع اولى اندلاقة لفجر وهو ينثر حبقات من تراتيل اللقاء المنتظر .
ارتدت احدى خياراته التي كان يبوح بها وتوجت راسها بالمكابرة ان لاتضعف امامه بالنواح والبكاء .وجزع الفراق ..
عبرت ومعها مدارات الشوق المختزن .متجاوزة عدا وعددا مايقارب الاحد عشر قضبان مع اروقتها ..
حين تسمرت ويساروها شك بوجوده اين ستجده ؟؟!! لن ترى اية ملامح توحي بانه هنا
وهي بين الحيرة في كسر الصمت وانتظار الانبثاق ..صاح بها صوتا خافتا متضائلا من شدة الهزال والتعذيب المر .(تعالي انا هنا انه انا )ارتجفت مذعورة من وحشة التذكر .
(ايعقل انه هو ) لاارى غير شبحا تحيطه عظاما تصرخ متوجعة انهم استنزفوا كل قواي
صرخت (ياربي من الذي جاد عليك بهذا الصخب الريجميي القاسي ).
ارتفع منها الصوت عاليا دون الانتباه انهم حولها (تبا لهم من حثالة وذئاب ) واسكتها واضعا يده على فمها خوفا عليها من الوحشية التي يغص بها المكان .
سرت معه نحو القاعة التي تضمه ورفاقه .وبها جوع البكاء ولوعة العويل
صمت بالهيبة المختومة على جبينه (( لايهم طالما بقيت لي رهانا من رهانات الامل الموعود ) .. حين فتحت اليه باب الجدران الكالحة .والغرف الحمراء .وكيف تكالبت عليه وهي تبتل بالدم والقسوة ..وكيف عدت عليهم كغذاء خمسة حبات من الباقلاء و24 وعشرين من الحمص المسلوق ..وجثى من جثى للجوع ..والضرب .وتسامق غيرهم بوقار ذاهلا مناصب الساخرين بالانسانية جمعاء ..

(اوراق من سجن ابو غريب لسنة 1993 )

  كتب بتأريخ :  الثلاثاء 02-02-2010     عدد القراء :  2176       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced