أحوال المرأة في البرلمان
بقلم : أسامة عبد الكريم
العودة الى صفحة المقالات

لا شك ان دعم و مساندة المرأة في البرلمان هو دعم اساسي لكل الأحزاب والقوى الوطنية والديمقراطية, و سيفسح لها المجال للحصول على فرص متزايدة في النشاط العام بما في ذلك دورها في صنع القرار وحضورها المتنامي في الحياة السياسية في تعزيز النهج الديمقراطي من خلال الانتخابات العامة البرلمانية والرئاسية والسلطة المحلية, لكن هناك العيوب والنقائص في قانون الانتخابات التشريعية الاخير سيء الصيت ـ وقد كتب الكثير من مقالات والدراسات حول هذا الموضوع ـ ستكشف عن التهديد والاقصاء والتدني البالغ لتمثيل الأحزاب السياسية المعارضة بما ذلك حضور ضعيف جدا في تمثيل المرأة التي ستبقى تحت الكوتا 15% على مدار السنوات القادمة, ناهيك عن قلة الشرائح من الاقليات وصغار الموظفين والتجار والحرفيين واصحاب الصناعات الصغيرة والاساتذة في الجامعات والخبراء الوطنيين في ميادين القانون والصحة والتعليم ومقاعد للعراقيين المغتربين في الخارج, وحتما سيخلق ضعفاً في الوحدة الوطنية, ليس من ناحية الإئتلاف السياسي والحزبي حسب و انما الوحدة بين جميع الطوائف من ابناء شعبنا العراقي , وكذلك يعتبر خرقاً للاتفاقيات الدولية التي يلتزم العراق بها حول مبدأ المساواة وتكافؤ الفرص بين الجنسين حسب دستورنا , ودستورنا يقول : ان نحافظ على الوحدة الوطنية وصيانة أسرار الدولة واجب على كل مواطن, وان المواطنين متساوون في الحقوق والواجبات , و ان رئيس الجمهورية يسهر على احترام الدستور وحماية الوحدة الوطنية .. ومن اجل دعم المرأة في البرلمان :
ـ بلورة الهوية الثقافية للدولة وتوجهها الوطني والتربوي للثقافة العراقية كمكافحة الامية في صفوف المرأة , ويأتي عبر فك الأرتباط " بين التيار الاسلامي والشرائح الفقيرة والمهمشة داخل المجتمع التي تميل دوما لصالح شخوص ومؤسسات هذا التيار ـ الذي يستغلهن للتصويت الانتخابي ـ بسبب نوع الخدمات المعيشية التي توفرها للفقراء بسبب عجز الدولة عن الوفاء بمتطلبات التنمية المستدامة ".
ـ إرساء نظام ديمقراطي يستند للثقافة الوطنية لكي يمنع استخدام العنف بالشأن العام ـ المدني ..ومنع اي تدخل من دول الجوار بالشأن العراقي, والتزام المؤسسة العسكرية بمبدأ الحياد اتجاه المجتمع والسياسة.
ـ تأسيس حزب مستقل للمرأة ( مثل حزب الحرية و المساواة او حزب التحرير للمرأة العراقية ) يهتم بشؤون المرأة ويعالج ثغرات الموروث الرجعي اتجاه المرأة.
ـ توفير العمل للمطلقات والارامل لكي يتخلصن من بالغبن.
ـ حماية المرأة من القتل المتعمد ( الشرف ).
ـ تقليص الفوارق الطبقية بين مختلف شرائح المجتمع.

* * *
أنصاف المناضلات
اختي المرحومة نجوى الخزاعي (ام محمد) كانت واحدة من الناشطات في رابطة المرأة العراقية ,وهي اول فتاة من مدينة الديوانية تشارك ضمن الوفد العراقي في مهرجان الشبيبة في فيينا عام 1959, وكان ضمن الوفد الراحل د. رحيم عجينة ( ابو شهاب ) .
اتذكر كنت صغير في احداث ( انقلاب 8 شباط 1963 ) المشؤومة , كنت اجمع اظرف الطلقات الفارغة على سطوح الجيران .. وارى الشارع الرئيسي خالى من الناس والسيارات, وكان ابي منفعلاً وغاضباً, لا يريد لاحد الخروج من البيت ,وكنت اسمع عن فيضانات بين الشامية وابي صخير والنجف الاشرف والرصاص المتقطع في محلتنا.
ام محمد انتقلت الى بغداد لتدرس في دار المعلمات , وكانت صديقتها المرحومة فوزية شنان تأخذني الى بغداد مع مجموعة من بنات الديوانية, ونصل الى ىشقة اختي الواقعة في مدينة الحرية قرب السايلو. اخذتني ام محمد من يدي خارج الشقة وجلست في ممر قرب سلم العمارة الذي يرتبط بالشارع العام.. وقالت لي:" اذا رجل او امرأة يدخل العمارة تعال بسرعة وخبرني ". وبعد فترة دخل رجل وهو يصعد الدرج , ركضت باتجاه شقة ام محمد ,وعندما فتحت الباب .. رأيت صديقات اختي يحملن اوراق بيضاء واقلام وهنا وهناك اوراق مبعثرة على منضدة صغيرة .. واخبرت (ام محمد) ,ثم رجعت الى مكاني في الممر ..وبعد ان دخل الرجل الى شقته .. ذهبت الى شقة اختي (ام محمد) واخبرتها بان الرجل دخل شقتة .. في تلك اللحظة رأيت ان الاوراق قد اختفت ووضع بدلا عنها عدة برتقالات امام الصديقات!.. ومرت فترة نادتني (ام محمد ) لاشارك بأكل البرتقال والبقلاوة! ..واتذكر فوزية شنان قالت بمزاح وهي تعطيني البرتقالة: هاي هديتك .. انت خوش خراعة خضرة!! وانفجر الجميع بالضحك.
اتذكر ام محمد دخلت سجن الحلة النسائي ومكثت اكثر من شهر ثم خرجت بكفالة , بعد تدخل وجهاء المدينة وعشيرة البو خزاعل.. وبعد فترة من خروجها من السجن ظلت (ام محمد) تسافر عدة مرات الى لندن للعلاج من مرض سرطان الثدي .. لكنها ظلت تعطيني بعض المناشير التي تدين الاعدامات في الجيش في اواخر السبعينات من القرن الماضي ,وفي عام 1981 توفيت في مدينة (ليفربول).
تقول المرحومة أمي وهي تبتسم : " جانت ام محمد, ام بيت ,اداري الجميع ,وتلم البنات من حي الجمهوري وشارع السراي والخزاعل بالبيت وتخلي خشبة الثيبر وتعلمهم القراءة والكتابة ,و اني اجيبلهم الخبز والدبس والراشي !! ..ومرات جاي وخبز العباس! ).
وعندما ذهبت ( ام محمد ) الى مهرجان الشبيبة تقول امي: " الساده ـ قصدها الملالي في جامع الشامية ـ وشيوخ الخزاعل كَاموا يعتبون على ابوك .. أشلون بنت كريّم تسافر بدون رجّالْ !! ,وابوك يسمع حجيهم من هالآذن ويطلع من الاخره ,وبذيج الفتره ..ابوك اخذ يردد ابوذية :

يكَلبي امن الهموم اعليك ينزار( صدأ )
فتكَك جرحي او بعد هيهات ينزار ( يزرر )
امام الما يشور عيب ينزار ( يزار )
او لا تحجـه امن افعاله سجيه.

  كتب بتأريخ :  الخميس 04-02-2010     عدد القراء :  2280       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced