ليست دفاعا عن عزيز الحاج !!!!!
بقلم : د. عامر صالح
العودة الى صفحة المقالات

أطلعت على مقال الأخ الفاضل عبد الصاحب الناصر والموسوم : "لا يا عزيز الحاج ,لا,إلى أين تسير بك الوحدة في باريس" والذي يتناول فيه عزيز الحاج متنقلا فيه ما بين انتقادات موجهة لعزيز الحاج  حول ارتباطه السابق بنظام صدام حسين,وأعترافته المعروفة لكل من تابع العملية السياسية آنذاك, وبشخص كشخص عزيز الحاج كان صدمة لأنصاره من القيادة المركزية أولا, وكذلك صدمة للحركة الوطنية برمتها.ولو" حالف الحظ "  لعزيز الحاج وخطه السياسي أن يسقط النظام السياسي آنذاك لكانت للحاج أنصبة تذكارية في كل أزقة العراق وحاراته" أفهم هذا ليست بشخص عزيز الحاج ولكن قد يحصل لكل القيادات الشيوعية آنذاك على خلفية مزاج الجماهير الحماسي والفطري وطريقة ارتباطه بقيادته التي كان يحركها دافع الخلاص من نظم الاستبداد,وقد كانت التضحيات كبيرة على الطرفين ,إلا إن حظ عزيز الحاج" المتمرد دوما" وحظ العراقيين جميعا أن يلقي القبض  عليه في ظروف غامضة...وهنا أستنجد بمقولة لفهد: " ذكي من يناور على ذقن البوليس"..... وما بعد ألقاء القبض عليه ورفاقه ووقوعهم تحت كماشة لا ترحم...نأتي هنا إلى قدرات الإنسان وقابليته على التحمل, أنها لحظات لا ندركها ألا حين الوقوع بمثلها بغض النظر عن التفاصيل " فالشيطان يكمن في التفاصيل"...الشاب السياسي عزيز الحاج أبن العائلة المرفهة ...الذي سجن وهو في عنفوان الشباب أكثر من عشرة سنوات في العهد الملكي لجرأته وقدم الكثير في بناء تنظيمات الحزب الشيوعي العراقي وجهازه الإعلامي في الداخل أو الخارج.....لقد استدعاه الحزب من الخارج في نهاية الستينات قبل الانشقاق لإعادة تنظيمات منظمة بغداد, فهل كان الحزب الشيوعي العراقي غافلا لإمكانيات عزيز الحاج.لقد قدم الحاج أخيه الأصغر عبد اللطيف الحاج شهيدا للحزب والذي كان مسئول الخط العسكري لتنظيمات معسكر أبو غريب وقد تم تصفيته على أيدي البعثفاشية في 8 شباط 1963 وهو طالبا في كلية الطب, كما تعرضت أسرته إلى كثير من المعاناة في مختلف الفترات من تاريخ العراق ومع هذا فأن عزيز الحاج أشار في مذكراته الموسومة "شهادتي للتاريخ" منتقدا نفسه بقوله:"أن سقطتي كان وقعها كبير....." وهي حالات نادرة من الاعتذار السياسي لقيادي!!!!!.

هل يجوز للأخ المهندس المعماري عبد الصاحب والذي يفترض أن يتمتع بحس جمالي ومرهف باعتباره مهندسا معماريا أن يتناول عزيز الحاج بهذه الطريقة البعيدة كل البعد عن عرف الحوار السياسي البناء وتبادل الآراء,أعتقد أن الأخ عبد الصاحب كان منفعلا,وللانفعالات خصوصياتها التي تقتل العقل في لحظة ما....ولكنها حالات إنسانية على أية حال !!!!.

أما أنتقالة عزيز الحاج إلى تمثيله العراق في منظمة اليونسكو" المنظمة العالمية للتربية والثقافة والعلوم " فقد كانت حياته الشخصية محاطة بطاقم من المخابرات العراقية الصدامية والضغوطات التي حرمته حتى من اللقاء بأفراد أسرته وهي أحد أسباب عزلته إلى اليوم في باريس كما يعيب عليه السيد عبد الصاحب تلك العزلة,وقد حرموا الحاج حتى من الراتب التقاعدي باعتباره موظفا في الدولة العراقية !!!,صحيح كان بالإمكان لعزيز الحاج "الثوري" أن يخرج عن صمته,ولعل عزيز يجيب عن ذلك....انه عمل في منظمة اليونسكو لخدمة قضايا التربية والتعليم وقدم الكثير باعترافات كارهيه ومحبيه من العرب والعراقيين بعيدا عن السياسة,مع بعض الاستثناءات في محطات كتابية كان يفترض على عزيز الحاج عدم المشاركة بها  !!!.

أما حالة انتقال عزيز الحاج من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين,ونقصد بذلك مناصرته للسياسة الأمريكية في العراق وغيره,وخاصة بما يعني إسقاط نظام صدام حسين وبقاء القوات الأمريكية وغيرها من الأمور فأعتقد أنها حالات نفسية تعبر عن حجم ما وقع عليه من أثم وعدوان أو ما يسمى بردة الفعل من الإحساس بالاضطهاد,وأؤكد بنفس الوقت أن الانتقال إلى "مدايات يمينية" كما تفهم,فهي تشكل اليوم على ما يبدو جزء من سمة العصر,إلا يعتبر مشاركة الأحزاب الدينية في البرلمان بدعة وكل بدعة ضلال وحرام...ونكتوي جراء ذلك بأفعال الهجين السياسي من عمليات إرهابية وقتل وفساد ,لأنها غير مؤمنة بالعملية الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة,ويشارك عزيز الحاج في أرائه الكثير من الكتاب وبتفاصيل أكبر,إلا أن مشكلة الحاج انه يتحدث عن الظواهر السياسية بصراحة تامة,ولازال البعض يتحدث عنها بجرعات بطيئة,قد لا يجيد الحاج فن السياسة باعتبارها فن الممكن وكثوريته السابقة !!! ....لم يذكر عزيز الحاج أسماء العاني والمطلك باعتبارهم الوسط السياسي ,فكيف لصق  الأخ الصاحب ذلك ذكراهم بعزيز الحاج, ونحن نعرف أن الوسط السياسي يتجاوز كثيرا مظلة هؤلاء ....... أنها حالات من التوجس السياسي ؟؟؟؟؟.

أما دعوة السيد عبد الصاحب لعزيز الحاج بقراءة مقال عبد المنعم الأعسم والموسوم " السقوط " فأسمح لي يا عزيزي " ولعلك أخي في الفكر أو الإنسانية" أن أقول لك أنها قراءة مبتورة مقلوبة ومتشنجة ومتأثرة فقط بعنوان المقال,أدعوك لقراءته مرة ثانية,فالمقال في سطوره الأخيرة هو اعتذار ضمني لحالة عزيز الحاج وللكثيرين وختاما أقول لك أن الأعسم بهدوئه وذكائه والحاج  بصبره قد يكونا هما الصائبين,أما الانفعالات فبقدر ما تكون لازمة وضرورية للعمل,إلا إن الإفراط فيها يحجب العقل عن الرؤية ويضيع فرص الحوار المثمر !!!!!.

  كتب بتأريخ :  السبت 06-02-2010     عدد القراء :  2475       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced