لو كانت الأبقار تطير لما استطعنا حلبها
بقلم : ماجد فيادي
العودة الى صفحة المقالات

علقت في ذاكرتي قصة من برنامج افتح يا سمسم التعليمي, تقول,,, لو كانت الأبقار تطير؟ لما استطعنا حلبها, لو كانت العجلات مربعة؟ لما استطعنا إيصال البيض الى السوق, لو كانت الشمس لا تغيب؟ لما استطعنا النوم.

تحت كلمة (لو) يمكن أن نضع ملايين الافتراضات والاستنتاجات, من بينها لو كانت الاحزاب الكبيرة في البرلمان والحكومة العراقية قد قدمت أداء يصب في خدمة الشعب العراقي؟ لما تخوفت من عودة البعث الى البرلمان القادم. إن سقوط هذه الاحزاب في خانة (لو) يطرح أسئلة كبيرة, لماذا الآن تقرع أجرس الخطر من عودة البعثيين؟؟؟ لماذا لا تتكلم عن سبب عودة البعث, بعد أن حكمت العراق فعليا لخمسة سنوات؟؟؟ لماذا اليوم تنشط هيئة المسائلة والعدالة لتجتث عدد من السياسيين كونهم يروجون للبعث؟؟؟

الإجابة, لأنها شعرت بخطر انفضاض الجماهير من حولها, وبقاء المستفيدين فقط, مما يحرمها ضمان الحصول على أغلبية كبيرة في البرلمان القادم, أمام مؤشرات لتكتل قوى البعث وإمكانية تصويت العراقيين لهم, مما يخل في توازن الأغلبية والأقلية في البرلمان القادم, مستنجدة بالعراقيين أن ينقذوهم من ما قد يحدث لو أحجموا عن المشاركة في الانتخابات. جاءت هذه المخاوف بعد نتائج انتخابات المجالس المحلية, وفضح كل طرف لمخالفات الآخر ضمن المذهب الواحد, من فساد مالي وإداري وأمني, وصل لمستوى وزراء وأعضاء في الرئاسات الثلاث, حتى صار حديث الاحزاب خلال فترة الفضائح السياسية, أن المحاصصة والطائفية ومبدأ التوافق هي السبب في عدم قدرتها على تقديم الخدمات, والكل يعزف نفس اللحن, كأن الشعب مجموعة أغبياء لا تميز بين الصدق والكذب, كما أن الحديث يأتي باتهام طرف لكل الآخرين, وصاحبه هو الحمل الوديع, أما فضائح التزوير فقد رفع لوائها اكبر الكتل البرلمانية, كأنما الصغار هم الشياطين المزورة والكبار ضحايا.

عندما اعدم الدكتاتور بسب مئة وثمانية وأربعين شهيدا, وقفت أطراف كثيرة مستنكرة ومستغربة من محاكمة صرف عليها الملايين من أموال العراقيين, كي ينصف هذا العدد دون الآخرين, واليوم  تستعين الاحزاب المتخوفة من انفضاض الجماهير من حولها, في مشهد مفتعل باستغلال شريط مصور لإعدام ثلاثة شهداء قدمته سيدة عراقية في محاكمة أزلام النظام لضحايا الاحزاب الإسلامية, دون أن يقدم تبرير لها, لماذا لم يحاكم الدكتاتور على إعدام ابنها؟؟؟ ولماذا لا تقدم هذه الاحزاب, تبرير عدم إنصاف عوائل الشهداء معنويا وماديا, خاصة ورئيس لجنة الشهداء يعلن أن الأموال لم تصرف بما يكفي لتعويض شهداء حقبة النظام الدكتاتوري, الغريب أيضا أن شهداء الأعمال الإرهابية لم ينظر بقضاياهم لليوم على إنهم شهداء, ولا افهم ما هذا التمييز إذا كان أزلام النظام السابق بالتعاون مع القاعدة من يقوم بقتلهم.

يطالب عدد من سيناتورات الكونكرس الأمريكي بمحاكمة الإرهابيين في محاكم عسكرية داخل معتقل كوانتانامو حفاظا على أموال دافعي الضرائب الأمريكان, بدل محاكمتهم في محاكم مدنية فدرالية خصص لها ملايين الدولارات وفق اقتراح اوباما, في حين محاكمات أزلام صدام تستنزف ملايين الدولارات التي من الممكن أن يعوض بها عوائل الشهداء. ولو حوكم الدكتاتور وأعوانه بتهمة الإبادة الجماعية وتدمير حياة الملايين من العراقيين ودول الجوار على كل الأصعدة النفسية والمادية والأخلاقية, بدل أن يستأثر بالدكتاتور لفئة متضررة دون أخرى, لما حكم المجرم عبد حمود في احد القضايا بالسجن لعدة سنوات,في حين يعلم الجميع من هو هذا المجرم, ولان الاحزاب الطائفية والقومية فتت جرائم النظام وفق محاصصة مقيتة, صار للبعثيين القدرة على الدفاع والتنصل من جرائم أما شاركوا بها أو شجعوا عليها أو غضوا الطرف عنها.

جاء نشاط الاحزاب الطائفية والقومية محصورا على فئة معينة من الشعب العراقي, في نفس الوقت منعت بكل الوسائل اللاشرعية عمل ونشاط الاحزاب العلمانية, ذات الطابع الوطني العابر لكل المفاهيم القومية والطائفية, ولان العراق قسم على أساس طائفي وقومي وفق مزاج هذه الاحزاب ودول الجوار, وجد البعثيين موطئ قدم لهم بين الجماهير التي لم تجد في الاحزاب الطائفية والقومية من يمثلها, كما لسوء أداء هذه الاحزاب أمنيا وسياسيا واقتصاديا وسرقت أموال الشعب, العامل المؤثر على انفضاض الجماهير من حولها. في عملية حسابية بسيطة تحت طائلة (لو) الافتراضية, لو كسبت الاحزاب الكبيرة في البرلمان والحكومة تأييد الجماهير, بتقديم خدمات وتوفير فرص العمل والابتعاد عن المحاصصة والمحسوبية وتعيين أتباعها في المكان الخطأ وهدر أموال الشعب ومحاكمة الدكتاتور من اجل جهة واحدة و تفعيل مليشياتها و المناكدات السياسية في البرلمان ورحلات السياحة الى الحج والغياب عن جلسات البرلمان وتأجيل قوانين تخدم الشعب, لما كان لنسبة مؤيدي البعث من تأثير في القرار السياسي, ودخولهم للبرلمان لا يتعدى طنين ذبابة بين الحين والآخر.

في الخطاب الذي منع للشهيد عبد الكريم قاسم قبل قتله على يد البعثيين قال ( نحن نعمل في سبيل الشعب وفي سبيل الفقراء خاصة), اليوم نسبة الفقراء من الشعب العراقي تمثل الأغلبية الأكبر للأسف.

تقول أمي ( لو,,, زرعوها ما خضرت) فما حصل قد حصل, وعلى الشعب العراقي أن يصحح ما أفسدته أحزاب تأمل بها خيرا بعد رحيل الدكتاتور, بان تنتخب أحزاب علمانية وطنية تمثل كل العراقيين دون تمييز.

  كتب بتأريخ :  الأحد 07-02-2010     عدد القراء :  2274       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced