شباط الامس.... وشباطات تلته
بقلم : ماجدة الجبوري
العودة الى صفحة المقالات

كثيرا ما أسمع زوجي ابراهيم الحريري يتحدث ويتذكر أيام شباط الاسود، وما رآه وعاناه مع رفاقه في (قصر النهاية) هذا الاسم المخيف الذي يعني النهاية المحتومة لأغلب زائريه وباشكال شتى. 
ابراهيم يصف قصر النهاية بالمسلخ الحقيقي، لما ارتكبت فيه من جرائم بحق الشيوعيين واصدقائهم، تاريخ اسود مكتوب ومحفور في الصدور.

عند قرائتي لرواية " طوارق الظلام " للسيدة ابتسام الرومي وزوجها توفيق جاني (التقيتهما قبل ايام) ، قلت لابتسام مازحة : تدرين انا ايضا كنت ضيفة السجون ولمرتين، ويا للمصادفة كنت في صغيرة في السنة السادسة عشر ربيعا أبكبرج أو اقل من دخلت السجن، ردت: اوه حبيبتي صحيح ياعيني، هم عذبوج؟ أجبتها بألم أهواي...أهواي!!.

طوارق الظلام هو سجل وتوثيق لتاريخ مظلم، بشع، شهده العراق، عاشته، عاشه، بنات وابناء، شيوعيات وشيوعيين، تنبع حياتهم بالامنيات الحلوة بالحب والسلام، لكن اغتيل منهم العمر وازهاره بوحشية لا مثيل لها، و رب سائل يقول من قام وفعل كل هذا القتل والتنكيل، الم يكن يوما ابن هذا البلد، أو ابن عشيرة، الم يتربى في بيت؟, ومن اين جاؤوا بكل هذه البشاعة والوحشية والابتذال، حد الاستهانة واستباحة حياة كاملة بل ابادة جيل كامل!!.

ما جرى في 8 شباط الاسود تلته شباطات كثيرة، فما حدث بعد انهيار ما سمي بالجبهة الوطنية عام 1978، وابادة الشيوعيين واصدقائهم من الوطنيين، قد جرى بنفس البشاعة، بل جرى هنا استحداث وسائل حديثة في التعذيب، والمجرمين هنا دخلوا دورات خارج العراق تعلموا خلالها التفنن في التعذيب، منها ادوات الكهرباء التي يدلعونها باسم (سوزي) واعواد الخيزران (المسلفنة) مكتوب عليها وباللغة الانكليزية (صنعت في انكلترا) والتي تلسع الجسم وكانها صنعت خصيصا للعراقيين المساكين، غرف مظلمة تظهر فيها اشكال واصوات حيوانات مخيفة،نشر الاجساد على الحبال، اغتصاب النساء والرجال، وهنا اشير الى احدى الفتيات، وهي في عمر الورد، تقول تم اغتصابي من قبل ستة اشخاص بعد تخديريي في احدى المحافظات ومن قبل ضباط في مديريات الشرطة.

من المحتمل بل المؤكد انهم استقوا وسائلهم هذه من الفاشست الهتلريين، بطرق بدائية اكثر وحشية في (                  سلخ الجلد، التعليق بالمراوح السقفية بعد ربط اليدين الى الخلف او التعليق من الأرجل، قلع الأعين، قلع الأسنان بواسطة البلايس ، قلع الأظافر، إدخال الدبابيس والأبر في مختلف اجزاء الجسم، الضرب بالكيبل من قبل عدة اشخاص وفي وقت واحد، ، الكي بواسطة السكائر لمناطق حساسة خاصة النساء، تكسير عظام الجسم بواسطة المطارق، رش الملح على الجروح من أثر التعذيب، تعرية النساء، الوقوف على رجل واحدة طيلة الليل مع الضرب بواسطة الكيبل من عدة افراد، تعليق الضحية ثم ضربها بالكيبلات، قطع الماء والطعام عن المعتقلين وغيرها من الأساليب التي لم يتوصل اليها عتاة المجرمين اضافة الى الاغتصاب الجنسي، كما تصفها السيدة ابتسام الرومي).

التاريخ لن ينسى تلك الجرائم التي ارتكبت، ستبقى وصمة عار لا يمسحها الزمن، تتجدد ذكراها كل عام، ذكريات يشيب لها الراس، وتعكر النفوس، نقشت على لوح داخل الروح لتحكيها للاجيال القادمة على مر السنين، ولو كان هناك انصاف انساني وشرائعي وقانوني لتم انصاف ممن ارتكبت بحقهم تلك المجازر البربرية التي يندى لها الجبين

لكن من المؤسف بل المؤلم ان يجري تجاهل ضحايا شباط 1963، فيما يجري "انصاف" الجلادين في زمن
قيل انه يجري فيه انصاف الضحايا وتعويضهم.

  كتب بتأريخ :  الإثنين 08-02-2010     عدد القراء :  2427       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced