كَول والعباس راح انتخب فلان
بقلم : هادي الخزاعي
العودة الى صفحة المقالات

لتواصل مع الناس واحدة من واجبات الأحزاب السياسية للتبشير بأهدافها الأجتماعية والأقتصادية والثقافية ، وكذا التعريف ببرامجها السياسية وذلك لكسب هؤلاء الناس الى صفوفهم ، حتى يتحول هذا الحزب او ذاك الى قوة مادية ، محركها السعة الجماهيرية التي تسعى لتحقيق مطالبها وأحتياجاتها الحياتية كمجانية التعليم والصحة وبقية الخدمات التي توفر للمواطن درجة ما من حياة آمنه ضامنة مستقبل أفضل لأبنائهم . أو النضال من اجل اهداف أخرى تتعلق بسيادة الوطن وأمنه .

هكذا دأبت الحركة السياسية العراقية بتأريخها الطويل على تطوير برامجها وتمتين العلاقة بالجماهير من أجل المنجز الوطني الذي يستفاد منه المواطن والوطن .
وقد مارست هذه الأحزاب الدعاية الحزبية ، خصوصا السرية منها ، التبشير بما تريد عبر النشرات والصحف السرية أو أستغلال الأجتماعات العامة ، فتقيم التظاهرات وكذلك توظف تجمعات المناسبات الدينية أو سواها من المساحات ، لأهدافها السياسية ، وأنشطتها الجماهيرية والمطلبية .
أما أحزاب الحكومة فحكايتها حين تريد الأتصال بالجماهير فهي أسهل بكثير من سواها من الأحزاب ، فهي توظف كل مرافق الدولة وماكناتها الأعلامية ووسائل الأتصال الرسمية لها ، ولاتترك شبرا دون ان تقف عليه .

طبعا هذا الأمر يحدث والى الآن في جميع الدول التي تفتقد الى معايير العدالة السياسية ، خصوصا في بلداننا العربية بلا أستثناء ، والعراق واحدا منها ، رغم التحذير من مغبة أستغلال المال العام لصالح حركة سياسية بعينها كما جاء في الدستور العراقي .

الآن وبعد سقوط النظام البائد عام 2003 حدث حراك في الوضع السياسي والأجتماعي العراقي يمكن تسميته بالهائل ، والذي تمخض عنه ظهور المئات من الأحزاب والحركات والكيانات السياسية ، حتى بات سطح العراق السياسي مزدحما وملغما بأسماء لحركات سياسية ليس لها هوية . فغياب قانون للأحزاب يشرعن وجودها وينظم أهليتها للعمل بين الجماهير، قد أعطى فرصه من ذهب لمن يريد ان يغتني من السياسة ، فأستحال الكثير منها الى دكاكين تعرض بضاعاتها بطرق أقل ما يقال عنها بأنها عبارة عن ضحك على ذقون الناس .

أن هذا الكم غير العادي من الأحزاب والحركات والكيانات السياسية ، الوليدة منها بعد سقوط النظام أو تلك الأحزاب التي كانت تقع في موقع المعارضة من النظام البائد ، فتقلدت الآن المواقع الرفيعة بالدولة العراقية .
لقد جعل هذا الكم من القوى السياسية أن تلجأ الى الكثير من الأساليب لكسب هذا المواطن أو ذاك ، وعلى الأخص في الفترة التي تسبق الأنتخابات كالتي يمر بها العراق . أن كثير من هذه الأساليب تتسم بالطابع القانوني ، وبالتالي فمن حق القوى السياسية حين تتنافس على الفوز بالأنتخابات تمتلك المشروعية في ذلك . ولكن ما يثير الغرابة والأستغراب معا ، أن هناك وسائل دعائية قد استخدمتها بعض القوى السياسية لكسب الأصوات نراها غير مشروعة ، كتقديم هدايا الى المواطنين ، وهي أقرب الى الرشاوي منها الى الهدايا ، مثل تقديم الصوبات والبطانيات مقابل ان يتعهد ذلك المواطن أخلاقيا بأنتخاب من قدم له تلك الرشوة الهدية ، شخصا كان ام كيانا أو قائمة .

ربما من باب الطبيعة الأجتماعية العراقية يمكن ان تُفَسرْ أو تمر مثل هذه الطرائق في الدعاية الأنتخابية ، سيما وأن تأريخنا الأنتخابي على قلته زاخر بالرشاوي المختلفة الأنواع ، كالوعد بالوظيفة أو الحصول على قطعة أرض أو خلافه من الهدايا العينية والمادية وأحيانا التهديد بالقتل .

ولأن الحاجة أم الأختراع ، فقد ابتكرت بعض القوائم المتنافسة على كرسي في البرلمان ، اسلوبا جديدا فريدا في غاية الغرابة كي يتم ضمان الصوت وكسب هذا المواطن أو ذاك الى صفها . وحين ذكرنا بعض الأساليب المدانة في الكسب ، فأننا أردنا أن نقول إنها أساليب غير أخلاقية ولا تمت الى الأعراف التي تدار بها اي انتخابات بصلة .

ولكن ما يثير القرف أن تمارس بعض القائم أسلوب الترهيب على المواطن البسيط ، ولكن بلا سلاح ناري أو خنجر أو تهديد بالقتل . أنه أسلوب الأبتسامة الصفراء و المصحف ، أذ يطلب من هذا المواطن أو ذاك أن يقسم بالقران بأنه سينتخب فلان ، والويل لمن يخلف القسم ، فلا محال من أنه سوف يواجه العذاب ألأليم يوم القيامه ، وسوف لا ترضى عنه السماء .
أمام هذا التحدي لا يجد المواطن البسيط بسريرته الطيبه وقلبه الضعيف أمام عذابات جهنم أذا ما نكث الوعد ، فيقسم على القرآن بأنه سينتخب فلان الفلاني أو القائمة الفلانية .
ويحدث ان يصادف من لا يقدم على هذا القسم بحجج مختلفة ، فلا يرغموه أو يغصبوه .
وبذات الأبتسامة ال ماكرة يقال له : خوش .. أذا ما تريد تحلف بالقرآن .. إحلف بالعباس ابو راس الحار وكّول ، أحلف بالعباس ابو راس الحار راح انتخب فلان وبس ، وأبوك الله يرحمه ....

  كتب بتأريخ :  الثلاثاء 16-02-2010     عدد القراء :  2469       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced