ابعد من ازمة الصحوات
بقلم : عبدالمنعم الاعسم
العودة الى صفحة المقالات

ازمة الصحوات التي اندلعت منذ اعتقال قائد صحوة الفضل عادل المشهداني الشهر الماضي اندست اخيرا(باتفاق اطرافها) تحت البساط، لتصبح عنوانا (او خلفية) لسلسلة من اللقاءات والمشاورات والعروض السياسية (وبعضها عض اصابع) فيما سقطت الخطوط الحمر وعلامات الطريق الايديولوجية بين متحاورين كانوا حتى يوم امس يتراشقون بالتهم والطعون عبر الشاشات الملونة، وطبعا، كانت نتائج انتخابات مجالس المحافظات، وتشكُل خارطة جديدة للنفوذ، تَرد بين سطر وآخر، بحيث بدا لمن تابع هذه الحمية السياسية الجديدة ان اللقاءات تجري بين ارصدة(او حجوم) بعيدا عن السياسة، وقريبا من صيغة منقحة للمحاصصة.
جزئيا، ثمة جانب ايجابي لمثل هذه اللقاءات(وحتى الاتفاقات) التي تعبر من فوق الخلافات السياسية (الدعوة والمطلك. او علاوي والصدر. او الجعفري والمجلس الاسلامي، مثلا) فهي تمد جسورا مقطوعة بين بعض اللاعبين في ساحة الصراع على السلطة والنفوذ، وربما تساعد في ترشيد الخطاب السياسي لفرقاء العملية السياسية، وتُسقط المحاذير من حول التواصل بين متشظيات المرحلة المريرة السابقة، كما انها (في هذا الجانب الجزئي) قد تشكل بداية للبحث عن سبل جديدة لتقوية عود عملية التغيير وتحسين سمعة الفئات السياسية العراقية لدى الراي العام وخارج العراق، إذ اضرت الصراعات الطائفية والفئوية والاداء المضطرب وشبهات الفساد بتلك السمعة الى حد كبير، وصار من المتعذر الوثوق باهلية القابضين على لعبة الصراع السياسي.
لكن الخشية من هذه التضاعيف تبرز في محاولات “تحزيب” الصحوات والاستقتال من اجل ضمها تحت خيمة سياسية متنفذة تحت طائل العقاب، وفي استخدام المرتبات والاجور في الضغط وليّ الاذرع وتحميل هذه الحركة فوق ما تحتمل كونها هبّة (او رد فعل) قبائلية على انتهاكات وجرائم “مجاهدي القاعدة” جنبا الى جنب مع محاولات استخدام رموز الصحوات في ترتيب الولاءات وتشكيل الخارطة العشائرية، والحوار مع فلول النظام السابق ممن تورط في جرائم بائنة (بعض الصحوات لا تزال ترفع اعلام صدام ولم تعترف بتغيير العلم العراقي).
والخشية الاخرى، الاكثر خطورة تتمثل في محاولة تكريس نتائج انتخابات مجالس المحافظات في الترتيبات السياسية المصيرية فوق ما تعنيه تلك النتائج من تطلع الملايين الى خدمات وفرص عمل واشاعة الامن والقانون ووقف الاهداء ومظاهر الفساد، وذلك عبر حكومات محلية منتخبة.
وغير هذه وتلك، فان التسريبات التي تترشح من الاجتماعات المغلقة لا تخفي نيات مبيتة لدى بعض المشاركين للالتفاف على الدستور(او اطلاق تفسيرات مغايرة لنصوصه) وبخاصة ما يتعلق باستحقاقات الدولة الاتحادية في العراق.
ها نحن دخلنا في الارض الملغومة، فهناك من يدس الالغام، وهناك من يدفع الاتعاب.. وهناك من يدفع الثمن.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كلام مفيد:
من يطارد عصفورين في وقت واحد، يفقدهما معا”.
حكمة صياد

  كتب بتأريخ :  الأحد 12-04-2009     عدد القراء :  2507       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced