من أوراق امرأة من المنفى
بقلم : سُلاف رشيد
العودة الى صفحة المقالات

صباح الخير يانساء وطني
                                  صباح الأول من أيار

        صباح الخير يا نساء وطني، صباح  الذكريات الجميلة ، حين تنقذني من بؤس غربتي ، وتعيدني الى تلك الأيام ،تعيدني الى طيبة نساء شارعنا ، تتجسد بروح التعاون حين تكون هناك حاجة للمساعدة ، وفيض المحبة التي يحملن َّ في قلوبهن ، أتذكرهن واحدة واحدة ، ربات بيوت، ومعلمات ، وموظفات في دوائر الدولة ، وعاملة الخياطة ، تلك المراة التي سماحة روحها ومرحها وضحكتها ، تجعلني أنسى تعب يومي  ، تعلمت منها الكثير، فقيرة الحال ولكنها غنية الروح والقلب ، تجيد القراءة والكتابة بشكل جيد ، رغم إنها لم تنهي دراستها الأبتدائية ، كانت تترد على بيتنا قبل أن يعتقل والدي ، وبعد أعتقاله لم تنقطع عن زيارتنا ، كانت تخرج الى العمل صباح كل يوم ، ماعدا يوم الجمعة ، وتعود الساعة الخامسة عصرا ، تعودنا ان نسمع تحيتها حين تعود ، تروي لنا حكايات عن العاملات والعمال الذين معها في المعمل ، مثلما تحكي بطيبة عن رب العمل ، كان أبي يقول لها ( أم سلمان صاحب المعمل ياكل جهدكم وتعبكم ) وتقول ضاحكة ( لا أبو سلام هذا الرجال معيشنه لومو معمله جان صرنة بالشارع ) ويحاول والدي أن يشرح لها كيف يستغلهم رب العمل ، وتبدو أنها تقتنع بكلامه ولكنها تقول ( أدري انتم اتدافعون عن الناس الفقره والعمال ،بس هو هم لازم يعيش ).
    صباح الخير يانساء وطني ، صباح الأول من أيار ، صباح أم سلمان وكل العاملات ،كل المعلمات ، كل الموظفات ،كل ربات البيوت ، الجميع يعملن ، الجميع يكدحن ، الجميع يخلقن َ الفرح لهذا الوطن ،الذي لولاهن َّ لآضحى  صحراء ا ً ، لاتسكنها غير أفاعي القتل. 

  كتب بتأريخ :  الأربعاء 29-04-2009     عدد القراء :  2405       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced