تساؤلات ثقافية ....
بقلم : رشيد كَرمة
العودة الى صفحة المقالات

إلى أدعياء الثقافة , وإلى المبهورين بثقافة الرجل الأبيض وأفضاله على مجتمعاتنا , إلى الإنفصاميين و المبهورين بالنموذج الأمريكي . علآم مصادرة نضالنا ونحن نجتهد في سبيل الديمقراطية والعدالة الإجتماعية منذ قرون فـــي حين كانت أمريكا تغط في وحل العبودية ؟أما يجدر بهم وقف هذا التنطع صبح مساء بمن أساء أليهم بل وساهم في تعميق التخلف في الساحة العربية على مدار القرن العشرين وما تلاه من سنين عجاف , أما آن لهم قراءة الواقع من وجهة نظر محايدة على الأقل , وهذا أضعف الأيمان,, فلقد أفرزت المرحلة التي أعقبت إنهيار التجربة السوفيتية الكثير من علامات الإستفهام حول الكثير مـــن القضايا ومنها النظرية الماركسية وأثرها على عموم الثقافة والمثقفين , وبقدر ما يتعلق الأمر بعنوان المقال , وددت أن أسأل المتشدقين بالثقافة من جيل ما بعد العولمة ( الأمريكية ) والذين يضطلعون بوضع مسميات غاية فـــي العنصرية حد أنهم يصرحوا دون خجل ويصنفوا دونما واعز أخلاقي المجتمع العالمي بالأبيض والأسود بل ويفتوا بأفضلية الأبيض علـــــــــى غيره لدرجة عودة الجميع إلى العبودية التي رفضها المجتمع البشري منذ سنين خلت وهذه إحدى تجليات المادية التأريخية التي جاءت بها النظرية الماركسية والتي تعرضت وتتعرض الى التشويه , ولست بمعرض الحديث عن إنسانية وجوهر الفكر الماركــــــسي , ولكنني أود أن أضرب مثلا ًلمن يبخل علينا نحن جمهرة المتعلمين بالتصدي للواقع المزري الذي يلف المنطقة العربية , و( عبد الرحمن منيف* ) الروائي مثالا ً حيث يقول في مقدمة كتابه ( الديمقراطية أولا ً.. الدّيمقراطيّة دائما ً ) : الديمقراطية هي الأساس ليس لفهم المشاكل وإنما للتعامل معها ,(( إنظر إلى واقعنا العراقي وواقع الشعوب والأنظمة العربية بل وتمعن فيما يجري داخل البيت الواحد أقصد العائلة ر. ك)) وبمقدار حضورها كممارسة يومية , وكقواعد وتقاليد , تضعنا في مواجهة مباشرة مع المسؤولية وتضطرنا مجتمعين للبحث عن الحلول ومراقبة تطبيقها وتحمل نتائجها , كما أنها تترك الباب مفتوحا ًلمواصلة الإجتهاد والمراجعة والتطوير , بحثا عن صيغ أفضل من خلال الإرتقاء بالحلول التي تم َ التوصل اليها في وقت سابق وهكذا تصبح الديمقراطية شرط التطور ووسيلته في آن واحد , وتصبح بالتالي الطريقة الفضلى لتجنب المجتمع الهزات والأنقطاع , وايضا الصيغة التي تفسح المجال أمام مشاركة القوى الحية والفاعلة والجديدة في تحمل المسؤولية , هذا الفهم للديمقراطية يجعلها الوسط أو المناخ الحقيقي للتفاعل وتبادل الخبرات والمشاركة , وبالتالـــــــي القاسم المشترك مع جميع القضايا الصغيرة والكبيرة , وهي الأداة والشرط والوسيلة للدخول إلى عالم ــ شديد التعقيد ــ والتشابك وبدون هــــذه " الأداة والشرط " سنبقى ندور حول المشاكل نتوهمها , نؤجلها , نحتال عليها , نراها من بعد ونغرق أيضا ً فــــي سلسلة مــــن التجارب والأوهام التي نفرضها على أنفسنا , أو يفرضها علينا الآخرون , في مكان آخر من مدخل الكتاب المشار اليه يقول في ص 8 إن هذا الفهم للديمقراطية يجعلها الشرط الذي لاغنى عنه كبداية للتغيير والتعامل الجدي والجديد , ويجعلها الوسط أو المناخ الحقيقي للتفاعل وتبادل الخبرات والمشاركة , صحيح أن الديمقرطية ليست حلا ًولكنها المفتاح لكل الحلول , يُعلق في مكان آخر على أن هذا لايعني أن الديمقراطية بمفهومها السائد في الغرب هي الحل السحري خاصة في العالم الثالث , إذ بالإضافة الى انها تحققت عبر جهد طويل وتراكم تأريخي , فقد كانت في جانب اساسي منها على حساب تعاسة شعوب العالم الثالث وإستعمارها وفقرها ,[ يرفض المتعصبيين , والمعادين للفكر اليساري عموما بدافع الإكراه والأمية هذا التحليل ر. ك ] ويعللون ذلك بمسبقات العداء لأمريكا كونها تتزعم الرأسمال العالمي ,,وبالرغم من تطورالزمن وممارسة الناس للنظم الديمقراطية , ألا أن الديمقراطية الغربية مليئة بالعيوب والنواقص , ولعل البطالة وملايين الناس الفقراء الذين يعيشون في الهوامش خير دليل على ذلك . لاشك أن جمهرة غير قليلة تأخذ بالنموذج الأمريكي كمثال ألا أنها لاتقرء بين السطور ولعل في ذلك يكمــــــن التباين بين منشأ الديمقراطية وحاضنتها البرجوازية وبين فقراء وعاطلين ومعدمين ومحاصرين بين كماشة الدين ومتطلبات الحياة والذين لم يتذوقوا طعم الديمقراطية ومعناها وفوائدها ,والنظام الدولي الجديد قائم على أساس محاباة الدين هنا ومعاداته هناك تبعا ً لمصلحة القطب الواحد ( الأمريكي ) طبعا ً لذلك لابد للمنصفين وليس للمنفصمين النظر جديا ً إلى خطر إشاعة ثقافة الأبيض والأسود وبالتالي أفضلية الرجل الأبيض على سواه , وبأن علينا أن نصلي ونسجد ونحمد ليل نهار برامبو الأمريكي الذي جلب لنا الديمقراطية , رغم أنهم أي المتنطعين للنموذج الأمريكي يمارسوا العنصرية ولا يقروا بالرأي الآخر , بل أن الديمقراطية لديهم تسفيه الآخر ونمه وشتمه لأتفه الأسباب هذا إذ كان هناك ثمة سبب للسب والقذف والقدح !!!؟ ,,,
الهوامش
ــــــــــــــــــــــ
* عبد الرحمن منيف
من مؤلفاته ... أرض السواد 3 أجزاء ,, الأشجار وإغتيال مرزوق ,, سباق المسافات الطويلة ,, مدن الملح 5 أجزاء ,, شرق المتوسط ,, قصة حب مجوسية
يتبع وللموضوع صلة

  كتب بتأريخ :  الخميس 28-05-2009     عدد القراء :  2488       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced