‎مشكلة المخدرات‎ .. ‎مشكلة اسياد الحرب
بقلم : عبد المنعم الاعسم
العودة الى صفحة المقالات

عندما تقول كلمة “مخدرات” فان عليك ان تبحث عن بصمات “اسياد الحرب” وحتى حين يتعلق الامر بانتشار المخدرات في دول لا وجود فيها لاولئك الاسياد فانه سرعان ما تكتشف ان وراء شبكات التهريب المعقدة، وراء الحدود، اشخاص من دول امريكا اللاتينية وافريقيا واسيا انتجتهم حروب بلدانهم واحترفوا هناك، بالاضافة الى القتال واعمال العنف، مختلف مهن التجارة المحرمة بما فيها تجارة الاسلحة التي من دونها لايمكن لاي حرب محلية ان تستمر.
ولا يحتاج الباحث الى الكثير من التأمل في اسباب انتشار زراعة وترويج المخدرات في افغانستان، فهي المرتع النموذجي لولادة ووجود اجيال من اسياد الحرب، اولا بحماية المجموعات المسلحة المتحاربة، وفيما بعد، بحماية طاليبان ثم القاعدة، إذ انشئت القاعدة الرئيسية في العالم لادارة زراعة وتهريب المخدرات، والنتيجة ان هذه المنطقة المضطربة من العالم صارت تنتج وتصدر-وفق ما رصدته منظمة الصحة العالمية- ما يصل الى 87 بالمائة من المخدرات، وليس من دون مغزى ان يقول احد الذين انشقوا على طاليبان الافغانية في نهاية التسعينات: كافحوا المخدرات وضيقواعلى تهريبها تنهار طاليبان.
ومنذ ان حلت طلائع “المجاهدين” في العراق فقد ظهرت اولى “مزارع الحشيش” في مستعمرات ارهابية لم تكن السلطات قد وصلتها في ظل تفكك الدولة وبنى الامن، لكن الامر لم يتوقف عند هذه المستعمرات فقد دخلت عصابات الجريمة المنظمة والميليشيات المتنفذة وخطوط السياحة الدينية على خط هذه الزراعة، وصرنا نسمع على الهواء تبريرات غاية في التهذيب عن اضطرار بعض المزارعين(المساكين) على زراعة الخشخاش لكي يؤمنوا معيشة عائلاتهم في ظل تراجع او انهيار انتاج المحاصيل الزراعية العادية.
وطبعا لم تعد زراعة المخدرات تدور في حلقات محدودة من دولة الزرقاوي او المحروسة بالميليشيات والعصابات منذ ان تكونت بطانة اسياد الحرب الذين يستمدون قوة نفوذهم الضارب من خلفيات سياسية ودينية ومن شبكة التهريب المحمية من احزاب نافذة، فان اية قطعة ارض- يقول ميس اريك الباحث في اقتصاد المخدرات- سرعان ما تهتدي الى آليات تهريب، وسرعان ما ترتبط بالشبكة الدولية المعقدة لعالم المخدرات، وباقتصاد المخدرات فيما بعد.
وهكذا فقد أكدت وزارة الداخلية العراقية، في الاونة الاخيرة، انتشار المخدرات في العراق الذي تحول بدوره إلى ممر لتهريب هذه المواد القادمة من إيران وأفغانستان إلى دول الخليج، ولم يكن للعراق ان يلعب هذا الدور الخطير من غير “شطارة” اسياد الحرب العراقيين الذين برعوا خلال فترة قياسية في منافسة زملائهم من امريكا اللاتينية، في الزراعة والتهريب وفي تغذية اعمال العنف والحرب.
قبل اسياد الحرب من اصحابنا كان اسياد الحرب الصينيين قد تسببوا في إشعال حرب طاحنة بين بلادهم وبريطانيا قبل حوالي مائة وسبعين سنة وسميت بحرب الافيون التي انتهت بهزيمة الصين، والقبض على المهربين، من اسياد الحرب.
ـــــــــــــــــــــــــ
.. وكلام مفيد
ــــــــــــــــــــــــــ
“مشكلة العالم هي ان الجناة يتصرفون كواثقين من انفسهم”.

برتراند راسل

  كتب بتأريخ :  الخميس 28-05-2009     عدد القراء :  2677       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced