المالكي ـ البصرة ـ شلتاغ
بقلم : تحسين المنذري
العودة الى صفحة المقالات

للبصرةأهمية إستثنائية في تاريخ العراق وحاضره ، فهي منفذه البحري الوحيد ، وهي غنية بالموارد الطبيعية( زراعية أو إستخراجية أو أخرى ) ، وبها أكبر الصناعات التحويلية ، هي ببساطة عاصمة العراق الاقتصادية بلا منازع ، وهي على مدى تاريخها ولحد قبل المحاصصات الطائفية نموذج للتعايش السلمي لمختلف مكونات الشعب العراقي  . وهي أيضا ذات أهمية خاصة في تأريخ حزب الدعوة ، فقد كانت من المدن الاولى التي إحتضنت الركائز الوليدة لحزب الدعوة في أواخر خمسينات القرن المنصرم ، منها كان أحد القادة التاريخيين لحزب الدعوة ، هو الشهيد الشيخ عارف عبد الحسين البصري ، ومنها وفيها احتضن أحد قادة الدعوة ( عبد الامير المنصوري ) خيرة خطوطها التنظيمية التي لم يتمكن نظام العفالقة من إكتشافها في أواخر سبعينات القرن الماضي  لحين إنهيار القيادي المذكور في بداية عام 1980، وأيضا كانت المعبر الاهم لأعضاء حزب الدعوة في التسللل الى الكويت عندما إختفت قيادتهم هناك  بعيد الملاحقات الكبيرة أواخر السبعينات ، ومن ثم صارت الممر الهام في العبورالى إيران بعد إنتصار الخميني وإحتضانه لمختلف التنظيمات الاسلامية العراقية ، ومنها وبها توالدت قيادات مختلفة للدعوة ـ رغم اختلاف هذا او ذاك منهم مع حزب الدعوة الام ـ مثل الشهيد عز الدين سليم . إذن هي ليست عادية في عمل وتوجهات حزب الدعوة ، ولعل كل هذه الاعتبارات كانت في رأس السيد المالكي عندما بدا حملته الانتخابية للتصويتات المتلاحقة ( المحافظات ، البلديات والبرلمان ) عندما بدأ صولة الفرسان ، والتي على إثرها أطلقت بعض وسائل الاعلام لقب رجل الدولة على السيد المالكي . لقد كانت صولة الفرسان التي أشرف عليها السيد المالكي بنفسه، بحق بداية حملته الانتخابية ، حيث ركزت وسائل اعلام الدعوة المختلفة على صولة الفرسان كعنوان لتوجهات المالكي وحزبه اللاحقة على أساس رفضه لكل الخارجين عن القانون وتصفيته للمليشيات المسلحة مهما كانت هوياتها الطائفية .إثر تلك الحملة إنطلق المالكي يتحدى ليس خصومه فحسب بل حتى حلفائه في محاولة فرض لزعامته على قائمة مكونه الطائفي ( الائتلاف العراقي الموحد سابقا ) ، ومازال يواصل مسيرة فرضه لتلك الزعامة وصولا الى انتخابات البرلمان بداية العام القادم . البصرة اذن هي المفتاح وهي النموذج ، وقائمة دولة القانون (أي قانون ؟) فازت بإكتساح واضح في المحافظة المفتاح ، وتربع السيد شلتاغ مياح محافظا للبصرة بلا منازع ، وهاهو يشرع ببناء النموذج الذي تريده قائمة إئتلاف دولة القانون ومن خلفها حزب الدعوة الاسلامية بقيادة السيد المالكي ، يمنع عزف الموسيقى في الاماكن العامة ، ممنوع الغناء ، ممنوع الاختلاط بين الجنسين ، يمنع على النساء الخروج بلا حجاب ، ممنوع تناول المشروبات الكحولية ، ممنوع ارتياد الحدائق العامة من قبل العوائل ، ممنوع .... ممنوع .... وقد نصل الى منع فتح الافواه ضحكا أو حتى نطقا .
فهل كان السيد المالكي يعلم بتوجهات رجله الاول في البصرة ( شلتاغ مياح ) فتلك مصيبة، وإن كان لا يعلم فالمصيبة أعظم
وهل هذا هو النموذج الذي يريده السيد المالكي ؟
هل هذا هو القانون المنوي تطبيقه على العراق جميعا ؟
هل هذا هو البديل للمليشيات المسلحة ؟
كيف سيكون حال البصرة بعد عام من فوز قائمة السيد المالكي ( إئتلاف دولة القانون ) ؟
وهل سيخوض السيد المالكي الانتخابات القادمة بنفس إسم القائمة ونفس توجهاتها ؟
هذه بعض من أسئلة تستحق المناقشة ولعل غيرها الكثير
فهل سيصوت العراقيون ثانية لقائمة دولة قانون الظلام ؟
لله درك ياعراق

  كتب بتأريخ :  السبت 06-06-2009     عدد القراء :  2465       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced