حملت فيروز الدف فاشتعلت الصالة تصفيقاً هستيرياً
نشر بواسطة: Adminstrator
السبت 10-12-2011
 
   
الطريق من بيروت إلى جونية، وتحديداً إلى ساحل علما كان يختنق بأرتال من السيارات، تركنا بيروت الساعة السادسة مساءً لنلحق بحفل السيدة فيروز في مجمّع "بلاتيا"، ووصلنا متأخرين عن الموعد المقرّر لدخول الحفل، إلا أنّ منظمي الحفل أخروا موعده نصف ساعة إضافية، كانت كافية لدخول آلاف الأشخاص الذين وقفوا تحت المطر ينتظرون الدخول وسط إجراءات أمنية مشدّدة.
تفتيش دقيق، تدقيق في البطاقات، جمهور من كافة الأعمار، مراهقون، شباب، كبار السن، سياسيون، فنانون، إعلاميون، الكل ينتظر ظهور السيدة فيروز على المسرح، ولم تتأخر الفنانة الكبيرة، ظهرت بثوب أبيض، كملاك بدت تحت إضاءة تركت أرجاء المسرح شبه مظلمة لتخطف النجمة كل الضوء، أو لربما كانت هي التي تشع ألقاً.
غنّت فيروز من قديمها، أرشيف لم يعله غبار النسيان، بصوت لم تطأه سنوات العمر، وقد شامخ يتحدّى الزمن، وبدت رغم ألقها والضوء المحيط بها سيدة تخفض طرف عينيها خجلاً، وخفراً، واحتراماً لجمهورها.
لم تنظر إلى المسرح الذي اكتظ بما يقارب الأربعة آلاف شخص، كانت تقف مواربة، استهلت الحفل بأغنية "طلع القمر" وعلى وقع تصفيق هستيري تبعتها بأغنية "تعا ولا تجي" ثم عادت إلى أرشيفها القديم مع أغنية "غيروا أهل الهوى".
وبين استراحة وأخرى، كانت تعود فيروز إلى المسرح وسط عاصفة من التصفيق لم تترك لنا أحياناً فرصة الاستمتاع بصوت فنانتنا.
البرنامج جمع بين الحنين إلى الماضي مع "جسر اللوزية"، "لوين رايحين"، "فايق ولا ناسي"، "طيري يا طيارة"، وبين الجديد الذي يحمل روح ابنها المبدع زياد الرحباني "إيه في أمل"، "حبيت" و"صبح ومسا"، إلى زمن الفولكلور والاسكيتشات الكوميدية، حيث حملت السيدة فيروز دفاً، حركت يدها، وأشعلت الصالة، فوقف الجمهور وصفّق طويلاً بينما كانت الفنانة تهزّ بالدف وتردّ على الكورال، رديات بالكاد سمعناها وسط الصراخ الهستيري، فقد كان كافياً أن ترفع فيروز يدها بالدف، وتشعل المسرح الذي لم يهدأ إلا عندما تنبّه أن الست تودعه، وأن هذه هي الفقرة الأخيرة في الحفل الذي انتهى سريعاً.
عاصفة من التصفيق تلت مغادرة الفنانة الكبيرة، التي عادت إلى المسرح وسط إلحاح جمهور غفير رفض مغادرة القاعة ليستمتع بدقائق إضافية في حضرة فيروز، لم تبخل على الحاضرين، فعادت بأغنية "جينا لحلال القصص"، قبل أن تختم بأغنية "بكرا برجع بوقف معكن"، ولم تكد تنتهي من الغناء، حتى فوجئت برجل يقتحم مسرحها، يغتصب قبلة من يدها، قبلة جفلت معها الفنانة وسط صيحات الحسد التي أطلقها الحاضرون ممن تمنوا تقبيل تلك اليد التي صنعت مجد الفن العربي، وكتبت تاريخه بحروف من ذهب.
*بين حفل Platea  وحفل الBiel:
قبل سنة وشهر، وتحديداً في الثامن والتاسع من شهر تشرين الثاني نوفمبر من العام الماضي، أحيت السيدة فيروز حفلين في مجمع Biel وسط بيروت، وكان للحفلين دلالة كبيرة برمزيتهما، ليس لأنهما شهدا الإطلاق الأول لألبوم "إيه في أمل" فحسب، بل لأنهما جاءا في وقت كان يحاول البعض فيه كمّ صوت فيروز.
منعت الفنانة الكبيرة من الغناء في كازينو لبنان، التزمت الصمت، واكتفت برفع دعوى قضائية، تسربت وقائع الدعوى إلى الصحافة، واعتبر جمهور السيدة فيروز نفسه معنياً في الحرب التي كانت تشنّ ضدها، فاعتصم ضد قرار منعها من الغناء في تموزيوليو أي قبل أربعة أشهر من الحفل، الذي جاء مباغتاً في توقيته، وسرعة التحضير له.
وكان البعض يراهنون حينها أنّ السيدة فيروز لن تغنّي من أرشيف الرحابنة، وستكتفي بألبومها الجديد مع قديمها من أرشيف فيلمون وهبي وابنها زياد، لكنها فاجأت الحاضرين بعودتها إلى تراث الأخوين رحباني الذي صنعت مجده.
كل شيء كان حينها مختلفاً بدلالاته، لكن منع صوت فيروز من التغريد بات أمراً وراءنا، هكذا كان يردّد جمهورها الحاضر بشغف إلى الحفل، وهو يدرك في قرارة نفسه، أن مجرد وقوف فيروز على المسرح له دلالته.
*الثورات العربية الغائب الأكبر:
قبيل الحفل، كان الكثيرون يتساءلون عمّا إذا كان الثورات العربية ستخيّم بظلالها على الحفل، إلا أن الحفل خلا من أي أغنية خاصة بالثورات المتنقلة، ولم يبد الأمر غريباً على متابعي الفنانة الكبيرة، التي لم تكن يوماً فنانة مناسبات، والتي لطالما فضّلت النأي بنفسها عن الصراعات السياسية، في عالم يطالب بالديموقراطية ولا يعترف بأبسط أسسها، وحسن فعلت.

سيدتي -إيمان إبراهيم-بيروت

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced