ذات ليلة ، مع أتونابشتم ، في الحانة ..
نشر بواسطة: Adminstrator
الإثنين 12-12-2011
 
   
عبد العظيم فنجان
* أتونابشتم : نوح البابلي ، بطل اسطورة الطوفان ..
ـــــــــــــــــ


كان أتونابشتم يجلسُ بهدوء إلى جواري في الحانة غير أنه ، عندما دبّتْ فيه النشوة : فتح الخمرُ نوافذَ خياله ، وهمَّ أن يسردَ عليَّ قصة الطوفان ،هطل المطرُ ، فجأة ، وهبّت العاصفةُ من جميع الجهات ، فجرفت كل شيء ، لكنه ظل رابط الجأش ممسكا بقنينة الخمر ، غير آبه بالمياه ، التي ارتفعتْ إلى السقف ، وارتفعتْ معها أحلامُ العالم .
كنتُ أبحثُ عن مَخرج من تلك الورطة ، وكلما حاولت الخروج إلى الشارع كان يسحبني من ياقتي من الخلف ، وهو يواصل سرد القصة ، وعندما ، أخيرا ، أوقعه السُكرُ بالضربة القاضية ، رأيتُ نداءا حزينا في عينيه يرجوني أن أرفعه من قعر محنته ، ولم أتردد ، فعانقته وصعدنا إلى السطح ، فيما هو لا يزال مصرا على سرد القصة .

لا أتذكرُ ماذا حصل بعد ذلك ، لأنني فقدتُ الوعي من الإنهاك ، ولمّا استيقظتُ وجدته ينظرُ إلى الأفق الملبد بالغيوم من خلف أحدى النوافذ ، مثل ممثل يترقبُ ، بقلق ، متى ينطلق إلى العلن من خلف الستارة ، حتى حانت اللحظة الذهبية ، آه .. تلك اللحظة الذهبية في حياة كل فنان : حلَّ أزرار قميصه ، وأخرج من تحته حمامة :نظرَ إليها بحنو ، قبّل ما بين عينيها ثم أطلقها ، والتفت إلي ، وهو يلوّح بقنينة الخمر الفارغة :

ـ لن أسمح لكَ بالخروج من الحانة ، حتى أعرفُ أخبار الحمامة .
هذا هو دوري في مسرحية العالم :
هكذا تُصنع الأساطير : بالعرق وبالدموع .. يا صديقي .

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced