جمعت الفنانة والاديبة والباحثة العراقية أمل بورتر المولودة من اب انكليزي وأم عراقية بين حبها لحضارة وادي الرافدين وانتمائها الى الثقافة الاوروبية الحديثة. وقد جاءت الى موسكو في الستينيات للدراسة كباحثة في الفنون التشكيلية وتركت هذه الفترة من حياتها في روسيا بصماتها على اعمالها البحثية والفنية لاحقا. ولدت أمل بورتر في مدينة كركوك في العراق وعاشت في بغداد بمنطقة المسبح وبرزت هوايتها في الرسم . وفي عام 1957 التحقت بمعهد الفنون الجميلة حيث كان يدرس كبار الاساتذة من مؤسسي المدرسة العراقية الحديثة في فن التصوير مثل فائق حسن وجواد سليم واسماعيل الشيخلي وعطا صبري وحافظ الدروبي. وفي عام 1960 سافرت الى موسكو للدراسة العليا ، ولدى عودتها الى العراق عملت في متحف الآثار في بغداد. وتزوجت من المخرج التلفزيوني العراقي المعروف يوسف جرجيس الذي أثر كثيرا في مسيرة حياتها الابداعية ورزقت بأبنها فراس. وفي الثمانينات ألقي القبض على زوجها واودع السجن بتهمة معاداة النظام الدكتاتوري وخرج منه مريضا جدا ، وسافرت العائلة الى لندن حيث توفي زوجها. ووجدت في الابداع الفني سبيلا لنسيان مآسي الماضي في العراق. فواصلت أمل نشاطها الفني وعملت كباحثة في اكاديمية الفنون ومحاضرة في الجامعات البريطانية والسويدية والدانماركية وفي جامعة السلطان قابوس في عمان. كما ابدت نشاطا في مجال الدفاع عن حقوق المرأة ورسمت لوحتها " عراقيات " لتصوير معاناة المرأة العراقية في ظروف النظام الدكتاتوري والاحتلال. وشخصيات لوحاتها تتسم بمسحة من الحزن المتجسد في اللون والخط. واستخدمت مواد عديدة في ابداع لوحاتها منها الحديد والحرير الطبيعي بالاضافة الى الالوان الزيتية. ودعت أمل بورتر المرأة في كل مكان الى التحرر والدفاع عن كرامتها البشرية . ان هذه الفنانة تعمل كما قال احد النقاد العراقيين " في كل دورة للدماء والتشظي ؛تنقب في تاريخ الحضارة العراقية ،لتصنع بألوانها جسورا من جمال وألفة ،وفراشات نقاء ،وظلال وارفة من العشق ... فهو الحل الأمثل لشوارعنا المصبوغة بالدم ،وسماواتنا المفعمة بالضغينة".
وفي الثمانينات بدأت العمل في مجال جديد هو التأليف الروائي فكتبت رواية " دعبول البلام " و " نوار ماتت" وترجمت سيرة الاميرة البابلية ماري اسمر و"الانثى في ديانة العراق القديم". كما اصدرت مجموعة رسائل والدها سيرل بورتر التي تؤرخ للفترة ما بين الحربين العالميتين الاولى والثانية (1915-1945 ) وأثرها في العراق ،ونشرت الكثير من المقالات بشأن الفن في الصحف العربية والانكليزية. أقامت معارض تشكيلية عدة في بغداد وبيروت ولندن وTيينا ومسقط ونيوكاسل.
مرات القراءة: 3410 - التعليقات: 0
نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ،
يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث
المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ
" أمل بورتر " فنانة وأديبة تحدت الدكتاتورية بألوانها النقية الوارفة بالعشق
