تحمل (احلام) العمر بين حاملة الاواني (الصينية ) وكاسات اللبن (الخاثر ) المعدة للبيع ...كل فجر يطل عليها ..دون عطلة او اجازة..
ممشوقة بنحافة العوز الغذائي الذي يكلل عظامها ... في ساعة مبكرة من نصيب شحيح وحظ اقل ..تزوجت واصرار الاهل ان البنت مصيرها الزواج... رسمت على شفتيها حزمة من التساؤلات لتعبر حدود الاخ والاب .(يا ابي انه فلاح وعاطل وانا امنيتي ان اكمل دراستي )...بين هواجسها .والخوف المستتر بعيون امها
وحنو الوالد تهمس عشيرتها (بناتك هواي زوجهن ). خضعت اليافعة بكل امانيها وغادرت سرير الاحلام لتحط وسط عائلة ...سيدها يأنف من القاء التحية على النساء
لأنهن اقل شانا .. وناقصات عقل ودين ووو ...حاولت الهيفاء ان ترسم البسمة على محياها كل صباح كي تكسب ود العائلة الجديدة ,وتمسك بالعصى من اوسطها؟.
حتى تصل او ربما تمني النفس بالوصول لمرادها في اكمال دراستها الثانوية لكن بين طموحها والزوج ..مثل الثرى والثريا ...
(الدهر عضني بنيابه ولاجن )
(ابهيمة اولاذره عندي ولاجن )
(انه راضي بجسمة الباري ولاجن )
ارى غيري وتشب نيران بيه..
................................................................
لم يأتي الوقت الذ ي مر عليها وهي تحلم برجل المطر.أو رجل الشوق المحمل بالحب .للزهور وشاطئ التناغي اليها كأنثى...
امتطت خيل صمتها ....وانجبت طفلها الاول بعد مخاض من واقعها وضياع احلامها ..لتنجب من تفضي اليه بهمومها.
وكانت الساعات الاجمل في عمرها .وهي تحدق بعيون الطفل الاشد شبها بها..
تعزفه لحنا وتطرب اسماعه بان لا يكون رهينة للتقاليد..
برفع سيف حريته عاليا لينادي...لا مثل امه اليوم..وهي تجوب الطرقات بين استبداد الزوج ( الامي ) واهله و لقمة الكرامة دون عوز اكثر لوليدها.
مرات القراءة: 2135 - التعليقات: 0
نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ،
يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث
المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ