شيء من الخوف
نشر بواسطة: Adminstrator
الخميس 19-01-2012
 
   
هاشم العقابي
المقدمة:
المكان: المنطقة الخضراء. الزمان: 21/5/2007. الشخصيات:
(1) الولد: قد يكون خياليا مثل "دون كيشوت" ثربانتس أو "عطيل" شكسبير" أو "المدير" في جوهر قضية ناظم حكمت، أو عتريس" الذي كان زواجه من فؤادة باطلا. وقد يكون واقعيا مثل نوري المالكي. يجمعهم أنهم كانوا بسطاء جدا، ولكن ...



(2) مجموعة أشخاص (المجموعة) قد يكونون خياليين مثل "سانشو" أو "باجو" أو "ايفان إيفانوفيتش"، أو واقعيين كثلة من المستشارين والمقربين. يجمعهم أنهم يصلحون جوابا لسؤال "يا فرعون من فرعنك؟".
الحدث:
كانت الساعة بحدود العاشرة مساء. وكان الجو شبه متوتر بفعل انطلاق صفارة إنذار تنبئ بوجود قصف على المنطقة الخضراء. المجموعة كلها متواجدة عند مدخل مقر رئاسة الوزراء، و "الولد" في مكتبه يستقبل بعضا من عوائل الشهداء من اهل العمارة.
احد افراد المجموعة يبدو هادئ الطبع والصوت كان يحدثني عن الشاعر كاظم الركابي بمحبة وتشخيص نقدي منصف. آخر كان شاعرا فيه شيء من ملامح عبد الأمير الحصيري الشكلية لا الروحية ولا الشعرية. وكان هناك اثنان: احدهما حين طل "أنفه" شعرت وكأن لسان حال قلب المجموعة يردد: "صاحت الفرسان طب طاعونها". والثاني يجيد "التمنطق" كإجادته تكرار جملة "نعم سيدتي العزيزة" حين تستضيفه مذيعة معينة من قناة العربية. أما الباقون فاغلبهم كان منشغلا بالحديث على هاتفه النقال. أحاديث لم افهم منها غير أن هناك مشاريع تجارية وأرقاما دولارات مليونية ..الخ.
وفجأة باغتنا "الولد" بالسلام، بعد أن انتهى من ضيوفه، حاملا بيده كيسا من "الخريط" أهداه له أهل العمارة. قطّع "الخريط" بيده ووزعه علينا. أعطاني منه حصة الأسد بعد أن قال لي مبتسما: اعرف انك تحب هذا كثيرا. وأنا فعلا كذلك. سألني باعتباري ضيفه إن كنت قد تعشيت أم لا، ثم تعشينا معا. كان قبلها قد أهداني قلما مستعملا من نوع باركر 51 كان قد اشتراه قبل سنوات من أربيل في أيام العوز والمعارضة، حسب ما اخبرني. شيء اثر في نفسي كثيرا اذ ذكرني بقلم مماثل، لكنه غير مستعمل، كان قد أهداه الزعيم عبد الكريم قاسم لوالدي. أشعرتني بساطة "الولد" بارتياح كبير، وما كان ينغص علي فرحتي غير صاحب "سيدتي العزيزة" الذي كان قد استلم منصبه قريبا. كان الرجل منزعجا ويردد بهمس بأذني: "هذا ما يجوز .. انه رئيس وزراء وتصرفه هذا ينقص من هيبته". ثم اخرج ورقة من جيبه وصار يكتب فيها ما لا اعرفه. ولان بيننا علاقة قريبة من الصداقة إذ كان دائما يتصل بي طالبا أن أستضيفه في برامجي التلفزيونية التي كنت اقدمها، جرني الى جنب ليكشف لي عن مهمته الاولى: "يجب ان يتغير هذا الاسلوب. وسوف أضع حدا لبساطة "الولد" وطيبته. وعلى الجميع ان يخاطبوه "سعادة" وليس "حجي" أو "ابو فلانة". ثم ذكر لي سلسلة من الالقاب المقترحة التي تناسب مقام "الولد" وكذلك الذين يعملون معه.  ثم عرض علي أفكارا لا اعرف من اين استمدها. اهمها، تحديد من يمكنه الدخول على "الولد" ومن لا يمكنه وشكل وطريقة الدخول.
شممت في انفاسه رائحة متأكسدة. ربما كانت بفعل ارتفاع نسبة الأدرينالين في دم محدثي ورئتيه. من حينها دب في قلبي شيء من الخوف كخوف شادية على عتريس. خوف لا على "الولد" فقط بل علي وعليكم وعلى البلد أيضا.
وللحدث تكملة.

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced