رسالة الى مَن يزهق أرواح العراقيين
نشر بواسطة: Adminstrator
السبت 28-01-2012
 
   
اسماء محمد مصطفى
لأنها في كل مرة تخطئ العنوان .. روحي تصر على إرسال هذه الرسالة ، كلما أعادتها الريح اليّ !
***
لماذا تحرم شفاه الدنيا من قبلات الابتسامة ، وقلوب الناس من فرصة التعلق بأرجوحة الفرح وهي تتدلى من قمر الأحلام الذي يتوسد صفحة السماء كي يرسل أضواءه الى حكايات عشقهم ؟
لماذا وهم يحاولون ، أن يقربوا سماء السكينة الى حياتهم ، تنفث ـ أنت ـ في الأجواء الزرق دخان الدمار والقتل الجماعي ؟!
لماذا لاتجيد فن الحب وإسعاد الناس بأفعال إنسانية ، بينما هم ينسجون من أخيلة الأمنيات خيمة يستظلون بها ؟
لماذا يستهويك التفخيخ ، كأنه لعبة ، وتلطخ الأسفلت بالدماء ، ولاتمنح نفسك فرصة أن تتوحد مع قلوب الناس ، فتكون هذه شموساً في سماوات حياتك ؟
لماذا لاتعنيك او تهزك ملامح طفولة مسفوحة على قارعة الطريق بعبوة ناسفة من صنع يديك ؟
لماذا تقابل دموع الأمهات ببرود أمسية شتائية تفتقد الى موقد الحكايات البريئة ؟
لماذا تقوم حياتك على موتنا ، فتخسر كل معنى نبيل لحياتك ؟ عندئذ لاينفعك أن تطبع على الطريق العائد الى الناس خطوات الندم ، بل لست أنت بنادم ..
لاشيء حينما يموت ، يعود ..
وقلبك بلا نبض مذ اختار أن يُخرس نبض الناس بمراسم الخراب الدموي ..
وأزاء صمت النبض تصرخ جراحنا من فرط الأثر ، وقد إتخذت الطقوس الجنائزية مكاناً راسخاً في ذاكرة الجموع ..
ليس للشوك أن يبقى بين الورود دائماً ..
ليس للظلام أن يغطي الفضاءات يوماً كاملاً ..
ليس لأنياب الموت الأحمر أن تظل حادة عصية على الكسر والتهشيم على امتداد الوقت ..
ليس للمخلوقات المشوهة أن تخدش وجوه المرايا على الدوام .. وأنت تخدش صفاء المرايا هذا اليوم ، وغداً يتكسر وجهك أمام إصرارها على تنقية وجوهها من شوائب ذكراك .
حينذاك ، تضعك المرايا أمام صورة جلية لمسيرة خسارتك المعاني الجميلة ، وأنت تقضي أيامك في إزهاق أرواح الآخرين واغتيال أحلامهم في أن يكونوا آمنين .
قد لاتدرك يوماً ، بالنظر الى تلك المرايا ، خسارة أنك لم تستثمر عمرك في نفع الناس والتعامل معهم بنواميس السلام ، لكنك تدرك أنك نصبت نفسك قاضياً فاقداً للضمير والشرعية ، يحكم على الأبرياء بالإعدام ويمارس استبداده الوحشي معهم حين ينصب لهم أفخاخاً موقوتة في طريق أمانيهم .
وحتماً إنك ، ذات يوم تصنعه إرادة العراقيين ، ستسمع صوت القمر ، وهو يخترق جدار صممك ، صارخاً :
مثلما عجزت الحروب عن إطفاء ضوئي الفضي ، لم تستطع حرائق غدرك أن تحرمني من التنصت على أحاديث المحبين .

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced