وجــع الزهـور ووجـعي
نشر بواسطة: Adminstrator
الأحد 29-01-2012
 
   
فيحاء السامرائي
في بواكير فجر عراقي ملتاع وكامد، تركها مسجاة على السرير وركض ليدق باب ممرضة نائمة في طلب لقنينة اوكسجين كانت لتنقذ حياتها..(.يريدون رشوة، حملُ مبلغ من المال في مثل تلك الظروف ضروري، الأفضل تدبيرالأجهزة الناقصة من خارج المستشفى) نصحه أحدهم...هرع الى الشارع، ولما رجع بعد حين، رفع اليه الطبيب يده بحركة تشير الى أنها انتهت...ماتت.
********************
ليس هذا أوان رحيل يا شقيقة نفسي، مازال هناك كتاب مفتوح ومقلوب على صفحات لم تقرأيها بعد وعليه نظارتك، وأوراق ريحان و(بطنج) منثورة في صينية لم تجف بعد لتطحنيها، وبعض ورود وطيور مرسومة على شرشف تركتيها دون تطريز، في ركن من الغرفة، هناك سجادة صلاة مطوية يفوح  منها ضوع رائحة رزينة هادئة، وفي الحديقة، نباتات بيتية ألفت رائحتك وأنت تسقينها وتتحدثين اليها، تطرق رأسها هيفانة، تتساءل، أين ذهبتْ؟...حقاً أين ذهبتِ؟ وفي بالي مازالتْ هناك أسئلة لكِ، ووداع يليق بك بقيَ حامضاً، وغفوة لرأسي لم تغمض جفنها ولم تتمدد على رجليك، أين ذهبتِ وتركتِ لي طمى أشواق وكلمات تندلق على حروف لوعة، وعلى حتوف وحواف روحي، يخنقني وتخنقني؟
*********************
كان ضرسها يؤلمها، أخذتني معها، الى طبيب الأسنان، كنت نعسة ونمت عند الانتظار، رفعتْ رأسي عن حضنها برفق ونهضتْ من مكانها، اتجهت صوب لوحة مثبتة على الجدار، أخرجت من حقيبتها دفتر وقلم وراحت ترسمها بيد، وكفّها الأخر على فكّها، وحين راحت للبيت عملتْ مثلها، وكتبتْ عنها قصة، أكملتْ بها صفحات فارغة لدفتر توجز فيه روايات تقرأها، وترسم أماكن أحداثها وشخصياتها.
*********************
يا أختاً أقرب لي من جناني، كنت تغنين لي في غربتي: " ويل قلبي شهل المصيبة، راح مني لديار الغريبة، شيردّة وشيجيبة، من ديار الغريبة "...هل أقدر أغني لك اليوم دون ذرف دمع؟ " أحباب جانوْ إلي راحو وخلّوني، جانوْ حياتي وهلي، وجانوْ ضوة عيوني، جنت أكَعد بفيّهم، مهيوب وبسد هلة، تاخذني جلمة هلة توديني جلمة هلة، تالي جعلني الوكت حاير يهيم بفلا، مدري يدوّر عرف مدري يدوّر هله، محيّلة يادنيتي محيلّة "...لكن مَن لي بحنجرة مورقة ولغة غضة وبضّة  حتى أملأ أناءً خاوياً وخابياً للأغاني، ماذا تقتات روحانا بعد اليوم؟
*********************
عيناك بلا ضوء الآن، تخترق بطن آلام ولحم أيام لن تعود الى محجريهما، ترنو الى زمن صفو وسكون...ويداك بلا مثوى لياسمين ولزهر غاردينيا، تقارع صقيع صمت، وعندنا كانون شهر زائغ الخطى يقترف البرد، ونجوم نحيلة تنكّس شعاعها، وتهمس بجلال لليل عراقي الطعم يتعكز على قمر ضرير: تلك هي مواسم الغمام والظلام...كم يلزمنا من موت لنعيش!
**********************
عراقيون نحن، نبرع في تدبيج المراثي ونبش جسد الأسى ونهش كبود الفواجع، ناياتنا تسودنا، وتضع ساقا على ساق فوق أريكة حياتنا...صرنا نبيع بعضنا بأزهد ثمن، نواري إنسانيتنا بتراب أطماعنا، نثقب شمس محبتنا ونرتق غشاء الليل ليدوم، دموعنا خرافة خزفية وعواطفنا خشبية، موبؤون، سعالي، مجوفوّن من تحنّن ورأفة، نتبجح بسواد السواد بلا سويداء، وبشهداء لايحصون لنا، منهمرين على مدى الفصول، تتغوط على أضرحتهم كلاب ضامرة، ويجترّ دود جاحد بقايا أحشاء للفرح.
*********************
سلام على روح عفيفة لكِ وعلى ذهب سريرتها...سلام على يوم ذرفتْ فيه ورود حديقتك دمعاً، وانتحبتُ أنا معها...لم تنتظريني، قلبي عاتب عليك...ها هي سنادين روحي يبستْ، وصرتُ رازونة شجوٍ تتسطّر عليها فقداناتي، وموتك نصل في شراييني وفي أوردة الحرير، أسمّر عينيّ على أكرة باب حجرة مسرةّ مأمولة، علّك تأتين ولو للمرّة الأخيرة، لأفكّ أزرار فرح يأخذني الى ملمس وصالك وحكاياتك وابتسامك، وأقوم بنزع دبابيس أوصاب، تنخس مغارزها نفسي، وثقل أيام رمادية فادحة، تحدودب على روحي.

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced