حفلة عشاء سياسية..دراما المثقفين لبولانسكي ليست معقّدة بما يكفي
نشر بواسطة: Adminstrator
الخميس 09-02-2012
 
   
ترجمة: عباس المفرجي
فيلم رومان بولانسكي الجديد هو قطعة فنية خفيفة وقليلة العدد، تدور في  الزمن الواقعي في شقة نيويوركية، ومبنية على مسرحية من تأليف ياسمين ريزا،  التي شاركت أيضا في كتابة سيناريو الفيلم. في أفضل حالاته، هذا الفيلم هو  قطعة هجائية عن اللياقة البورجوازية؛ في أسوئها، هو قطعة محكمة الشد لعشاء  مسرحي باهض الثمن، عن موضوع مناظرة خجولة بواسطة، والى وحول، المثقفين.



جودي فوستر وجون سي رايلي، اللذان يلعبان دوري بينيلوب ومايكل، هما زوجان حسنا النية، يصاب إبنهما بجروح خطيرة في عراك مع فتى آخر، ووالدا هذا الفتى المعتدي، نانسي وألن، اللذان يلعب دوريهما كيت ونسلِت وكريستوفر والتز، يمكن من النظر إليهما التقدير بأنهما أكثر غنى وتهذيبا من نظيريهما ــ يحضران من أجل محادثة متحضرة على نحو مفرط كي يسوّيا المشكلة. ينتهي هذا، بالطبع، إلى التحوّل إلى شجار لفظي اعقد مما في ملعب أطفال. خطوط المعركة تكون متعادلة.
في البداية، يكون الوضع متوترا على نحو مؤلم، لكن، في ما بعد، تبدد التطورات المضحكة جزءاً كبيرا من الترقب القلق. الوضع الذي يوحي برهاب الاحتجاز وقرب المواجهة، مع الاغتياظ الناشئ عن ذلك، ينطوي على شيء من ديفيد ماميت أو نيل لابوت. (تحريم الإساءة الى الأطفال قوي. يمكن التفكير أيضا برواية كريستوس تسيولكاس "الصفعة"، أو حتى بمستر ديفيد لامي، عضو البرلمان، وآرائه حول قانون الأطفال لعام 2004). إنه حقا كابوس الطبقة الوسطى، وأولئك الذين شاهدوا فيلم مايكل هانيك "مخفي"، قد يجدون أنفسهم منعمين النظر في كل مللمتر مربع من الشاشة بين افتتاح وانتهاء لقطات الفيلم.
قدر بولانسكي التعس هو أن يكون لديه مواقع تصوير أمريكية مصطنعة وغير أصيلة. وبمعرفتنا انه لا يمكن للمخرج أن يضع قدما في الولايات المتحدة، فلا يسعنا سوى الإعجاب بالطريقة التي كان فيها مشهدا لشارع أمريكي، منظورا من خلال نافذة، يبدو مفبركا. ولا يمكننا إلا أن نتساءل ما إذا لم يكن توزيع الأدوار بين زوج الممثليْن الأمريكيين (فوستر ورايلي)، مقابل زوج الممثليْن الأوربيين (ونسلت ووالتز)، عشوائيا، أو حتى ما إذا كان هناك شيء من مغزى شخصي غير واعٍٍٍٍٍ للمخرج في هذه الدراما من لوم أو غضب على أميركا.
التوترات هي، على نحو مقنع، شديدة وبغيضة ــ وفي الأغلب حين تكون بلا كلام. يبدأ ذلك الجانب اللاشعوري من الغرائز البهيمية يحتدم محوّما في المكان، أشبه بالأطفال في رواية "لورد الذباب". فوستر بوجهها الغاضب المتوتر المحتقن وعلى وشك الانفجار (التي تشبه فيه بورتريهات بيكون)، تؤدي أفضل أدوارها منذ سنوات عديدة، وكريستوفر والتز، بدور محامي الشركات الساخر، هو دمث وداهية. لكن عندما يحتدم بينهما الخلاف حول المجازر (هي بصدد كتابة دراسة جادة عن دارفور)، فإنه من المستغرب أن تنحط بينيلوب إلى حد الإشارة إلى لهجة ألن النمساوية، وتبدي ملاحظتها بشكل إهانة. فيلم فيه بعض الجراح، لكنه ليس مجزرة.

عن: صحيفة الغارديان

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced