نشطاء ومثقفون يستعدون لاحياء الذكرى الاولى لتظاهرة 25 شباط-الأخبار

نشطاء ومثقفون يستعدون لاحياء الذكرى الاولى لتظاهرة 25 شباط

	نشر بواسطة: Adminstrator
	السبت 18-02-2012

(آكانيوز)-
يجري ناشطون ومثقفون عراقيون استعدادات مكثفة للتحضيرلفعاليات الذكرى الاولى لتظاهرة 25شباط والتي عمت مدناً عدة من العراق ،وذلك يوم السبت، على قاعة مجلس السلم والتضامن بحضور عدد من التشكيلات والمنظمات والمجموعات الاحتجاجية في بغداد.
وتتنوع فعاليات الاحتجاج والاستذكار بفقرات ثقافية وفنية مابين مسرح وشعر وموسيقا في ساحتي التحرير والفردوس وشارع المتنبي وستبداً يوم الجمعة المقبل 24 من شباط وتستمر ثلاثة ايام بعدها.
وشهد العراق على مدى أشهر بدءا من 25 شباط فبراير 2011 تظاهرات في عدة مدن تطالب بالإصلاح والتغيير والقضاء على الفساد المستشري في مفاصل الدولة، نظمها شباب من طلبة الجامعات ومثقفون مستقلون عبر مواقع التواصل الاجتماعي في شبكة الإنترنت.
وتعرض بعض الشباب والنشاطين فيها الى الضرب والاعتقال على خلفية مشاركتهم في الاحتجاجات، فيما فقدت الاوساط الثقافية والاعلامية الناشط هادي المهدي احد ابرز المؤيدين والمشاركين في تظاهرات 25شباط الماضي ،الذي تم اغتياله من قبل مجموعة مسلحة في داره ب منطقة الكرادة وسط بغداد في 8 ايلول من العام الماضي.
وقال الناشط المدني واحد شباب 25 شباط بسام السينمائي لوكالة كردستان للانباء(آكانيوز) اليوم، الجمعة، ان اجتماع الغد سييضم مناقشة اوراق العمل التحضيرية المقدمة للمشاركين من الحركات الاحتجاجية والشبابية لتوحيدها وتنظيمها، وستنضم تظاهرة استذكارية ثقافية كبيرة في ساحة التحريرفي اليوم الذي يسبق المناسبة يوم الجمعة 24 منه اضافة الى اليوم الذي يليه يوم السبت.
واضاف ان "فعاليات الذكرى الثانية للمناسبة لن تركز على جانب الضغط على الحكومة وحدها بقدر ماتركز على الاحتاج بشكل جمعي على كل مايعيد العراق الى الوراء وكل مايعطل عجلة التقدم والانفتاح على الحركات العالمية بطابعها الديمقراطي الحر".
ولفت الى ان "المطالبات الاحتجاجية هذا العام ستكون بطابع ثقافي ومهني منظم اكثر مما هو عفوي، حيث ستشمل عرض مسرحيات ومعارض فنية وفوتوغرافية وقصائد شعرية تتغنى بالمناسبة، اضافة الى استذكار شهداء تظاهرات العام الماضي".
وبشأن الموافقات الاصولية التي تطلبها الحكومة من المتظاهرين قبل القيام بأي تظاهرة او تجمع قال السينمائي: "من المتوقع ان يواجهنا بعض المعوقات خلال استحصال الموافقة، لاسباب وصفها بـ(الوجتسية) لان الجهات الرسمية لايروق لها اقامة فعالية الاستذكار في ساحة التحرير وربما تعمد الى تغيير مكان انطلاقها".
وبشأن مايسمى بـ( حركة الشباب الحر) والتي اورد بعض وسائل الاعلام بأنها مدعومة من الحكومة قبل ان يعلن براءتها من ذلك رئيسها جلال الشحماني كونه يمثل الحركة،اذا وصف ذلك بأنه (تشويه للحركة وتمزيق لوحدة المتظاهرين) في بيان مستقل وزع على وسائل الاعلام مؤخرا، قال السينمائي " لايمكن ان تمثل حركة الشباب الحر المتظاهرين وهي متحالفة مع الحكومة، ولدينا معلومات مؤكدة ان تلك الحركة لديها مقاولات مع مجلس محافظة بغداد وهي مدعومة من جهات سياسية"
واشارالى ان" توجهات الكثير من الجهات لاجل سرقة جهود المتظاهرين لم تعد خافية على احد، والذي شارك في التظاهرات وكان له موقف واضح من مجمل اداء العملية السياسية معروف ومن غير الممكن ان يصار الى احتساب نجاح تلك التظاهرات لاحد لاجل تحقيق مكاسب معنية".
الناشط حيدر طه من حركة "لن نصمت " الاحتجاجية، قال لـ ( اكانيوز) ان العديد من الشباب المنضوين في الحركة عازمون على المشاركة في التظاهرة بالتأكيد على وجودهم وحقوقهم في العيش الكريم في عراق متصالح وامن".
واستغرب طه من دعوات تصدر من بعض اللجان والشخصيات في البرلمان العراقي بالتحذير من تسييس التظاهرات المقبلة في العراق قائلاً "من يقم بتسييس التظاهرات غير الحكومة؟،هل من المعقول ان يقوم بتسييسها المواطن البسيط والمحتاج والعاطل عن العمل والمحروم والمظلوم؟ .أم موظفو مكتب رئاسة الوزراء وبعض التابعين للنظام الحاكم من خلال زجهم في تظاهرات مقابل أموال".
فيما دعا التجمع الوطني العراقي المستقل احدى التجمعات المشاركة في التظاهرات، العراقيين كافة ، من مثقفين وطلبة ومواطنين وعمال وارامل وعوائل سجناء الى المشاركة الفاعلة في التظاهرة المليونية، والتي وصفوه بأنها ستكون( تظاهرة التغيير الحقيقي ) يوم 25شباط 2012 المقبل.
وجاء في بيان اعده التجمع " الى كل الغيارى من أبناء العراق ندعوكم الى ساحات الشرف العراقي من أجل التعبير الحقيقي من أجل رفضكم للظلم . ومن سرق المال العام .. وسرق ثروات العراق .. والخونة .. والطائفيين.. ومن يريد تقسيم العراق الى مناطق متفرقة"
وقال رئيس التجمع الشيخ منذر العطوان لـ( آكانيوز) ان "هدف التجمع الوطني الذي تأسس في عام2005 هو القيام بالتصدي لحالة التردي العامة التي أحاقت بالعراق منذ الاحتلال الاميريكي عام 2003 والكوارث المريعة التي واكبت وأتبعت ذلك الحدث، عبر تردي الخدمات وانقطاع سبل الحياة الكريمة للارامل ومراقبة الانتهاكات التي تزاولها حكومة المالكي بحق المتظاهرين من قتل وترهيب واعتقال واعتداءات".
واضاف ان "التجمع يسعى الى التمسك التام وغير المشروط بوحدة العراق شعبا وأرضا ودولة. وتحريم المساس بهذا الثلاثي المقدس باعتباره صمام الأمان لوجود العراق كدولة بين دول المنطقة والعالم. والمباشرة الفورية في بناء دولة قوية تكون دولة مدنية لا عسكرية ولا دينية ولا طائفية".
من جانبها قالت ينار محمد رئيسة تجمع حرية المرأة العراقية المستقلة، ان "الجمعية ستواصل نشاطها برفض سياسية تكميم الافواه ومشاركة المتظاهرين دعواهم نحو التصحيح ونهج اسلوب التوزيع العادل للثروات وتوفير خدمات افضل لعموم الشعب العراقي".
وبشأن استعدادت الحكومة لاجل حماية المتظاهرين، والسماح لهم بأقامة تجمعهم قال رئيس اللجنة الامنية في مجلس محافظة بغداد عبد الكريم الذرب لوكالة(آكانيوز) ان" الدستور كفل حق التظاهر السلمي، ومحافظة بغداد وفرت استمارات تتضمن معلومات عن عدد المشاركين في التظاهرة ومكان تجمعهم وانطلاقهم كي تستحصل بعدها الموافقات ومن ثم تأمين الحماية الكافية للمتظاهرين".
واضاف"لايجوز لاي تجمعات ان تنظم دون اعلام المحافظة بها كي يتم تأمين الحماية الكافية لها".
وشهد العراق بعد تشكيل حكومته باشهر قليلة، سلسلة من الاحتجاجات المطالبة باصلاحات وتوفير فرص للعاطلين ومكافحة الفساد وتوفير الطاقة الكهربائة،والتظاهرات التي شهدها العراق تعد الاكبر منذ عام 2003.
ولا يزال العراق يعاني نقصا شديدا في امدادات الكهرباء التي لا تكفي سوى لساعات قليلة في اليوم تصل الى ثماني ساعات، ويشكل هذا مصدرا رئيسيا للغضب الشعبي تجاه السلطات التي فشلت في التغلب على المشكلة رغم وفرة في الايرادات النفطية.
ويطالب المحتجون العراقيون بتوفير وظائف للعاطلين ورفع المرتبات الشهرية للموظفين، وتوفير الطاقة الكهربائية وسد النقص الحاصل في الغذاء ضمن ما يعرف بالبطاقة التموينية.
وكان المالكي قد أمهل وزراء حكومته 100 يوم لتحسين أداء وزاراتهم بعد موجة تظاهرات اجتاحت المدن لعراقية العام الماضي، لكن لم يلحظ إحراز تقدم ملحوظ في مجال تقديم الخدمات العامة.