بعثيون عراقيون يبدأون بالبحث عن اسم جديد لحزبهم ويؤكدون أنه تدهور أمام الاحزاب الطائفية
نشر بواسطة: Adminstrator
الأربعاء 25-04-2012
 
   
السومرية نيوز/ بغداد/ صلاح الدين
يشعل أبو علي الجبوري سيكارته السابعة وهو يستمع في بيته للمرة الرابعة مع ثلاثة من "الرفاق" لخطاب نائب الرئيس العراقي السابق صدام حسين، عزت الدوري، على "اليوتيوب" وبين لحظة وأخرى يصيح محتجا "لا أصدق!.. كيف سمح لنفسه هذا الذي أوصلنا إلى ما نحن فيه أن يحمل رتبة المهيب الركن..هذه رتبة مقدسة لا يستحقها إلا صدام حسين".

علامات الغضب كانت واضحة على الجبوري الذي شغل سابقا أمين سر قيادة شعبة التحدي في أبو غريب، ويتابع متسائلا بانفعال "من منح له رتبة المهيب الركن.. هذه رتبة قاهر الفرس ومذلهم صدام حسين، من خاطها له؟ من أشرف على ترديد القسم الخاص بها؟، ومن بايعه ليكون خليفة للرئيس؟"، وفقا لتعبيره.

ويضيف الجبوري وهو جالس في غرفة الاستقبال في منزله الصغير جنوب بغداد "كل من يتأمل بتفاصيل خطابه وطريقة إلقائه يتأكد أن الدوري يحاول محاكاة خطب الرئيس صدام حسين"، ويؤكد بالقول "لكن دون جدوى"، مبينا أن "الدوري وعلي حسن المجيد وحسين كامل وعبد حمود وغيرهم هم من أوصل العراق إلى هذه المرحلة من الذلة والمهانة".

ويتابع بحماس قائلا "نعم كنا دولة لها هيبتها في جميع أنحاء العالم وكان العراقي عندما يدخل أي دولة يحسب له ألف حساب"، ويشدد "جميع الذنوب يتحملها الدوري ورفاقه، فحاشية صدام هي السبب فيما وصلنا إليه وليس صدام، فهو سبب انشقاق البعث العراقي إلى جناحين وكان السبب في مشاكل كثيرة للعراق منها غزو الكويت"، بحسب تعبيره.

وكان نائب الأمين العام لحزب البعث المنحل ونائب رئيس مجلس قيادة الثورة عزة الدوري دعا في 7 نيسان الحالي، في أول دليل مرئي على بقائه على قيد الحياة منذ العام 2003، "المقاومة والمعارضة إلى مواجهة المشروع الفارسي في البلاد"، فيما مجد بمبادئ حزب البعث ورسالته مشددا على انه "النموذج والمثل والقيادة".

البعث لم يعد مرغوبا به والأفضل ان نغير اسمه
وتعتبر الحكومة العراقية على لسان مستشار رئيس الوزراء لشؤون المصالحة عامر الخزاعي الدعوات التي أطلقها الدوري في خطابه الأخير "محاولة للملمة شتات" القاعدة والبعثيين الذين تراجعت أوضاعهم بعد الربيع العربي، وهو ما لا ينفيه البعثيون انفسهم، إذ يؤكدون ضرورة أن يبدأوا بالبحث عن اسم جدد لحزبهم، معتبرين أن الاحزاب الاسلامية والطائفية هي التي باتت مسيطرة على المشهد في المنطقة العربية.

وسرعان ما يخفف أبو علي الجبوري من حماسته قليلا ويستدرك "بصراحة أنا جسدي اقشعر وارتجف، حينما رأيت الخاكي والرتب العسكرية على صدر الدوري، وتذكرت أيام بيان البيانات والبيانات القوية الأخرى يوم كان العراق أسدا هصورا"، ويلفت "ولكن كلام الدوري في الوقت نفسه، هو إعلام فقط ولا محل له من الإعراب وعليه ان يسلم الراية لشخص اخر قبل انهيار ما تبقى من البعث ، فنحن كحزب بعث نؤمن ان لكل زمن دولة ورجال وقد سبقتنا أحزاب كثيرة في خسارتها للسلطة".

ويوضح الجبوري "حاليا جاء دور حزب الدعوة المدعوم من إيران وأمريكا لتسلم المهمة وستأتي من بعده أحزاب أخرى مدعومة، أما حزب البعث فقد أصبح اسما غير مرغوب به في العالم ولا توجد أي دولة بالعالم ستدعمنا إلا إذا لبسنا ثوبا آخر غير ثوبنا واسمنا"، ويقصد تسمية الحزب بحزب البعث.

ويتابع الجبوري بالقول "بصراحة ودون أي شك أقول ان التمحور الطائفي في المنطقة العربية بلغ ذروته وحزب البعث يجب ان يختار شخصية أخرى غير الدوري للحفاظ على قوميته والإبقاء عليها".

وحذر ائتلاف دولة القانون الذي يرأسه رئيس الحكومة نوري المالكي في (10نيسان الحالي)، من أن يستجيب البعثيون في العراق إلى الدعوات التي أطلقها الدوري، ودعا "الجميع" إلى مراقبة "المستجيبين" فيما لفت إلى أن المعلومات الإستخباراتية تشير إلى أن خطاب الدوري صدر من دولة قطر، واعتبر أن قطر مستعدة لاحتضان "كل أبناء صدام وعناصر القاعدة"، داعيا السياسيين العراقيين إلى الانتباه لـ"الهجمة الشرسة" التي تقودها كل من دولتي قطر والسعودية ضد العراق.

وكان الدوري في خطابه انتقد  بشدة حزب الدعوة الإسلامي الذي يقوده رئيس الوزراء نوري المالكي، لتصريحات أحد مسؤوليه حسب ما ذكر بان "العراق عاصمة التشيع وان على العرب التعامل معه على هذا الأساس".

لا نريد أن يشمت أحد بنا.. لكن البعث تراجع أمام الاحزاب الطائفية
من جانبه، يقول سلام الخفاجي وهو رفيق أبو علي الجبوري في حزب البعث "أنا عراقي شيعي جمعتني مع جاري معتقدات نؤمن بها ولن نتخلى عنها لكن أبو احمد (عزة الدوري) بخطابه الأخير لم يأت بجديد كنا نأمل منه ان يطالب حزب الدعوة بالتحلي بأخلاق الفرسان وان يطلق سراح البعثيين الذين لم يشاركوا بأي عمل عسكري أو امني وان يطالب الحكومة بتوفير ربع الخدمات التي كان صدام يوفرها للعراقيين".

ويضيف الخفاجي في حديث لـ"السومرية نيوز" "بصراحة البعثيين فيما بينهم ينتقدون الدوري ومحمد يونس الأحمد لكنهم في العلن لا ينتقدونهما خوفا من تشفي الأحزاب الحالية بهم".

ويتابع "جميع الأحزاب القومية تراجعت في العالم العربي بدءا من البعث وحتى الناصريين امام الأحزاب الدينية الطائفية وكذلك العلمانية، لذا يجب الاعتراف ان دور حزب البعث انتهى حاليا كقوة مؤثرة لكنه كفكر موجود ولن يضمحل وإن كان قد ضعف كثيرا وسيضعف مستقبلا أكثر".

بكيت حين رأيته يخطب ليس حبا به ولكن حبا بأيام مضت!
وبالنسبة للكثير من العراقيين عامة وساسة فإن النظام السابق يتحمل ما مر ويمر به العراق ويعتبر بعضهم أن "المد الإيراني" في العراق سببه الحروب الفاشلة التي قام بها النظام السابق، ويؤكدون أنه لولا البعثيين لما دخل الأميركيون إلى العراق.

ويقول جاسم مظهور وهو بعثي سابق إن "عزت الدوري ذكرني بأيام مرة وحلوة يوم كان الشعب جائعا لكنه كان مع هذا آمنا ومطمئنا، نعم كان الشعب خائفا من صدام لكنه كان منضبطا فلا قتل ولا تدمير ولااختطاف ولا سرقة".

ويعترف مظهور "أنا بصراحة بكيت لما رأيته يخطب"، لكنه يوضح "ليس حبا به على الإطلاق، لكن حبا بأيام مضت، فلم نكن نعرف الطائفية وكنا شعبا واحدا، أما اليوم وبعد دخول العمائم السنية والشيعية".

ويروي مظهور أنه كان احد المشرفين على بناء القصور الرئاسية في حقبة التسعينيات، ويبين "صرفنا على سبعة قصور رئاسية ما يقارب 250 مليون دولار حينها، وهو أقل من ربع ما صرفته حكومة المالكي على تأهيلها لاستضافة القمة العربية التي عقدت في قصور صدام وكل حجر فيها كتب عليه صدام حسين أو "ص ح".

ويلفت "أنا أرى أن على الجميع الاعتراف الآن أن العراق لولا صدام لما عقدت القمة في بغداد مؤخرا"، بحسب تعبيره.

البعث مازال موجودا في الشارع ليس حبا به..بل لسوء البديل
من جهتهم، يؤكد بعض أهالي صلاح الدين بأنهم فوجئوا بظهور عزت الدوري المتلفز، وبينما يعتقد بعضهم أنه لم يأت بجديد، يرى بعثيون سابقون أن رسائل الخطاب وبالرغم من فشلها أنها واضحة وتأتي في مرحلة حرجة، داعين السياسيين في العراق إلى التعامل معها باعتبار أن الخطاب يؤكد وجود البعث في الساحة لكنه مازال "ضميرا مستترا حاليا".

ويقول احمد الدوري وهو من موظفي رئاسة الجمهورية الكبار في زمن الرئيس الاسبق صدام حسين ومن منطقة الدور مسقط رأس عزت الدوري إن "ظهور النائب عزت شكل لنا مفاجأة كبيرة خصوصا فيما يتعلق بمكان تواجده وزمن تسجيل الخطاب، ولم نعرف له مكانا محددا منذ العام 2003".

غير أن مهدي ابراهيم حسين وهو من اهالي تكريت يرى أن خطاب الدوري لم يكن ذو تأثير كبير على مجريات الواقع"، لا بل يتوقع ان "يأتي بالضرر على اهل صلاح الدين"، موضحا أن "الحكومة قد تشدد المتابعة فهي غالبا ما تتعامل بطريقة انتقامية مع المناطق التي ينتسب اليها أركان النظام السابق".

من جانبه، يقول حسين وهو عضو شعبة في حزب البعث المنحل انه ترك العمل الحزبي وانصرف لحياته الخاصة، إلا أنه يلفت إلى أن "الخطاب الاخير الذي ظهر فيه الدوري بلباس عسكري يشكل رسالة للسياسيين في بغداد تقول لهم بأن البعث مازال موجودا، وهو يسجل حضورا في الشارع"، ويوضح أن "استمرار وجود البعث ليس حبا برجال البعث إنما لسوء البديل".

ويستدرك قائلا إن "ادبيات البعث تؤكد انه فكر سياسي جيد لكن من اشرف على تطبيقه كان يضم بعض الشخصيات السلبية"، بحسب تعبيره.

أميركا احتفظت بالدوري كورقة ضاغطة على الحكومة !
أما نعمان العبيدي وهو احد البعثيين السابقين فيذهب بعيدا في تحليلاته بشأن استمرار البعث ورجالته، ويعتبر وجود الحزب حاليا إنما اتى بإرادة اميركية بللاحتفاظ به كورقة ضاغطة على الحكومة لمنعها من التخندق إيرانيا.

ويقول العبيدي "الإدارة الامريكية تحاول عادة الاحتفاظ بأوراق ضاغطة على الحكومة العراقية، ولهذا لم تكن جادة في اعتقال الدوري مثلما فعلت مع صدام"، ويضيف "هي طبعا قادرة على فعل ما تريد لكنها والحكومة المركزية ترغبان بوجود شماعة لكي تعلقا عليها مسلسل العنف المتواصل في البلاد".

ثم يوضح بالقول "إذا اعتقل الدوري وانتهى دور البعث فمن سيكون مسؤولا عن العنف في العراق بنظر الحكومة؟"، ويتابع "اعتقد ان ظهور الدوري في هذه المرحلة يؤكد وجوده على قيد الحياة من جهة، فضلا عن فاعلية الحزب المحظور بمساعدة عربية من جهة أخرى بهدف إحداث توازن مع الدور الايراني".

ويرجح العبيدي أن يكون الدوري "ورقة بيد الجانب الامريكي فرضتها على بعض الدول العربية الراغبة باللعب على الاوتار الطائفية خصوصا بعد تزايد الدور الايراني وعدم انتقاده في القمة العربية التي عقدت مؤخرا ببغداد فأرادت واشنطن عبره أن تبعث برسالة الى حكومتي طهران وبغداد مفادها ان البعث ربما سيجد ملاذا في دولة خليجية ويسبب لكم الصداع اذا خرجتم عن طوعنا".

غير ان القيادي البعثي السابق خليل ابراهيم الملقب (ابو غيداء) يعتبر أن ظهور الدوري في هذه المرحلة "رد فعل على المنهج الطائفي للحكومة الحالية ومحاولاتها الضغط على المكون السني".

ويعتبر ابو غيداء في حديث لـ"السومرية نيوز" أن "استمرار الاجتثاث والاعتقالات والتعسف وقضية بعض قادة القائمة العراقية، كالهاشمي والمطلك، فسح المجال لبعض الدول ان تدعم الدوري وتعطيه الضوء الاخضر في الظهور"، ويضيف "ربما سيعلن عن وجوده بوصف قيادي في احدى الدول كالسعودية أو قطر وهذا طبعا بمساعدة امريكية".

بدوره يرى عبد الوهاب ابو زينب وهو قيادي بعثي سابق ان "الرسائل التي يحملها خطاب الدوري متعددة..أبرزها تخص الاعضاء والمتعاطفين مع البعث بسبب سوء البديل وعدم اكتراثه بحاجة الشعب، وكأنه يقول لهم انا موجود وأستطيع ان اعمل تغييرا معينا".

ويستطرد "فيما تركز الرسالة الاخرى على الدول العربية ومنها الخليجية والتي شعرت مؤخرا بالخطر الايراني الذي بات يهددها، وعليها أن تتحالف مع البعث ضد إيران"، على حد قوله.

ويواصل قائلا "أما الرسالة الأخرى فهي محلية وتحمل خطابا موجها للحكومة الحالية لفتح باب الحوار والبدء بصفحة جديدة ولكن اسلوب الخطاب لم ينجح في ايصال هذا الأمر لأن اللغة المتعالية والعبارات القديمة أفسدت هذا الهدف".

ولم تستبقل رسالة الدوري من قبل البعثيين باستحسان، إذ نشرت العديد من الرسائل على الانترنيت من "مناضلين قدماء" يطالبون فيها اعضاء الحزب بالاجتماع وإعلان رفضهم لما جاء في الخطاب وذلك بالدعوة السريعة لعقد مؤتمر قطري أو مجلس حزبي لمناقشة ما "التصرفات الفردية غير المسؤولة للرفيق الدوري".

وتتساءل إحدى تلك الرسائل "كيف يكافأ الرفيق ( قائد الجهاد والمجاهدين)، الدولَ التي انطلقت منها جيوش العدوان لتحتلَّ العراقَ بكلِّ هذا الثناء (في إشارة منه إلى الدول الخليجية) ولا يدعو لنصرة النظام القومي الوطني في سورية البعث ؟ أين قيادة البعث المناضلة وقواعده الباسلة من هذا التصرف الفردي في كيل الثناء لمن دمّر العراق من محميّات الخليج العربي ودوله وحكّامه المشبوهين".

وتعد كلمة الدوري المتلفزة اول ظهور عياني له منذ سقوط نظام صدام حسين في عام 2003، وأول دليل حسي على بقائه على قيد الحياة بعد اختفائه منذ ذلك الوقت وانتشار شائعات عن وفاته نتيجة اصابته بسرطان الدم الذي يعاني منه منذ فترة طويلة. وعلى الرغم من ظهور تسجيلات صوتية له خلال السنوات الماضية فإن المراقبين دائما ما كانوا يشككون بها خصوصا مع اعتقال اغلب مسؤولي النظام السابق وعلى رأسهم صدام حسين الذي اعدم نهاية عام 2006.

كما يعد ظهور الدوري المطلوب للسلطات العراقية بتهمة قيادة العمليات المسلحة بزي عسكري وبرتبة المهيب الركن والتي كان الرئيس  العراقي السابق صدام حسين الوحيد الذي منح مثل هذه الرتبة العسكرية، بصفته القائد العام للقوات المسلحة العراقية والأمين العام لقيادة قطر البعث العراقي، اشارة الى ان الدوري يعتبر نفسه الزعيم الفعلي لحزب البعث العراقي في الوقت الحالي.

وتأتي كلمة الدوري بمناسبة الذكرى الخامسة والستين لتأسيس حزب البعث في السابع من نيسان في العام 1947 متزامنة مع الذكرى التاسعة لسقوط نظام صدام حسين في التاسع من نيسان عام 2003.

وكانت القوات الأميركية قد سيطرت بشكل شبه كامل على العاصمة العراقية بغداد في التاسع من نيسان عام 2003 وأسقطت تمثال الرئيس العراقي السابق صدام حسين في ساحة فردوس لتعلن إسقاط نظامه، بعد ثلاثة أسابيع من العملية العسكرية للجيشين الأميركي والبريطاني التي بدأت في التاسع عشر من آذار عام 2003.

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced