أم عباس.. أول امرأة عراقية تمارس مهنة النجارة
نشر بواسطة: Adminstrator
الأحد 08-03-2009
 
   
خالد النجار/ بغداد     
أرشدني أحد الزملاء الصحفيين في بغداد الى كتابة موضوع عن حالة استثنائية لإمراة عراقية تحدت الزمن والصعاب، وكافحت من أجل ان تحصل على لقمة العيش وسط مصاعب وشظف الحياة.
"أم عباس" إمرأة اقتحمت عالم الرجال، واختارات أحدى أصعب  المهن، وهي مهنة (النجارة)، لتكون أول امراة تمارس النجارة بكل معنى الكلمة، واتخذتها مهنة تعتاش منها من اجل تربية أبنائها، بعد ان حرمها الزمان من زوجها الذي اعدم في زمن الحروب والمآسي زمن النظام البائد.
ولكي نتعرف على عمل هذه المرأة وكيف بدأت واين وصلت، التقى PUKmedia أم عباس، حيث تحدثت قائلة: إن الظروف التي دفعتني الى ممارسة هذه المهنة  الصعبة والقاسية والتي لايمارسها سوى الرجال هي قساوة الحياة والحاجة الى  المادة، وبسبب كوني أصبحت أرملة، وأنا بعمر صغير، حيث أعدم زوجي في زمن النظام المباد وكان عمري آنذاك 18عاماً، وقد رزقت منه بطفلين هما (عباس ومحمد) وكانت ظروفنا المعيشية صعبة جداً، وهكذا بدأت لاول مرة بمارسة مهنة (النجارة)في العام 1984.
وتضيف أم عباس: في البداية عملت بعدة أعمال مختلفة من بيع وشراء لاشياء بسيطة، حيث كان يساعدني والدي آنذاك في معيشتي مع آولادي، ثم توفي والدي بعد سبعة أشهر من إعدام زوجي فتقطعت بنا سبل الحياة، واضطررت الى العمل في النجارة، وتعلمت فنونها شيئاً فشيئاً، وأصبحت لي الرغبة الكاملة في العمل بالنجارة، وعرفت كل طرق وأساليب هذه المهنة، وبعد فترة قمت بشراء محل، بعد ان قمت ببيع ما لدي من ذهب، وتمكنت بها من اشغال بعض العمال لمساعدتي،  وبدأت العمل لاول مرة كنجارة لي استقلاليتي في العمل.
مكا وتقول أم عباس: لم يكن الامر سهلاً في ظل الظروف الصعبة، حيث قمت بعملية الخياطة، ثم الأعمال الخشبية مثل (طقم القنفات والزوايا) من مختلف  التصاميم آنذاك، حيث كنت أتابع آخر الموديلادت من خلال المجلات والاستفسار من محلات النجارة المنتشرة ببغداد، وكنت أترك أولادي في المحل مع العمال وهم صغار في سبيل البحث عن مصادر عملي ولم أتمكن من تسجيلهم بالمدارس، ثم شيئاً فنشيئاً أصبح لي زبائن مهتمين بعملي، حيث تمكنت من استنجار محل أوسع من ذلك المحل، وقد استأجرته بمبلغ 300 دينار آنذاك، وقد ساعدني بعض النجارين وشجعوني بكل الوسائل، حتى أن بعضهم ساعدني بالأخشاب لكي أقف على قدمي، وفعلاً تمكنت من القوف في وجه تحديات الحياة، بالرغم من أن هناك نجارين ماهرين حاربوني بكل الوسائل، ولكن ذلك لم يهبط من عزيمتي في الاستمرار بالعمل من أجل الحصول على لقمة عيش شريفة مع أبنائي، بالرغم من عدم حصولي على التعليم، وأنا امراة أمية أعرف القراءة والكتابة، وكان الكثيرون  يستغلون هذه النقطة في استغفالي في العمل!!.
وتضيف ام عباس: بالرغم من ذلك فقد ابدعت في تصميم الموديلات الجديدة مع اضافات فنية، وهكذا استمر عملي وأصبت من خلال ذلك بآلام المفاصل والفقرات، وهي أحد الأسباب التي جعلت عملي أصعب من قبل، وفي اثناء ذلك سبق ابنائي الى الخدمة العسكرية وكنت اعمل لوحدي الى حين تسريحهم من الجيش، وبالرغم من ذلك فأن اجهزة النظام المقبور لم تتركنا في حالنا بالرغم من إعدام والدهم، فأن  المخبرين البعثيين آنذاك كانوا يراقبوننا ويضايقونا في حياتنا.
وتختم أم عباس حديثها : هكذا أمضيت حياتي في العمل بمهنة النجارة الصعبة، وتحملت كل شيئ في سبيل تربية أبنائي، وتعلمت أيضاً مهنة الخياطة بمهارة من والدتي، رحمها الله، منذ أن كان عمري ست سنوات، واليوم أصبح عمري 30 عاماً أمضيتها بالمهنة وسط النجارين، ولايمكنني أن أترك هذه المهنة بالرغم من الحاح أولادي على تركها والبقاء بالبيت، ولكنني سأواصل عملي الى آخر لخطة من حياتي.

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced