مظفر النواب في حضرة الهموم الجليلة
نشر بواسطة: Adminstrator
الأحد 09-08-2009
 
   
ما أن انتهت الاحتفالية التي نظمتها منظمة الحزب الشيوعي العراقي في دمشق لمناسبة الذكرى (51) لثورة الرابع عشر من تموز الخالدة، حتى توجهت كوكبة من الشعراء المشاركين في الاحتفالية (عريان السيد خلف، رياض النعماني، كامل الركابي، كاظم غيلان، فائز صبري) للقاء رمزهم في الإبداع والنضال الشاعر الكبير مظفر النواب، إلى حيث شقته التي يقيم فيها، بمنطقة المزرعة، وكان باستقبالهم عند بوابتها الصديق النبيل حازم الشيخ، ثم بحميمية عالية كان اللقاء بـ "أبو عادل" الذي كان جالسا، وملامحه طافحة بالبشر، برائحة تموز الجوري ودجلة وبردى، كان اللقاء:
يا ريل ثكل يبويه وخل اناغيله 
كيف تكون المناغاة يا أبا عادل، وأنت تلتقي هذه المرة برفيقك أبي خلدون ومن معه من تلامذتك بعد فراق مرير: 
باگه .. باگه
الموت من يحصد الوادم
باگه .. باگه
لكن الموت لم يحصدنا بعد، نحن الذين ارتضينا لأرواحنا كل الأقدار سوى الذل: 
ما بيه ابچي اگبال باب العدو واطفي اشموعك
وها هو أبو خلدون يعلن الحب لأستاذه ورفيقه أبي عادل:
أعز من روحي أعزك
وانته أعز مني
الطفولة تبتهج بنا حين نشيخ، والشباب يندفع باتجاهنا ونحن نتألق مع تموز.. ونستحضر في الذاكرة المتقدة زعيمنا الوطني الشهيد عبد الكريم قاسم، إذ يخاطبه أبو خلدون بشيء من عتاب ضمير ناصع:
منك..
كلهه منك، طب حراميهه 
ولعب بيهه وخبطهه
وشرب صافيهه 
ولربما قالها النواب ذات مرة: 
لجل عيناك 
ما مش ع الجروح احساب 
ولا نهوه
لجل عيناك يل تسوه الگباحه 
وتسوه ما تسوه 
تفگ .. وبغير دعره 
وشد حزم ورداس.. ما تسوه 
خذوهه ابگوه.. عينك عينك 
استافيهه بالگوه 
إنها فعلة من يجيد الغدر، ولا يجيده سوى قطيع من الفاشست والقتلة .. سجون ومناف وأحلام مؤجلة ومعلنة، تفان لا حدود له برغم عصف الويلات وتكالب المجرمين علينا، انحناءة أمام معلم مناضل كالنواب ما هي إلا إعلان عن انتصار القيم المثلى ودرس في أخلاقيات المناضل المبدع: 
ادگ روحي نذر للجايب ابشاره
واورجك عالجروح المالهن چاره
يهلبت مات جيفاره
الثورة لن تخمد، والبال لن يهدأ لطالما هناك إصرار عال على مواصلة مسيرة إبداعية نضالية، إنهم رهنوا أرواحهم للحظة راهنة، يتجلى فيها الصدق بأعلى درجاته:
يحزب احسين 
بس منك علامه انسچ عليهم سچ 
ندچهه النوب بالدم دچ
يلن حگ الذي ينلاچ 
ويتسولف عليه اهواي 
يتعلچ 
أبو خلدون، وبكامل عنفوانه، منحنا أثناء اللقاء شيئا من العافية والمكابرة وهو يستذكر مع أبي عادل، مستنهضا به العزيمة التي تلوي عنق القهر:
"أبو عادل انته علمتنه القوة"
وهنا يشمخ أبو عادل، ويغير طريقة جلوسه، ثمة اندفاعة بانت على صدره، هذا الصدر الذي يحمل في ثناياه قلبا كلما اشبع قهراً ارتفع إبداعا، ليغيظ بهذا الارتفاع أعداء إنسانيتنا وكرامتنا:
أواكح .. 
چني ايد اتفوج ومگطوعه اصابعهه 
الأبطال لهم شأنهم في الشعر، لاسيما أولئك الذين نهلوا من رافد شيوعيتهم وإنسانيتهم قبل كل شيء: 
(عبد) ستر قميصه اعله اليعبرون 
.. هي هكذا، مخافة أن تكشفهم أعين زوار الفجر ومصابيح مسلحاتهم التي تطارد الثوار، ولكن عبداً يريد حمايتهم، هذه مزايا من يحبه رفاقه، ويحبه الناس، لأنه محب لإرادته وأحلامه الوردية: 
عبد.. هلگد طمع بمحبة الناس 
وتريد اشگد بعد تنحب يمحبوب
تلك الساعة أو الأقل بقليل، كانت بمثابة زمن كامل لنا، بعث بنا نشوة استثنائية: 
"عيني عريان أشكرك على هاي الزيارة"
هكذا تدفقت هذه الكلمات من فم أبي عادل برقة الشاعر، ووفاء المعلم، وهكذا غادرناه مبتهجين بيوم عظيم لا يعوض، على أمل أن يتجدد في الشهرين المقبلين.

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced