الزواج (كصة بكصة).. ظاهرة اجتماعية مرفوضة وبركان قد ينفجر في أي وقت
نشر بواسطة: Adminstrator
الأربعاء 19-08-2009
 
   
ميسان (آكانيوز)
فوجئ جعفر صادق محمود (40 عاما) بان شقيقته عادت الى منزل والدها وهي تبكي بعد ان طردها زوجها من المنزل بلا أي سبب مبرر .. الا انه استدرك مع نفسه فتذكر ان السبب المباشر ربما ذهاب زوجته الى أهلها بعد حصول خلاف عائلي بينهما.
يقول الدكتور علي عبد الحسن أستاذ علم النفس في جامعة ميسان لوكالة كردستان للأنباء (آكانيوز) ان "موضوع الزواج بطريقة (الكصة بكصة) الزواج (امرأة مقابل امرأة)  الذي كان سائدا في المجتمع القروي محكوم بالفشل في الغالب وله تداعيات تنعكس على العائلتين قد تؤول الى نتائج وخيمة تذهب ضحيتها خسائر بالأرواح من كلا العائلتين".
ويضيف ان "هكذا زواج له نتائج نفسية  تظل أثارها عالقة لمراحل متقدمة من حياة المرأة، لكنه استدرك قائلا ان "هذا ليس قاعدة فهناك زيجات ناجحة بعد ان حصل الانسجام بين الزوج وزوجته والعائلتين معا وهذا بالطبع يعود للوعي الثقافي والاجتماعي للشخص نفسه".
في حين يرى المحامي سعد حيدر ان "قانون الأحوال الشخصية منح حق الزوج أو الزوجة بقيام الدعوى الجزائية لظاهرة التزويج بالإكراه أو الزواج (كصة بكصة) مالم يتوفر عنصر الرغبة من كلا الزوجين".
ويقول ان "المادة التاسعة من قانون الأحوال الشخصية رقم 188 لسنة 1959 وضعت حلا لهكذا حالات، ومن يخالف ذلك يحكم بالحبس مدة لا تزيد عن ثلاث سنوات، او بالغرامة اوبكليهما، اذا كان قريبا من الدرجة الأولى للفتاة، واذا كان المخالف من غير هؤلاء".
وأضاف ان "ظاهرة الزواج هذه لها أثار نفسية بليغة تدفع ثمنها الفتاة في كل الأحوال وتنعكس على أبنائهما في حالة الطلاق".
أما الدكتور عبد الكريم زاير، أستاذ في الاشاد التربوي فيقول "تشتهر حضارة وادي الرافدين بتنوعاتها من سومر وأكد وعصر ماقبل الإسلام والعصر الإسلامي ومدرستي الكوفة والبصرة وتنوع ثقافاتها من بين الحضارات الرومانية ووادي النيل والاثنية والصينية وبالرغم من هذا التنوع الذي اغرق العالم بأفضاله وبالرغم من بعض الكبوات التي تنهض بعدها بسرعة لازالت هناك مخلفات لاترى بالعين أمام تلك المدارس".
وأضاف "ولكن تأثيراتها واضحة للعيان وهو زواج (الكصة بكصة) سواء بين للأقارب أو بين للأغراب ولايقتصر على فئة أو شريحة مثلا كان يكون كبير السن مولعا بفتاة صغيرة ليضحي بابنته في مثل هكذا عرف وأما أضراره فهي كثيرة ومديانها لايحدها وقت واضرارالكثير منها لاتحصى على المدى  القريب منها والبعيد وقد تختل فيها ابسط المعايير وأضرارها يشمل القريب والبعيد الجنين في بطن أمه والكبير الذي قد لاتكون له صلة مباشرة سوى قربه لطرف متناحر".
واوضح ان "إضرارها النفسجسمية متنوعة والاجتماعية لاتقل عنها فمجرد أية مشكلة حتى تنتهي المسالة بمعاقبة الطرف الاخر مولدة الاكتئاب للأطفال والكآبة والهستريا للنساء والرجال ومصيرا مجهولا كلما طرق أمر المشكلة المحكمة واصحاب المشكلة".
وقال"بعد وقت متأخر أدركوا فحوى اتخاذ مثل هذا الواجب الذي قد تدخل فيه بعض الأعراف الاجتماعية المتخلفة والضعف الاقتصادي وتدخل الكبار في اتخاذ هكذا زوجات لتنتهي الأمور بابتعاد الأطفال وفرقة الأقارب وانحراف الطفل والزوجات وكتلة من الأمراض النفسية من كآبة ويأس وتأخر دراسي ومشاكل مستمرة وأهمها دمار عائلتين".
يقول الدكتور نبيل حسن ابراهيم، طبيب نفساني، ان "المشاكل التي تنشأ بين الزوجين وربما يهدم البنيان الأسري، حيث ان التفاهم يغيب عن البيوت لان الزواج  ليس قائما على الألفة والمحبة والمودة وسببها عدم تعرف الزوج على زوجته مسبقا".
وأضاف ان "مثل هكذا زواج محكوم بالفشل في اغلب الأوقات لتفاوت المستوى الثقافي بين الزوج وزوجته فضلا عن كونه محكوما بخلفيات اجتماعية ثأرية غير متوازنة ولذلك قد تنشب مشاكل في أي لحظة وقد تمتد مدياتها الى أسرة أخرى".
وطالب ابراهيم السلطات التشريعية بان "تتنبه لمثل هكذا ظواهر لازالت متجذرة في المجتمع العراقي لتجد لها حلولا ومعالجات وإلا فان استمرار هذه الظاهرة بمثابة بركان قد ينفجر في أية لحظة ممكنة وتهدد البناء الاجتماعي"

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced