قصص ثلاث عراقيات أتعبهن السفر إلى مرافىء الحزن
نشر بواسطة: Adminstrator
الإثنين 09-03-2009
 
   
من خلال هذا الملف, تقدم بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في العراق ثلاثة نماذج لنساء عراقيات حقيقيات ما زلن يعشن على أرض الواقع, بعضهن وهنت أقدامهن فما عادت تحمل أجسامهن المثقلة بآلام السنوات الحافلة بالحزن بينما تحاول اللجنة من جانبها جذب الانتباه لأوضاع المرأة هناك باعتبارها ضحية من ضحايا الحرب.


كولزار.. سنوات من الانتظار.. ولكن!
لم تكن "كولزار حسين هامشين" إلا واحدة من بين نساء كثيرات لم يستطعن أن يقلن لأزواجهن كلمات الوداع الأخيرة في لحظات الفراق غير المتوقع الذي طال أمده.

" أذكر ذلك التاريخ جيداً, كان يوم الحادي والثلاثين من مارس/ آذار عام 1991, اليوم الذي فقدت فيه زوجي إلى الأبد.. فقدته بينما كان يحاول تقديم العون إلى الآخرين الذين كانوا بحاجة للمساعدة".
بهذه الكلمات التي تخفي وراءها حزنها بدأت "كولزار" تروي القصة التي تعيش معها منذ ذلك الوقت. سنوات طويلة تفصلها الآن عن آخر مرة رأت فيها زوجها, الذي أسرع مع رجال آخرين للمساعدة في إخراج الضحايا من تحت أنقاض بيت في الجوار أصابته قذيفة ليسقط على ساكنيه, لكنها لم تره بعد ذلك أبداً.

قبل أن يتوجه مع الآخرين إلى بيت الجيران الذي دمرته القذيفة, أخبر الزوج عائلته بضرورة ترك البيت والرحيل عن المدينة لأن القوات العسكرية آخذة بالتقدم نحوها.. تركت " كولزار" البيت مع بقية العائلة, وبدأت الرحلة إلى خارج المدينة, وكانت تتوقع أن يلحق بهم زوجها في أية لحظة لكن ذلك لم يحدث مطلقاً.

وقد ظلت "كولزار" تتوقع عودة زوجها منذ ذلك التاريخ المحفور عميقاً في ذاكرتها وحتى عام 2003. " طوال 12 عاماً كان قلبي يخفق في كل دقيقة يتحرك فيها مقبض الباب, كان يتملكني ذلك الإحساس بأن زوجي يقف خلف الباب وما هي إلا لحظات ويدخل منه".. كان حزنها واضحاً وهي تنسج خيوط الكلمات وتعود بذاكرتها إلى سنين مضت.

" لكنني فقدت الأمل تماماً بعد العام 2003", تواصل "كولزار كلماتها الحزينة لأنها قبل ذلك العام تظن أن زوجها ربما ما يزال سجيناً من قبل السلطات الحكومية آنذاك مثل عديدين غيره.. ولكن بعد عام 2003 وما تلاه من أعوام فقدت "كولزار الأمل بعودته تماماً.

"كولزار" أم لابنة وشاب. وقد عانت الكثير من الصعاب من أجل أن تربيهما كما ينبغي, بينما كان الوضع الاقتصادي السيئ يطبق بفكيه عليها في عام 1991 وما تبعه من سنوات بسبب الحصار الاقتصادي الذي كان مفروضاً على البلاد.
فقدانها لزوجها أمات شيئاً في داخلها لكنها بالرغم من ذلك نذرت حياتها لطفليها اللذين تفخر "كولزار" بهما الآن كثيراً, " بعون من الله تمكنت من تربيتهما بشكل أفتخر به", تضيف قائلة.

لم يوقف فقدانها لزوجها رغبتها في العمل وهكذا راحت تعمل في حرف عديدة من بينها حياكة الأغطية التقليدية الشائعة كثيراً بين سكان مدينتها وخياطة الملابس لتتمكن من توفير لقمة لها ولأبنيها. " لكوني أرملة فإن المجتمع لا يرحم ولا يمنحني الفرصة بالعمل خارج منزلي", تقول " كولزار". و لأنها فقدت زوجها وهي بعمر 39 عاماً, فقد فضلت أن تعمل داخل بيتها خوفاً على سمعتها.

وبالرغم من كل الظروف السياسية والاقتصادية التي أحاطت بها وبغيرها من الناس وأدت إلى تدهور الحالة المعيشية, استطاعت "كولزار" أن تقف على قدميها بثبات. ودفعت تلك الظروف بعض الموسرين إلى إحصاء الأرامل والفقراء من أجل مساعدتهم ببعض المال والغذاء. تقول "كولزار": " لسنوات عديدة تصلني الحنطة من أناس يقدمون مساعدات وكانوا عوناً كبيراً لنا".

تشكر " كولزار" الله كثيراً لأنها تمكنت من تزويج ابنتها, وقريباً ستزوج ابنها أيضاً, وفي عينين مليئتين بالدموع تقول:
" ذلك سيسعد روح والدهما كثيراً".

بالنسبة لها, انتظرت "كولزار" 12 عاماً هو زمن انتظار لغائب لن يعود, لتتأكد أنها أرملة وأن ولديها يتيمان, استسلمت لذلك أخيرا.ً

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced