الصحة الدولية: 6 ملايين مريض يعانون من الشيزوفرينيا..نحن مريضون نفسياً !
نشر بواسطة: Adminstrator
الجمعة 15-02-2013
 
   
الحال نفسه كل يوم توتر بسبب الزحامات التي لا ترحم صغيراً او كبيراً ،خوف من حدوث انفجار عبوة ناسفة في السيارة التي يستقلها ، زجاج قد يتساقط على أجزاء جسدي ويقطعه الى أوصال أمام عيني ، أوهام وتردد من قطع الطرق فجأة وصعوبة العودة الى المنزل بأمان ، أفكار مرعبة تسيطر على التفكير في كل توتر أمني ، سياسي يتحدث بعودة الطائفية وما قد يحمل من رعب اذا ُطلبت الهوية  وجاءت عكس ما مطلوب من السيطرة  الحكومية او الوهمية المرابطة في الشارع الذي يسلكه كل يوم  الى منطقته! أفكار ممزوجة بخوف ورعب من المجهول حتى وصلت الى داخل المنزل يفسرها بقدوم قاتل اذا طرق باب المنزل ليلا شريط يومي يُعاد في ذاكرة العراقي الذي اصبح مصاباً بهوس اسمه الخوف من المجهول لتقوده الى الكآبة .
التشنج العصبي
صورة الكآبة اليومية التي بدأت تظهر على اغلب العراقيين المغلوبين على امرهم من حدوث أمر مفاجىء لهم يقودهم الى فاجعة احاديث تتكرر في كل جلساتهم ويسألون بعضهم البعض: متى ننام بسلام وأمان ونسير في الشوارع من دون خوف؟
جبار حسين موظف في الجامعة التكنولوجية علق قائلاً: صباح كل يوم نعيش في حالة من التشنج العصبي تجعلنا نفقد اعصابنا بشكل يدفعنا  للتدخين بطريقة غيرصحيحة تثير اشمئزاز مَن يجلس جانبنا في السيارة التي تقلنا الى الجامعة ،وكل ذلك بسبب زحام الشوارع فالطريق للوصول الى عملنا يحتاج ربع ساعة لكن بسبب الزحام يصل الوقت الى ساعة ونصف ،طبعا نصاب بكآبة وتوتر الأعصاب .
أساتذه جامعيون
اما بلقيس استاذ في كلية القانون جامعة بغداد تقول : العراقيون يعانون من خوف كبير بسبب الانفجارات التي اصبحت رفيقاً يومياً في اغلب الاحيان لكل العراقيين، فلا يكاد يمر يوم دون وقوعها يضاف الى طغيان السلبية النفسية شيوعاً في المجتمع العراقي، والسوداوية على مواقف الناس في الحياة العامة، وأشارت بلقيس في حديثها ان العراق يعيش ظروفاً سياسية واجتماعية واوضاعاً صحية ونفسية في العقود الاخيرة كأنها سيل لا يكف عن الانهمار.

ستة ملايين عراقي
يعانون نفسياً
أفادت منظمة الصحة العالمية أن ستة ملايين عراقي يعانون أمراضاً نفسية، منهم 300 ألف يعانون فُصام الشيزوفرينيا Schizophrenia)). ونبّهت المنظّمة حينها، إلى أن هؤلاء المرضى يحتاجون رعاية عاجلة وخاصة، بدا ذلك خبراً مخيفاً للعراقيين، خصوصاً أن عزوف عدد كبير منهم عن العلاج ومراجعة المستشفيات الخاصة، يعطي انطباعاً سلبياً عن مستقبل السلامة الصحيّة للمجتمع.
وبصورة عامة، يمتنع مَن يعانون اضطرابات نفسية- عقليّة في العراق، عن مراجعة الأطباء، لأنهم يرون في الأمر شيئاً مشيناً، ويفضّلون بقاء مرضهم سراً، خوفاً من النظرة الخاطئة السائدة اجتماعياً عن المرض النفسي- العقلي والاضطراب السلوكي.
العراق يتصدَّر القائمة
في حزيران (يونيو) الماضي عام 2011 أعدَّ معهد «غالوب» المتخصّص بدراسات الرأي العام، لائحة بالشعوب الأكثر إحباطاً، العراق في موقع «الصدارة» متقدّماً على 148 بلداً.
وأفادت اللائحة بأن العراقيين يلازمهم شعور بالسلبية في حياتهم اليومية، وبعد شهرين من صدور هذه اللائحة، أكّدت وزارة الصحة في بيان رسمي، أن عيادات الأمراض النفسية ومستشفياتها، تستقبل شهرياً 10 آلاف مريض، وفي السياق عينه، أوضح مستشار الصحة النفسية عماد عبد الرزاق، أن غالبية المرضى مصابون بالقلق. 
قرابة المئة شخص في عام 2011 ،يعانون من اضطربات نفسية وسلوكية وهذه جاءت وفق احصاءات غير سمية سجلت في دور الرعاية النفسية .
علـم الاجتماع
فيما أوضح الدكتور رافد قاسم طبيب نفسي في عيادته الواقعة في منطقة الحارثية التي يرتاد عليها الكثير من المرضى الذين يعانون من اضطربات نفسية مختلفة : تفشي الامراض النفسية بشكل كبير بين فئات الناس تعود الى تفشي الفساد والخوف من الحكومة والازمات المتواصلة السياسية التي يسمع عنها ، يضاف الى غياب الحل المؤسساتي والاهتمام بالجانب الصحي والنفسي، وهذا ما جعل بعض المصابين يرفض العلاج متذرعاً بدوافع اجتماعية ونظرة المجتمع اليه بأنه انساني بالمختصر"مجنون " وغالبا ما يصاب بالكآبة اُناس مثقفون ويملكون عقلية متزنة وما يحدث لهم هو خلل بسيط يُعالج بجلسات عدة يُترك فيها المريض يتحدث بطلاقه ومن دون خوف مصحوبة ببعض المسكنات المهدئة التي يجب الوقوف عن تناولها بعد مضي اشهر من العلاج النفسي .
حالات مرضية مختلفة
واشار قاسم الى ان الكثير من المرضى هن من النساء تقريبا واصابتهن تكون بنوع من الكآبة الهستيرية التي تدفع المريض الى الصراخ والهوس والخوف من الوحدة، وسبب قول ان النساء اكثر اصابة لأنهن فقدن ابناً او زوجاً او اخأ وفقدانه كان امام اعينهن أي بصراحة قتله .
وفي حالة اخرى تحدَّث عنها رافد أن رجلا كان يقود سيارته وهو دكتور واستاذ جامعي تعرَّض الى اصابات عدة في جسده نتيجة انفجار عبوة ناسفة كانت مزروعة في سيارة تقف امامه ،هذا الحادث جعله يعاني من اعراض نفسية لم ينجح بالخلاص منها حتى الآن والألم يشتد عنده كلما تذكر الحادث ويعتزل عائلته ويجلس لساعات وحده في الغرفة الخاصة به ويخاف من ان يعلم احد من أقربائه بمرضه ويصفوه بالمجنون! وهذه الفكرة وحدها تجعله يعيش الكآبة المنفردة  مع الإشارة إلى أن كثيراً من المرضى النفسيين يخجلون  الصرف من الصيدليات العامة انما يفضلون شراءها من عيادات الاطباء النفسيين .
وحقيقة العراقيين بشكل عام يرون أن المرض النفسي يشكّل عيباً، و بأن الهلوسة وانفصام الشخصية وغيرها لا تجعل المرء مريضاً، فاقد العقل، ووفقاً لتقاليد المجتمع وثقافته السائدة حاضراً فان هذا لايمكن تقبله بأي شكل كان .
واقع صحي نفسي متعب
العراق لا يحوي سوى ثلاثة مستشفيات لعلاج الامراض النفسية وهي (الرشاد و ابن رشد) في بغداد و(سوز) في السليمانية (شمال العراق). وتضمّ هذه المستشفيات 200 طبيب، يفترض أنهم يتكفلون بعلاج نحو ستة ملايين مريض وأكيد العدد اصبح اكبر من ذلك لان الاوضاع المتوترة لها تاثير كبير جدا على نفوس الناس وما يتعرضون له من ضغوطات يومية تكاد تجعلهم يعيشون في واقع مرفوض منهم لكنهم لا يستطيعون التعبير عن ذلك الا بالرفض او الاستسلام ومنهم من يختار الاستسلام الباطني ليعيش بسلام لكن بعد ان اصبح يعيش في عالم الكآبة . وينص قانون الصحة النفسية العراقي على توفيرالامكانيات والأساليب ووسائل العلاج الخاصة بالمرضى النفسيين ، لكن الواقع يشير الى ان أغلب مدن العراق تنقصها مراكز العلاج النفسي .
المهجَّرون هم أكثر
تعرضاً للإصابة
وأكد الدكتور مظفر محمد علم نفس :ان اغلب المرضى تعرضاً للازمات النفسية هم من تعرض الى الخطف والتهجير والخوف من الحروب الاهلية ومعاناة عوائلهم من الفقر والبطالة التي تقود الشباب الى الجلوس والتفكير بما سيحل عليهم غداً من فقر وضياع اذا لم يدفعوا ايجار بيت او حتى غرفة مع الإشارة إلى معاناة خاصة في صفوف الأُسر التي فقدت أفراداً لها في أحداث عنف، إضافة إلى النساء والأطفال الذين يعانون من فقدان رب الأسرة "الاب"!
والكثير من المصابين  يتحولون الى أفراد سلبيين ويائسين من الشفاء، لاسيما وان المرض لا يُكتشف مبكرا ، ويكون قد وصل المرضى الى حالة سيئة  بحيث يعجز فيها الأطباء عن علاجهم، اضافة الى ان كثيراً  من العراقيين  يُعاني من الأمراض النفسية لكن قلة الوعي وعدم الاهتمام بالمعالجة يؤديان الى تراكمات تسفر عنها محاولات انتحار او عمليات قتل او نزاعات!
حادث بابـل والانتحار
يُذكر ان الحادث الذي نشر في الصحف عن انتحار الشاب علي سويدان (25 سنة) في محافظة بابل (100 كم جنوب بغداد)، بإطلاق النار على نفسه،  خير مثال على غياب الرقابة النفسية الصحية وعدم توفر المؤسسات العلاجية  النفسية حيث يُشير شقيقه عصام الى ان الأسرة كانت تتوقع انتحاره في أية لحظة لاسيما وانه لم يعالج منذ نحو خمس سنوات . ويعتقد عصام ان احد الأسباب التي سببت في ارتفاع حدة الكآبة لدى علي ، عدم تفهم المجتمع له ، ونعته بصفات المرض حيث كان يسمعها كل يوم يصدر ذلك في الغالب من قبل الفتيان والأطفال الذين ما ان يجدونه وحيدا في الشارع حتى يسرعوا في إيذائه، ولم تجد أسرة عصام مصحاً نفسياً يستعيد فيه علي صحته النفسية ويستعيد بعضاً من أسباب التشبث في الحياة لكن ذلك بدا صعباً أمام عدم توفر المصحات المتخصصة .
السياسي مَن جعل
العراقي كئيباً !
تقول سميرة فارس معلمة في متوسطة  الأحرار : إن الحكام المتحاصصين يُحبطون آمال وأُمنيات  العراقيين  مجدداً لان الذين انتخبوهم تصارعوا في ما بينهم ليس لخدمة الشعب ،بل لسرقة امواله او ما زالوا يصرون على عدم تقديم أي منجز سوى الوعود والسراب وعمدوا الى ترهيب الابرياء بالمفخخات والكواتم لغرض الاستمرار بالتسلط والسيطرة عليهم، ويعلق موفق ويعمل كاسباً قائلاً: ان لا وحدة وطنية ولا انجازات ولا جامعات  ولا علاج ولا سكن كل شيء منهار وبعد كل هذا القهر فما يتبقى لنا غير الكآبة التي  تتجذر فينا يوما بعد يوم، ينهبون حقوق المظلومين مما رزق الله بشراهة عجيبة ! طبعا الكآبة مصير كل عراقي .
أغلب العراقيين مصابون بالإحباط اليوم فقبل عام 2003 كانوا ينتظرون تغييراً يخلصهم من الوضع السياسي والاقتصادي المتردي نتيجة الحصار والعقوبات مما آلت اليه الامور، بل ان بعضهم يقول لك انه فقد الأمل في الاصلاح.  وعلى الرغم من صدور قانون الصحة النفسية العراقي في عام 2005، الذي هدف إلى تأمين رعاية مناسبة للمُصابين باضطرابات نفسيّة، إلا أنه مازال حبراً على ورق، ولم يدخل حيّز التطبيق!

المدى
بغداد/ إيناس طارق

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced