الحبوب المنومة تضعف الذاكرة
نشر بواسطة: Adminstrator
الثلاثاء 19-02-2013
 
   
تزايدت ظاهرة تناول العقاقير المنومة في انعكاس طبيعي لتطورات العصر وسرعة إيقاعه، وتلاحق أحداثه التي تشغل الفكر، وتقف حائلًا أمام الاستمتاع بنوم هادئ.. ولكن الأطباء حذروا من خطورة التعود على تناول المنومات، حتى لا يتحول الأمر إلى إدمان يصعب التخلص منه، إضافة إلى أنها تؤثر على النشاط الطبيعي لأجهزة الجسم، وتولد عقب الابتعاد عنها خللًا في وظائف النوم، وصعوبة تزيد عن سابق العهد في الاستسلام إليه.

وكشف العلماء عن بعض الآثار الجانبية الضارة لهذه العقاقير عندما أوضحوا تأثيرها السلبي على بعض أمراض القلب وصعوبة التنفس خلال النوم، وكذلك أثرها على حيوية الشخص خلال ساعات العمل وفترة النهار، ومنها فقدان الذاكرة المؤقت، والشعور بالنعاس الدائم، الذي يصل أحيانًا بالفرد أن يسقط دون أن يقصد.

وفي حالات قليلة تكون المنومات دواءً لازمًا، مع الأخذ في الاعتبار ضرورة وصفها ومتابعة تناولها من جانب طبيب متخصص، لتحديد الجرعة المطلوبة، ومدة المداومة على تعاطيها، وأخيرًا التوقيت المناسب للإقلاع عنها، وتتجلى أهمية الطبيب في المواءمة بين جرعات الأدوية الأخرى المرتبطة بأمراض معينة وحالات الأرق التي تصيب الإنسان، حيث انتهت التجارب العلمية إلى وجود علاقة بين بعض أدوية الاكتئاب وارتفاع ضغط الدم وبين معاناة الشخص من الأرق، مما يستدعي إشرافًا طبيًّا ينظم هذه العملية.

آلية النوم

وأوضحت إحصائيات طبية حديثة أن ثلث سكان العالم تقريبًا يعانون الأرق، وأكثر هذه الفئات معاناة هم كبار السن، وهي ظاهرة طبيعية تصاحب التقدم في العمر، فبعد بلوغ الستين يستغرق الشخص في النوم ساعات محدودة، ومتقطعة، ويلاحظ أنه ينام متأخرًا ورغم ذلك يستيقظ في ساعات مبكرة من الصباح، وأرجع العلماء هذه الظاهرة إلى قلة النشاط الذي يبذله كبير السن، ومخالفة أسلوب حياته "للفطرة الإلهية" التي اعتادها البشر، فالمفترض أن النوم فترة للراحة والتخلص من تعب النهار، وهذا لا يحدث في منظومة حياة الكبار غالبًا، لذلك ينصح العلماء من تقدموا في العمر، بممارسة نشاط رياضي خفيف أثناء النهار، أو القيام ببعض الأعمال اليدوية البسيطة، وإذا تكرر القلق الليلي يجب ألا يترددوا في قراءة كتاب أو مشاهدة التليفزيون بمجرد شعورهم بالأرق؛ لأنه بمثابة بذل نشاط، يساعد الجسم بعد ذلك على الرغبة في التمتع بالراحة من خلال النوم، والمراهقون يحتلون المركز الثاني في القائمة، ولكن اضطرابات النوم لدى المراهق مرتبطة بمواسم معينة، أبرزها فترة الامتحانات، فالأرق قد يكون طبيعيًّا بسبب الحالة النفسية المتوترة للطالب، أو نتيجة لتناول المنبهات بصورة متعمدة، للتمكن من الاستيقاظ أطول فترة ممكنة.

وتشير الدراسات والأبحاث من جامعة "لينكولن" وكلية الطب بجامعة هارفارد وجامعة كونيكتيكت، إلى الخطورة المترتبة على تناول المنبهات وإجبار الجسم على اليقظة؛ لأن جسد الإنسان بطبيعته يحتوي على ما يسمى "بالساعة البيولوجية"، وهي المنظم "الرباني" للنوم واليقظة في حياتنا، ولها نظام خاص يعمل الجسم وفقًا له، فيكون له عدد ساعات أمثل للنوم، ومواعيد أقرب للثبات في الاستيقاظات، وهكذا وأي محاولة لتغيير آليتها، كالنوم صباحًا والسهر مساءً، تسبب خللًا في وظائف الجسم، وشعورًا دائمًا بالإرهاق والتوتر العصبي. وبعد عدة تجارب حاول العلماء إثبات عدم وجود علاقة بين الاستغراق في النوم وارتباطه بالليل، لكن جاءت النتائج محبطة لاستنتاجاتهم، وخلصوا إلى أن اكتمال دورة النوم ووصولها إلى أعلى المنحنيات متعلق باختفاء ضوء النهار واكتمال ظلمة الليل بشكل طبيعي، ولا علاقة بهذا بالتعتيم المفتعل، وكذلك بالهدوء والسكون.

حقائق زائفة

ويوصي البروفسير "نيورشان سيرواردينا" بجامعة "لينكولن" وكلية الطب بجامعة هارفارد وجامعة كونيكتيكت، بنوم الليل، وعدم التأخر في الاستيقاظ نهارًا؛ لأن ذلك ينعكس على رغبة واحتياج الأجهزة الحيوية للنوم مساءً، كما أنه يسهم في الانتقاص من حجم النشاط المعتاد ويدفع للخمول، وكذلك الحال مع نوم القيلولة الذي وضع له العلماء حدًا أقصى ثلث الساعة، وهي الفترة اللازمة لاستعادة النشاط واستكمال مزاولة الأعمال المهنية، فإذا زاد عن هذا الحد، تحول إلى مصدر للتراخي والكسل.

وينفي العلماء "عدد ساعات النوم المثالية"، مبررين ذلك باختلاف طبيعة أنشطة الأفراد وعمل أجسادهم، فهنالك من يحتاج النوم 4 ساعات يوميًّا، وآخر يحتاج لأكثر من 9 ساعات يوميًّا؛ بسبب ما يبذله من عمل شاق، وأحيانًا يمتلك الشخص ملكة خاصة يستطيع بها الاستمرار لساعات طويلة في عمل مرهق، ويكتفي بساعات بسيطة من النوم لا يفقد معها نشاطه وقدرته على المواصلة. العلماء حددوا خطورة الأرق الذي يتعرض له الإنسان في الانتقاص من نشاط المخ بسبب تعرض خلاياه للإرهاق، مما يسهم في التعرض إلى النسيان وقلة الاستيعاب والفهم الخطأ؛ لأن المخ أثناء فترة الراحة أو النوم يقوم بتخزين المدخلات المعرفية التي تلقاها أثناء النهار ويعمل ليلًا على فرزها وتصنيفها والاحتفاظ بها في الذاكرة، وبذلك يسهم الأرق في حدوث الخلل، كما أنه يؤثر على النمو الطبيعي للأطفال والمراهقين، بالحد من إفراز هرمون النمو الذي يتم إنتاجه أثناء النوم، وللأرق أسباب عديدة منها، كثرة تناول المشروبات المنبهة وهي ما تعارف العلماء على تسميتها "المشروبات الداكنة" كالقهوة، والشاي، والكوكاكولا، وأيضًا الأطعمة أو العصائر المحتوية على فيتامين "ج"، كالليمون واليوسفي والموز والبرتقال والجوافة، ونصحوا بالابتعاد عن الأطعمة الدسمة مساءً بقدر الإمكان وكل ما هو مجهد للأعصاب ومسبب للتوتر والعصبية، ووصف العلماء النوم بالقطار الذي يجب اللحاق به فمتى شعر الإنسان بالنعاس اتجه فورًا للاستسلام إليه، حيث إنه دورات، وإذا انتظر الإنسان حتى تمر دورة راح عنه الإحساس بالنعاس، وتحتم عليه الصبر لحين بداية المرحلة التالية، ويقدر العلماء مدة الدورة الواحدة بساعة ونصف.

محاربة الشخير

وركز الأطباء على "الشخير" باعتباره من أهم أسباب القلق أثناء النوم، سواء تسبب في إزعاج للشخص نفسه أو من ينامون معه في الغرفة نفسها، وأوضحوا أنه نتيجة حدوث ارتخاء في الفك السفلي للفم وصعوبة التنفس من الأنف، بسبب التهاب الأنسجة أو وجود خلل في اللوزتين وباقي أعضاء الجهاز التنفسي، ويصدر الصوت لعدم وجود مساحات كافية تسمح بدخول وخروج الهواء، فيحدث الارتجاج بينه وبين جدران الفم، ولا زالت الجراحة هي الحل الوحيد للقضاء عليه إذا استعصى علاجه بالطرق البسيطة، كتمرينات غلق الفم وتحويل التنفس إلى الأنف، وذلك باللجوء إلى المداومة يوميًّا عند الاستعداد للنوم بغلق الفم والاتكاء على الأسنان لحين الاستغراق في النوم، ومع التكرار يعتاد الشخص على ذلك، أما الجراحة فقد أثبتت نجاحها بنسبة 95% .

ويعرض العلماء لبعض البدائل التي تغني عن المنومات وتقدم حلًا شافيًا للمريض، كتمارين الاسترخاء وتتم بإرخاء جميع عضلات الجسم أثناء التمدد على فراش وثير، والبقاء في حجرة مظلمة أو تتسلل إليها إضاءة خافتة بمصاحبة موسيقي ناعمة، والتجول بالخيال في ذكريات سعيدة أو باسترجاع منظر طبيعي هادئ، وشيئًا فشيئًا يستغرق الشخص في النوم، أو عن طريق تدليك عضلات الجسم ومناطق محددة في القدم وهي المسئولة عن منطقه النعاس في المخ، فالتعامل معها بأسلوب حركي بذاته ينشط هذه المنطقة في المخ ويساعدها على إفراز الهرمون المسئول عن ارتخاء الأعصاب ومن ثم النوم، إضافة إلى ذلك الوخز بالإبر لاستثارة ذات المراكز في المخ، أو تناول فنجانين من منقوع زهر البرتقال بعد العشاء وقبل النوم، بمعيار 15 جرامًا من زهر البرتقال لكل لتر من الماء.

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced