ست لوحات زاهية في مؤتمر رابطة المرأة العراقية
نشر بواسطة: Adminstrator
الخميس 21-02-2013
 
   
انتصار الميالي
حقق المؤتمر الثامن لرابطة المرأة العراقية غايته في الحضور الكبير والمتنوع سواء من خلال الحشد الموجود او من خلال باقات التهنئة التي توالت على الرابطة في مؤتمرها الثامن،وسرّ نجاحه يكمن في تنوع الفعاليات وكذلك الحضور،فكان حفل الافتتاح مميزاً بعد ان امتزجت الكلمة الهادفة مع صوت الشعر على انغام الموسيقى والغناء،ونجح المؤتمر من خلال ايجاد السُبل الكفيلة في اخذ المرأة لدورها الحقيقي في المجتمع ومحاربة أدوات تهميشها والنََّيل منها في العراق الديمقراطي الجديد،وما يميز الرابطة هو قدرتها على الانتشار في عموم محافظات العراق لنبذها الدائم للتقسيمات العرقية والطائفية والدليل هو افتتاحها لفروع جديدة لها في عدد من المحافظات وعدد من الدول الأجنبية.

اللوحة الأولى.. حفل الافتتاح
حفل الافتتاح الذي ابتدأ بأنشودة موطني للفنان علي حافظ  ثم تلاها الوقوف دقيقة صمت على أرواح شهيدات الحركة النسوية وشهيدات الرابطة وشهداء العراق ، شارك في حفل الافتتاح عدد من النواب والمسؤولين وممثلي الوزارات والمؤسسات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني والأحزاب السياسية وعدد من المنظمات النسوية والشخصيات الوطنية، وتضمن برنامج الاحتفال عدداً من الكلمات لرابطة المرأة العراقية وشبكة النساء العراقيات وشبكة المستقبل الديمقراطية العراقية وكلمة المرأة الكردستانية ، وباقات من الورود والبرقيات ، تهنئة من نائب رئيس الوزراء روز نوري شاويس  ولجنة تنسيق الخارج وفروع لندن واستراليا وجمعية المرأة البحرينية والاتحاد العام لنقابات العمال في العراق ونقابة الفنانين والاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق ومؤسسة المدى للإعلام والحزب الشيوعي العراقي والمجلس العراقي للسلم والتضامن والتيار الديمقراطي ومؤسسة النور للثقافة والإعلام والاتحاد الأوروبي ومنظمة البدائل الكندية التي باركت انعقاد المؤتمر الثامن متمنية للمؤتمر نجاح أعماله لمواصلة النضال لدعم قضايا المرأة وتحسين واقعها وحماية حقوقها بما ينسجم ومرحلة بناء عراق مدني ديمقراطي ، كما تضمن المنهاج قصائد شعرية للشاعر الدكتور حسين القاصد والشاب رائد الأسدي وفقرة الغناء العراقي للفنان محمد زبون ، ولو تفحصنا حفل الافتتاح لاستنتجنا إن للرابطة حضوراً جماهيرياً جسدته الباقة الملونة من المؤيدين والمساندين والداعمين والمدافعين عن حقوق المرأة.
اللوحة الثانية...المندوبات
امتلأت قاعة المؤتمر بالمندوبات ومن فروع الرابطة كافة في الداخل والخارج التي امتازت في عضويتها أعضاء الاجتماعيات وأديان شعبنا العراقي، ومن مختلف طبقاته وفئاته الاجتماعية ، لقد كانت حقاً تركيبة رسمت اللوحة الجميلة والحقيقية للنسيج العراقي التي انفردت بها الرابطة كمنظمة من منظمات المجتمع المدني المدافعة عن حقوق المرأة، لقد مثـَّلت المندوبات الخريطة الطبيعية للشعب العراقي المتميز بتنوعه القومي والديني وبتعدد فئاته وطبقاته الاجتماعية . وأجمل ما جسدته تلك اللوحة الجميلة المتعددة الألوان هو الحضور المتميز للبراعم الشابة والواعدة بالحب والتفاني من أجل الإنخراط في العمل الرابطي والإنساني ، تركيبة قلَّ نظيرها بين المنظمات وهي تؤكد على حقيقة إن الرابطة وعلى مدى عمرها النضالي الطويل هي منظمة تضم جميع النساء من طول البلاد وعرضها ، إن هذه التركيبة الوطنية للمؤتمر العابرة للطوائف والقوميات والأديان تؤكد لنا إن رابطة المرأة العراقية هي المنظمة الأم وهي النموذج الأمثل لتوحيد جهود كل النساء العراقيات بما تمتلكه من خزين وطني وتأريخ نضالي طويل وقوة تنظيمية قادرة على رسم تطلعات النساء خصوصاً والشعب العراقي عموماً.
اللوحة الثالثة....شعار المؤتمر
عُقد المؤتمر الثامن في بغداد وفي ظروف ما زالت تتسم بالتعقيدات الأمنية والسياسية التي يعيشها البلد بشكل عام والمرأة بشكل خاص لتواصل الرابطيات تحديهن لكل الظروف القاسية التي تواجهها نساء العراق على الرغم من الصراعات التي تدور في الساحة السياسية والتي عرقلت بناء دولة القانون والمؤسسات وانعكست سلباًً على مجالات العمل وسببت في تراجع دور المرأة في مواقع كثيرة، هو لم يكن مؤتمراًَ شكلياَ وإنما كان مؤتمراَ نوعياَ تميزت فيه المشاركة الواسعة الفاعلة في أعمال المؤتمر وفي حواراته الديمقراطية التي جسَّدها شعار المؤتمر ( بتوحيد جهود الحركة النسوية نواصل النضال من أجل أن تنال المرأة العراقية حقوقها الكاملة في عراق مدني ديمقراطي ) الذي يعبـِّر عن الحاجات الفعلية والموضوعية لواقع المرأة العراقية  والمهام و التحديات الأساسية والعملية التي تطرحها المرحلة أمام جميع منظمات المجتمع المدني في سبيل بناء عراق مدني ديمقراطي ، وهذا لا يمكنه إن يتحقق إلا بتوحيد جميع الجهود وتضافر الحركة النسوية لمواصلة النضال والدفاع عن قضايا المرأة العراقية لتنال كامل حقوقها المشروعة والمتساوية التي كفلها الدستور العراقي والمواثيق والاتفاقيات الدولية.

اللوحة الرابعة...تقرير أوضاع النساء ( تحديات ونضالات)
هنا لمست في جلسات المؤتمر وعبر المداخلات والحوارات وفي العديد من القضايا الجوهرية التي تضمنها التقرير السياسي عن أوضاع النساء بين مؤتمرين والذي يؤشر مدى الاهتمام الواضح الذي تبذله رابطة المرأة العراقية في تحديد الأبعاد السياسية والاجتماعية والاقتصادية والأوضاع الأمنية المعقدة والتحديات التي تواجهها المرأة العراقية ولعل أبرزها الصراعات السياسية والعنف بكل أشكاله المختلفة وغياب الحماية القانونية التي أدت إلى تراجع دور المرأة ومستوى مشاركتها في المستويات كافة ، إضافة الى التغييب المتعمد والتهميش المقصود للمرأة كشريك أساسي في عملية البناء، فضلا عن الكثير من المؤشرات السلبية التي تقف عائقاً أمام تطلعات النساء العراقيات اللائي حُجم دورهنَّ في المجالات كافة.وانطلاقاً من تحليل الواقع الذي أكده التقرير والذي امتاز بأهميته لما تضمنه من حلول ومعالجات أقرها المؤتمر، التي من شأنها أن تكون خارطة الطريق لكل المعنيين والمدافعين والمهتمين بقضايا المرأة للتغلب على الصعوبات والتحديات والتي أهمها:
• توحيد جهود الحركة النسوية على أساس الحقوق المشتركة للنساء عبر صيغ التنسيق والعمل المشترك من اجل نشر ثقافة التسامح واحترام الآخر وتعزيز الحوار وضمان تكافؤ الفرص وتحقيق المساواة في الحقوق.
• مواصلة السعي لتخليص الدستور من الثغرات التي يعاني منها في ما يخص المرأة ، بما يكفل المساواة التامة بين المرأة والرجل في كل الميادين والمستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعلمية والفنية من دون إستثناء.
• إلغاء وتعديل جميع القوانين المخالفة للائحة حقوق الإنسان واتفاقياتها على جميع أشكال التمييز ضد المرأة ( سيداو ) ، وتلك التي تستهين بدور المرأة ومكانتها في المجتمع أو تشرِّع التمييز ضدها.
• دعم جهود المرأة للحصول على فرص عمل وضمان تمكينها الاقتصادي ، وتأمين أجرٍ مساوٍ لأجر الرجل في العمل وإلغاء جميع القرارات التمييزية التي تفضِّل توظيف الرجل على المرأة.
• تأمين فرص مناسبة لمساعدة المرأة في تحمـُّل أعباء تربية الأطفال مع الرجل ، من خلال فتح دور الحضانة ورياض الأطفال ودور للاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة.
• خلق الظروف المناسبة التي تضمن المشاركة الفعالة للمرأة في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية ، وزيادة نسبة الكوتا إلى 30 % كحد أدنى من اجل التوازن في النوع الاجتماعي وانسجاماً مع مضامين قرار مجلس الأمن رقم 1325 لضمان مشاركة النساء بشكل أوسع في الحكومة والبرلمان ومجالس المحافظات وداخل الأحزاب وجميع مواقع صنع القرار، معتمدين على الكفاءة العالية بعيداً عن نهج المحاصصات الطائفية والتوافقات السياسية.
اللوحة الخامسة...وثائق وتصورات ورؤى
كان المؤتمر الثامن الترجمة الحقيقية للديمقراطية بدءاً من تشكيل اللجان وصولا إلى إدارة الحوارات وعرض المداخلات ودراسة المقترحات التي كان لها دور مهم في نجاح أعمال المؤتمر وهي من وجهة نظري كان لها الأثر الايجابي في زيادة وعي المندوبات الجدد إلى المؤتمر والشابات خصوصا ، وعلى سبيل المثال ضمت لجان إدارة المؤتمر عدداً من الشابات ( الرئاسة- كتابة التوصيات- صياغة البلاغ – التدقيق المالي – ولجنة الاعتماد كانت حصرا من الشابات).
والمفرح في المؤتمر هو الحماس والحرص والاندفاع الواعي من قبل المندوبات لتطوير العمل الرابطي وهذا ما تم تناوله خلال دراسة وثيقتي النظام الداخلي والتقرير الإنجازي والمالي والتي أنضجتها مجموعة من التصورات والرؤى التي تسهم في تطوير السياسة التنظيمية بعد تشخيص ودراسة الثغرات والمعوقات وتقديم المقترحات والتعديلات والحلول العملية ولعل أهمها:

التنسيق مع المنظمات ذات العلاقة من خلال تشكيل الشبكات والانتماء لها وتأسيس المنتديات والمجموعات وتطوير عملها بتفعيل العمل الجماعي في النشاطات المدنية وتوسيع المشاركة لأكبر عدد من المنظمات في إقامة حملات المدافعة عن القضايا التي تهم الجماهير عموماً والنساء خصوصاً مثل توفير الخدمات وتفعيل القوانين والحقوق والحريات.

 إقامة الدعاوى القضائية أمام المحاكم العراقية وفقاً لقانون المنظمات العراقي رقم 12 لسنة 2010.

 مراقبة برامج الأحزاب الانتخابية من حيث دعمها للنساء المرشحات خاصة ولحقوق النساء عامة ومدى مساهمتها في تحسين واقع المرأة.

 مراقبة الأداء الحكومي والإجراءات المتخذة ومدى انسجامها مع القوانين والاتفاقيات الدولية المناهضة للعنف ضد النساء.
تطوير الساحة الإعلامية والاهتمام بالموقع الالكتروني والانتشار عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

اللوحة السادسة ...مهام وإضاءات
أخيراَ ..ومن خلال تجربتي المتواضعة وعمر عضويتي الذي لا يزيد على السنوات العشر وعملي في رابطة المرأة العراقية ، أن الرابطة علمتني المعنى الحقيقي للعمل الإنساني والطوعي وهي المدرسة التي فتحت الأبواب أمام عضواتها للمساهمة في معرفة الحقوق والتعرف على القوانين والمساهمة في التخطيط والعمل لتنفيذ برنامج عملها  وتجربتي العملية تؤكد ذلك منذ مشاركتي الأولى كمندوبة في المؤتمر الخامس وحتى الآن ،ولعل من الثغرات التي يمكن الإشارة اليها هي عدم وجود شابات في السكرتارية الجديدة للرابطة التي انتخبها المؤتمر الثامن على الرغم من إن نسبة الشابات ضمن المرشحات كانت 25% ، بينما كان تمثيل الشابات جيدا في جميع الهيئات الإدارية للفروع ، كما وأن المؤتمر الثامن إمتاز بزيادة فروع الرابطة المتمثلة في المحافظات والمنتشرة في مساحة جغرافية واسعة في داخل الوطن وخارجه، وهذا يدل على نجاح رسالة الرابطة في تنفيذ مهامها حيث حققت الرابطة بناء فروع جديدة لها في كركوك والقوش وجبة واستراليا وهي الصورة المشرقة التي لوَّنت المؤتمر الثامن.

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced