عراقي من الرمادي عمره 115 عاماً يستذكر حياة مضت
نشر بواسطة: Adminstrator
الإثنين 25-02-2013
 
   
ترجمة عبد علي سلمان
نيد باركر
لا أحد يعرف على وجه اليقين كم يبلغ عمر الرجل القروي «علي عودة» لكنه محمل بذكريات رجل عاش حياة طويلة في مكان واحد. وقال: انه لن يغامر ابدا بالذهاب الى مدينة الرمادي المجاورة، خوفا من العنف السائد هذه الايام.
يعتقد البعض إن علي عودة، الذي يعيش في الجزيرة، وهي قرية قرب مدينة الرمادي يبلغ من العمر الآن 115 عاما، لكن لا أحد يعرف عمره على وجه اليقين.
وبعد الان لن يغادرعلي عودة مسقط رأسه ابدا، ذلك إن ركبتيه باتتا ترتجفان ومرض إعتام عدسة العين راح يضبب عينيه البنيتين.
وعلي لا يستطيع أن يتذكر عمره. ويقول البعض: انه يجب ان يكون في عمر 115 عاما، لكن سنه اليوم لا يبدو أكثر من 90 عاما.
وأيام علي عودة تكرار لاينتهي: يستيقظ ويصلي في السرير، وينتظر أبناءه ليجلسوا معه، ثم يتجول في الحقول القريبة التي  يعرفها منذ الطفولة، مرتديا الدشداشة وغطاء الرأس بالأبيض والأسود. ويتبادل الدردشة مع الجيران.
عالمه يتكون من المنطقة المحيطة بمزرعته في المجتمع الريفي الصغير في قرية  الجزيرة، على حافة الرمادي. ويقول عن نفسه في ما يعده أيامه الاخيرة «أنا أقتل الوقت، ليس إلّا».
ومثله مثل العديد من العراقيين المسنين في القرى والمدن في جميع أنحاء البلاد، يحظى علي باحترام خاص لطول عمره. ومنذ مدة طويلة وهو يعمل في الحقول قبل وأثناء رئاسة صدام حسين من 1979 حتى 2003، وواصل العمل خلال سنوات الحرب بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة واستمر على هذا المنوال منذ الانسحاب الأميركي. ويمثل عودة وأمثاله في نواح كثيرة قلب وروح العراق، الذين يعيشان حياة طويلة وثابتة، على الرغم من قلة مشاهدتهم وسماعهم.
وبالنسبة لعودة فثمة محطات تاريخية يشوبها الغموض - فهل كان موجودا أثناء الحرب العالمية الأولى، وهل عاش تحت الاحتلال العسكري البريطاني أو التركي، أو إنه ولد في عهد الملك العراقي الأول - لكنه يتذكر كل شيء عن حياته في هذه القرية الواقعة على بعد نحو 70 ميلا إلى الغرب من بغداد
وحينما كان صبيا عمل عودة في زراعة المحاصيل الغذائية، مع المحاريث التي تجرها الخيول اولا ثم مع الجرارات في وقت لاحق حاصدا البطيخ والطماطم والقمح. ويقول: إنه عند شروق الشمس يستيقظ ويأكل سبع تمرات وبعض اللبن المجفف قبل التوجه إلى العمل. أما غداؤه فكان حساء الذرة وقطعة صغيرة من الخبز. ويبقى هناك في الحقل حتى حلول الظلام. واليوم، باتت اوقات هذا الرجل العجوز تمتلئ باحلام اليقظة والذكريات والحكايات التي يسمعها من الجيران.
وتروعه اخبار التفجيرات. وقد سمع مؤخرا عن رجلين اثنين ظلا متروكين ليموتا بعد تفجير في الرمادي. وبات يعتريه القلق مخافة انه إن زار المدينة وحينها قد يكون جالسا في مقهى عندما يفجر انتحاري نفسه.
ولم يغادر مزرعته منذ أكثر من عامين، ويتمنى ان يعرض التلفزيون أفلاما عن احبائه البدو، وليس عن إراقة الدماء.
ويقول متخوفا من الاحتمالات «أنا لا أخاف من الموت، وهذا ليس مشكلة، أنا أخاف من العيش. فلو إنهم قطعوا ذراعي أو ساقي، فلن يكون بمقدور احد رعايتي، أنا لا أريد أن أكون من المعاقين، لذلك من الأفضل أن ابقى في المنزل فقط».
وقال عودة: انه قبل بضع سنوات أراد الذهاب إلى الرمادي وكان ينتظر ان يقوم أحد أبنائه لايصاله بالسيارة الى هناك. ولكنه وبعد أن نفد صبره قرر المشي. وتبعته سيارة أجرة وسأله سائقها عن مقدار ما سيدفع مقابل ايصاله. عرض عودة دفع دولار لكن السائق رفض، لذلك واصل علي عودة مسيره.
وبعد هنيهة جاءت سيارة اخرى وسأل سائقها عودة : لماذا ليس لديك سيارة.
فاجابه عودة» الله أعطاني سيارتي الخاصة، رجليّ هما مركبتي».
فابتسم السائق وسأله: «هل أنت من كبار السن الذين يتناولون التمر واللبن المجفف؟» فرد عليه عودة «نعم».
ابتسم السائق ابتسامة عريضة «نحن نفضل العودة إلى ذلك الزمن».
بعد روايته القصة، قال عودة بسعادة لضيفه «لقد عرف سائق سيارة الأجرة اني قوي وبصحة جيدة».
ويقول عودة: انه كان بالفعل بالغا حين طلب منه ابوه ان يتزوج ابنة عمه، واسمها هلاله. في البداية رفض، لكنه بعد ذلك وافق لأن قلبه وقع في حبها. وقامت الأسرة ببناء كوخ صغير من القصب له مغطى بألواح من صفيح لقضاء شهر العسل.
عن صحيفة لوس أنجلس تايمز

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced