منشطات وهرمونات غذائية بمتناول الشباب من دون وصفة طبية !-الأخبار

منشطات وهرمونات غذائية بمتناول الشباب من دون وصفة طبية !

	نشر بواسطة: Adminstrator
	الخميس 28-02-2013

هوس الشباب ببناء جسم مليء بالعضلات أو التخّلص من الوزن الزائد، قد يدفعهم في بعض الأحيان إلى البحث عن وسيلة سريعة للوصول لتلك النتيجة، عن طريق الأدوية المنشطة والبروتينات والمكملات الغذائية وأدوية التخسيس، الأمر الذي قد يضر بهم ضرراً بالغاً إذا ما أُخذت تلك الأدوية بصورة عشوائية ومن دون حساب.
وتتواجد تلك الأدوية في الصيدليات وصالات بناء الأجسام، كما توجد محال متخصصة تبيع هذه البروتينات والمنشطات، التي يرفض بعض اصحاب المحال تسميتها منشطات انما مكملات غذائية !

لا جدوى منها من دون ممارسة الرياضة
وحذَّر أطباء من الاعتماد الكامل على تلك البروتينات والأدوية، لأنها تحتوي على مواد غير طبيعية قد تسبب أضراراً صحية على المدى الطويل، لأنها غريبة عن الجسم، مؤكّدين أن الإصابة بسرطان الكبد وحب الشباب ونقص القدرة على الإنجاب، من أهم الأمراض التي قد تُصيب مُتعاطي تلك الأدوية.
تجاذبنا أطراف الحديث مع عامل بأحد المحال المخصصة لبيع الأدوية المنشطة، الذي قال: هناك أنواع مختلفة من البروتينات والمكملات الغذائية ولكل نوع غرض معين، فهناك أنواع لا يتم أخذها إلا مع ممارسة الرياضة والمواظبة عليها ، وهناك أنواع أخرى تأخذ كمكمل غذائي وبروتيني لمساعدة مَن يعانون من تأخر النمو أو النحافة المفرطة والسمنة وتختلف الأسعار حسب حجم العبوة ونوع الدواء، أغلب مَن يقبلون على شراء تلك الأدوية، هم الشباب، لاعتقادهم أن تأثير تلك الأدوية يشبه السحر، وبمجرد تناولها ستصبح أجسادهم كأبطال بناء الأجسام، وهذا اعتقاد خاطئ تماماً، لأن المنشطات والبروتينات تصبح غير ذات جدوى من دون ممارسة الرياضة وحتى مع ممارسة الرياضة يتحوّل تأثيرها من نافع الى ضار مع الإكثار في تناولها.
ويقول أحمد مصطفى: ممارس للعبة يعتقد بعض الشباب من أصحاب الوزن الزائد، أنه كلما أخذوا كمية كبيرة من الدواء كانت نتيجة تخفيض الوزن أسرع، بالرغم من أن ذلك من الممكن أن يتسبب في ضرر بالغ لهم، كما أن ممارسي لعبة بناء الأجسام يلجؤون الى تناول البروتينات والأمينو وهذه المواد لها أضرار ولكن مع ممارسة الرياضة تصبح أضرارها محدودة لا يجب استخدام تلك الأدوية طوال العام، فمن الممكن استخدامها، شهرين ومنعها لمدة شهر ثم المعاودة مرة أخرى لتناولها وذلك حتى لا يعتاد الجسم عليها، لأن ذلك قد يؤدي إلى خلل في هرمونات الجسم وتأثير بالغ على الأعضاء المختلفة ولن يستطيع الجسم العيش من دون تلك الأدوية في حالة الاستمرار على تناولها .
أفضل الغذاء الطبيعي عليها
ومن جانبه يقول عمار لفتة: أُمارس رياضة بناء الأجسام منذ مدة طويلة، ولم أرغب على الإطلاق في تناول تلك البروتينات، بالرغم من أنها تعطي نتائج جيدة في بناء العضلات، ولكن لها أضرار على المدى الطويل، وأفضِّل تعويض هذا بتناول وجبات غذائية صحية تحتوي على البروتين، كالدجاج واللحم المشوي والبيض والعدس والبقوليات والخبز الأسمر، ويشير إلى أن مَن يتناول هذه البروتينات لبناء العضلات لا يستطيع الاستغناء عنها على الإطلاق، لأنه بعد منعها يعود الجسم لطبيعته وتختفي العضلات لأنها تكوّنت في الأساس نتيجة مواد غير طبيعية، كالأمينو أسيد الموجود ( الكازيين ) يتكوّن من بروتين فى الحليب.
وعن التأثير السلبي على صحة الإنسان يقول الدكتور سعد عامر : هناك أنواع متعددة من الفيتامينات، وإذا هناك سبب مرضي لكي تؤخذ لتعويض النقص فيها فهذا شيء طبيعي ولكن إذا تم تناولها بكثرة هنا تكمن المشكلة، لأن لكل فيتامين في الجسم منسوبا محددا، أما المقويات فمن الممكن أن تؤخذ على فترات متباعدة وبكميات محددة وخاصة لاعبو بناء الأجسام والملاكمة، ويضيف: يمكن أن يأخذوا تلك البروتينات كل 3 أشهر ولمدة أسبوع واحد فقط ولا يفضل أن يتم الاعتماد عليها طوال العمر أو فترة كبيرة، ومع الاستمرار في تناولها قد تؤدي إلى إزدياد ضربات القلب والتأثير على ضغط الدم وتمزق العضلات، لأنها تزيد من حجم العضلة ولابد أن تؤخذ تلك الأدوية تحت (إشراف طبي).
مشاكل تناسلية خطيرة
ومن جانبه يوضح الصيدلاني زيد الساعدي: أن تلك الأدوية تنقسم على قسمين، الأول يُسمى الهرمونات الذكورية والثاني، وهي ( الأمينو أسيد ) مركبات المنشط عبارة عن بروتينات، ويقول عن مادة يأخذها الشخص الرياضي لكي يحصل على عضلات أو مساعدته على ممارسة الرياضة والمنشط بشكل عام: يؤثر سلباً على الصحة، لأنه ينبه الجهاز العصبي المركزي ويحسّن قدرة الجسم على التنافس والتدريب لمستويات أعلى ويقلل الشعور بالإعياء بعد التدريب، وأشار إلى أنه في أوائل التسعينيات اكتشفت شركات الأدوية تلك التأثيرات السلبية فتوقفت عن إنتاج عدد كبير ، مضيفًا ولكن شركات المنشطات أخرى دخلت في المجال وقامت بتزوير تلك المنتجات، واستخدمت في إنتاجها الهرمونات الذكورية وعادة كانت تستخدم تلك المنشطات للحيوانات لزيادة كمية اللحم بها وأغلب هذه المنشطات تسبب تأثيرات جانبية على جسم الإنسان قد تصل إلى الإصابة بسرطان الكبد وحب الشباب وإذا تمّ التوقف عن تناولها في فترة قليلة ( من الممكن أن تزول تلك الآثار الجانبية وشدّد على أن هناك أمراضا أخرى تتسبب فيها تلك الهرمونات، منها، ضمور الخصية، لأنها تحتوي علي هرمون التيستوستيرون -هرمون الذكورة- كما أن 50 ٪ من المتعاطين قد يصابون بضمور في الخصية و 34 ٪ ارتفاع الضغط الشرياني و 85 ٪ بحب الشباب وسرطان الكبد. وفي ما يتعلق بالتأثير على أجهزة الجسم تعاطي تلك المنشطات المختلفة، يقول: يسبب تدني القدرة على الإنجاب والخصوبة، وذلك لقلة إنتاج الحيونات المنوية وضمور الخصية، وزيادة حجم الثدي عند الرجال وقلته عند النساء، وإذا ما أُخذت في سن مبكرة تؤدي الى توقف النمو العضلي عند حد معين، كما يحدث مع لاعبي الجمباز فتتسبب الهرمونات في إصابتهم بقصر القامة، وتتسبب أيضًا في زيادة الكوليسترول الضار بالدم والترسب على الأوعية الدموية وتصلب الشرايين القلبية والدماغية وتدهور وظائف الكبد وارتفاع الإنزيمات ونسبة الصفراء فيه .

هذه مكملات غذائية وليست منشطات
على الرغم من ممانعته الحديث الينا بخصوص دور المنشطات وتأثيرها على متعاطيها إلا انه برر السبب بالقول إن الصحف والفضائيات تنقل صورة مغلوطة عن المكملات الغذائية مما تسهم بقطع أرزاقنا .
يقول أبو ياسر وهو يعمل في مركز المكملات الغذائية في منطقة الكرادة: إن هذه المكملات الغذائية كفيلة باعادة النشاط الى جسمه واعادة ما فقده من فيتامينات واحماض امينية ، كما ان الرياضي الذي يكون ضعيف البنية هو بحاجة الى هذه المكملات الغذائية واستطيع ان اقول لك بأن غالبية الشعوب الاوروبية والامريكية تعتمد في حياتها على المكملات الغذائية لانها توفر طاقة بديلة عما موجود في الطعام ، وحينما سألته: هل بالضرورة ان يتناول من يمارس رياضة ما ان يتناول المكملات الغذائية وخاصة اذا كانت تلك الرياضة هي لغرض اللياقة البدنية؟
قال : لابد من توفر المكملات الغذائية لك لأنك اولا وأخيراً ستفقد الكثير من الاشياء التي يحتاجها جسمك وانت لا تستطيع ان تذهب كل يوم لتأكل السمك واللحم والخضراوات والفواكه مجتمعة ، اما المكملات الغذائية فهي تعطيك كل هذا ، وحينما قلت له على اساس كلامك هذا فاننا نتخلى عن الطعام ونتغذى على المكملات، أجاب: إن اسمها مكملات اي انها جانب مساعد وليس رئيسياً او بديلاً عن الطعام ولكنها تكون مهمة لبعض الاشخاص الذين تمر عليهم اوقات لا يرغبون بالطعام او تصبح لديهم فقدان شهية ، وحينما حاججته بانه شخص عادي لا يملك شهادة في الطب او التغذية الطبية، فكيف يصف مثل هذه الفيتامينات والبروتينات لكل شخص؟ قال : نحن لا نصف هذه المكملات لأي شخص ولكن لدينا نسب لا نتجاوزها وخاصة للرياضيين وبحكم الخبرة نعرف ما الذي يحتاجة مثلا لاعب الحديد او بناء الاجسام او العداء؟ وكل هذا حصل من الخبرة المتراكمة والعمل الدائم في هذا الجانب.
وأضاف: إن لديه خبرة في هذه المكملات ووظيفتها فمنها ما تمنح الطاقة ومنها ما تنشِّف المياه في الجسم ومنها ما تعضد ، وكل حبوب لها وظيفتها ، اما عن منشأ هذه المكملات فقال: انها امريكية اصلية ومن ارقى المناشىء العالمية وكل علبة كُتب عليها بالوزن كمية كل مادة من الفيتامينات والبروتينات .
وعن دور وزارة الصحة في التعامل معهم؟ قال: أتمنى من لجان وزارة الصحة حينما تفتش مثل هذه المحال أن يقول المفتش أين الخطأ ، وأين الضرر في هذه المادة حتى أسحبها ولا أقوم ببيعها؟ ولكنهم يتصورون ما نبيعه هي منشطات والمنشطات هي ممنوعة دوليا ومن المستحيل ان نتعامل بها ، لكن ما موجود الان امامك هي مكملات غذائية لفيتامينات معروفة عالميا، ويكمل حديثه بالطلب من دوائر الدولة المعنية بالشباب تشجيع الصالات واصحاب محال المكملات الغذائية لكي نرى شباباً بأجسام جميلة ورشيقة على العكس من ايام النظام السابق حيث كانت صورة الشاب تمثل شكلا هزيلا بسبب غياب التغذية والتربية الجسمانية الصحيحة .

ما المكملات الغذائية؟
يُجيب د. ماهرعلاء( طبيب التغذية) على تفسير المكملات الغذائية وفوائدها بالقول :
- المكملات الغذائية هي تركيبة مستخلصة من مكونات غذائية طبيعية (حيوانية، نباتية وغيرها من المواد الداخلة ضمن الوجبة الغذائية) وهي منتجة جاهزة بمختلف الاشكال والاحجام (أقراص، كبسولات وسوائل مساحيق) تحتوي على المادة الغذائية او المركب الغذائي الذي يهدف الرياضي الى زيادة نسبته في الجسم او الخلايا العضلية للحصول على الطاقة اللازمة او لزيادة مساحة الخلية العضلية وذلك حسب الفعالية التخصصية لأجل الحصول الى اعلى انجاز رياضي، اما عن اهم مكوناتها فيذكر :
تكون المكملات الغذائية جاهزة وفق نسب محددة من المادة التي تحتويها وقد تحتوي مادة واحدة او اكثر:
- الكرياتين الأحادي (كرياتين مونوهايدرات) كرياتين نقي.
- مركب من مادتين (كاربوكرياتين) الذي يحتوي على الكربوهيدرات والكرياتين معا.
- مركب ثلاثي يتكون من ثلاث مواد مثل (كريابروتين) الذي يتكون من (الكربوهيدرات والكرياتين والبروتين (WHEY) معا، وهو حامض أميني.
وعن أهم أنواع المكملات البروتينية يقول:
- المكملات البروتينية التي تحتوي على نسبة عالية من الكربوهيدرات تعمل على زيادة الوزن.
- المكملات البروتينية
(Procomplex) التي تحتوي على نسبة متوسطة من الكربوهيدرات والسكر.
- البروتين العالي حيث يحتوي على كمية عالية من البروتين والكاربوهيدرات والفيتامينات التي لا يحصل عليها الرياضي في غذائه وتستخدم هذه المركبات مع جدول غذائي.
نـدوة جامعة بغــــداد
فيما خلص تقرير أعدته لجنه منبثقة عن جامعة بغداد أقرت فيه بعض التوصيات بخصوص المكملات الغذائية جاء في قسم منها ، طرح موضوع المكملات الغذائية أمام أنظار كل من الهيئة الاستشارية للأغذية والهيئة الوطنية لانتقاء الأدوية بهدف تحديد ماهية المكملات الغذائية، هل هي غذاء أم دواء؟ وفقاً للتشريعات والمعايير الدولية المعمول بها في الوقت الحاضر، وتشكيل لجنة وزارية لانتقاء الأدوية والهيئة الاستشارية للأغذية فضلا عن وزارات (الشباب والرياضة، التجارة، الصناعة والمعادن، الزراعة، الأمن الوطني، وزارة التخطيط والتعاون الانمائي– الجهاز المركزي للتقييس والسيطرة النوعية مع إشراك مركز بحوث السوق وحماية المستهلك والجمعية العراقية للتغذية وسلامة الغذاء كونهما المبادرين في اقامة الندوة) وتكون ابرز مهام اللجنة وضع ضوابط في استيراد المكملات الغذائية وتحديد الجهات التي تقوم بالفحص والتحليل المختبري للتأكد من مطابقتها للمواصفات القياسية وسلامتها وصلاحيتها للاستهلاك البشري، وضرورة التنسيق المباشر بين وزارة الصحة والجهات الأخرى ذات العلاقة المباشرة بهذا الموضوع من خلال تفعيل دور الأجهزة الرقابية والقيام بحملات تثقيفية وصحية إعلامية من أجل التوعية بالمخاطر الناجمة عن الاستعمال غير الصحيح لمثل هذه الأنواع من المكملات الغذائية بين الشباب بالتعاون مع شبكات الإعلام المحلية وإعلام الوزارات ، والعمل على تحديث اشتراطات منح التراخيص في فتح الصالات والقاعات الرياضية وبناء الأجسام بالتنسيق مع وزارة الصحة والجهات ذات العلاقة مع وضع ضوابط خاصة تلزم اصحاب الصالات على التعاقد مع مشرفين متخصصين بهذا المجال لإدارة القاعات من النواحي العلمية والفنية ، والقيام بحملات توعية عن مخاطر التعاطي غير الصحيح للمكملات الرياضية والمخاطر الناجمة عنها, وأن يكون استعمالها تحت أشراف طبي متخصص بالتنسيق مع وزارة الصحة، والتمني على وزارتي الداخلية والأمن الوطني في متابعة موضوع أصحاب القاعات الرياضية وحصولهم على التراخيص القانونية ومتابعة باعة الأرصفة الذين يبيعون هذه المواد وتطبيق التشريعات القانونية بحقهم .

المدى/ فرات إبراهيم