لماذا تجاهل العالم.. هرمزد رسام؟
نشر بواسطة: Adminstrator
السبت 12-09-2009
 
   
اكتشف أكثر مما اكتشفه جميع علماء الآثار البريطانيين في القرن التاسع عشر
لندن: سعدي عبد اللطيف
بمناسبة مرور أربعة اعوام على نهب المتحف العراقي، نظمت «جمعية أنهدوانا» بالتعاون مع المنتدى العراقي، والمدرسة البريطانية للآثار في العراق ونادي كيلي للحكايات البريطاني، أمسية تذكارية في «مقهى الشعر» في لندن.
وبدأت الأمسية ماريانا جيوفين خبيرة الآشوريات بمحاضرة عن الآثاري العراقي الكبير هرمزد رسام، تقول فيها إن هرمزد ضرب، بالتأكيد، أعلى رقم قياسي في العالم، لأنه عثر على عدد من اللقى والألواح الطينية الآشورية (مجموعها 134000) اكثر مما أكتشفه جميع علماء الآثا البريطانيين في القرن التاسع عشر، بل انه ايضا اكتشف اهم معلم آثاري في علم الآشوريات ألا وهو مكتبة الألواح الطينية التي أسسها آشور بانيبال، التي لاستحال من دونها علينا الاطلاع على ملحمة جلجامش.


وتتساءل مريانا: «لماذا، إذن، بعد هذا الانجاز العظيم، جرى إسقاط اسم هرمزد رسام من كتب علم الآشوريات ومصادره، وما السر وراء عدم ذيوع صيته؟».


وذكرت ماريانا ان «هرمزد رسام ولد في الموصل عام 1826 وكاد يلقى حتفه، وهو في الخامسة من عمره، من الطاعون الذي ضرب البلاد. وكان لأخيه الأكبر كريستيان تأثير حاسم على حياته. تحول رسام الى البروتستانتية، متبعا خطى أخيه، وتعلم الأنجليزية، والآشورية والكلدانية اضافة الى معرفته اللغة العربية.


وحدث ان جاء عالم الآثار ليارد الى الموصل بحثا عن القصور المدفونة تحت الرمال، معتقدا ان الموصل هي الارض التي تقع فيها نينوى موطن الملك ناينوس زوج الجميلة سمير اميس. ولتحقيق حلمه، كان ليارد في حاجة الى شخص له معرفة بالبلاد ويتقن الانجليزية والعربية وله اطلاع على البيروقراطية العثمانية والسياسة التي تتبعها العشائر. ووجد ضالته في هرمزد الذي كان في الثامنة عشر من العمر.


وهكذا بدءا العمل سوية في العاصمتين الآشوريتين نمرود ونينوى (1845-47)،(1849-51).وعندما شعر ليارد بالتعب من التنقيب، أو بالأحرى، عندما ادرك ان صحته لا تستطيع تحمل صيف العراق، وجد رسام نفسه، وحيدا، ينقب في نينوى (1852 – 54)عندما كان في السادسة والعشرين من العمر.


صحيح ان ليارد اكتشف القصر الذي كان يسكن فيه الملك الآشوري سنحاريب، جد آشور بانيبال، وأول أرشيف أو مكتبة في بلاد وادي الرافدين، لكنه لم يكن يعرف ان هذه المكتبة ما هي الا جزء بسيط من مكتبة اعظم موجودة في القصر الشمالي الذي سكن فيه آشور بانيبال.


هناك اكتشف هرمزد جميع الألواح الطينية الموجودة بما يعرف بمكتبة آشور بانيبال. ويمكن القول، ببساطة، إنه لم يكن بإمكاننا الاطلاع على آداب وادي الرافدين، ومن بينها ملحمة جلجامش، دون اكتشاف مكتبة آشور بانييال.


ويعتبر البعض الفن المهيب الذي اكتشفه هرمزد في قصر آشور بانيبال اروع انواع الفنون في الشرق الاوسط في العصور القديمة.

ودون مكتبة آشور بانيبال، لما عرفنا قصة الطوفان وسفينة نوح، ولا عن ايتانا، ملك كيش الذي طار الى السماء على ظهر نسر في محاولة للحصول على عشب الإخصاب لزوجته العاقر. وكذلك حكايات عن الآلهة عشتار(الهة الحرب والجنس) والتي بني لها معبدا في نينوى.


بنى السومريون اول مكتبة للألواح الطينية في جنوب الميزوتوبيا حوالي 2500 قبل الميلاد، وبنى آشور بانيبال مكتبته بعد 1800 سنة، لكن ما يثير الاهتمام ان مكتبة آشور بانيبال تعتب اضخم مكتبة بنيت في موقع مركزي (نينوى)، والأكثر شمولا لأنها تحتوي على كتابات جلبت من جميع انحاء الامبراطورية الآشورية. وكانت افضل مكتبة لأن الألواح كانت بأحجام قياسية، جرى ترقيمها بعناية وتصنيفها ووضع عناوين عليها.


وانقطع هرمزد عن التنقيب لأنه تسلم مناصب هامة في الحكومة البريطانية، حيث عين في محمية عدن لثمان سنوات قاضيا للصلح ثم مديرا لشبكة المياه ثم نقل الى مسقط، حيث كلف بمهمة المفاوضات الدبلوماسية حول ميناء زنجبار.


وبعد عشرين عاما من الانقطاع عن الآثار كلفه المتحف البريطاني، من أعوام 1878-82 عندما كان في الخمسين من عمره، بالتنقيب ثانية. وفي هذه الفترة اكتشف بوابات بلاوات في مدينة قديمة لا تبعد كثيرا عن نينوى. وهكذا تم الاعتراف بهرمزد آثاريا رئيسيا في بلاد وادي الرافدين ومنحته الاكاديمية العلمية في تورين، عام 1882، جائزة مالية رفيعة. عاد رسام الى انجلترا بعد ان تقاعد من جميع مهماته ليعيش بسلام حتى وفاته عام 191 وقد بلغ من العمر 84 عاما. لقد وجد رسام نفسه، حائرا في تفسير الدوافع وراء عدم الاعتراف به رغم كل انجازاته. فقد أسقط اسمه من الكتب التي تصف اللقى والألواح الطينية والبوابات التي عثر عليها، ونسب الآخرون لأنفسهم شرف جميع اكتشافاته، وافترى عليه واليس بج، المدير السابق لقسم الشرق الادنى القديم في المتحف البريطاني متهما اياه وأقاربه بسرقة التحفيات من مواقع الآثار في وادي الرافدين، مما أجبره على رفع دعوى ضد واليس في المحاكم وكسب القضية.


ومن المحزن ان سيرته الذاتية ضاعت ولم يترك لنا غير كتابين مطبوعين ومقالات قليلة ورسائل متبادلة مع صديقه الحميم ليارد. وقدمت ماريانا اقتراحا باعتماد مصطلح Irakology كبديل عن تسميات اخرى مثل علم آثار الميزونوبيا (بلاد ما بين النهرين) او اي تسميات اخرى، لأن علم آثار العراق اكثر دقة، وبعد المحاضرة قدمت فران هزلتون قصة أكدية بعنوان «ايتانا» عثر عليها في مكتبة آشور بانيبال صاحبتها تارا الجاف بالعزف عل القيثارة.

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced