مشاريع طموحة للتنقيب عن المعادن في قاع البحار
نشر بواسطة: Adminstrator
الأحد 21-04-2013
 
   
يبدو أن حادثا غريبا وقع أيام الحرب الباردة، قد آذن ببزوغ عصر جديد من التنقيب في أعماق البحر، ففي عام 1974 استخدمت الحكومة الأميركية سفينة يملكها الملياردير الأميركي ذو الطباع الغريبة هوارد هيوز، لانتشال بقايا حطام غواصة روسية (سوفياتية آنذاك) من حاملات الصواريخ النووية، التي غرقت في مياه يزيد عمقها على 5000 متر. وكغطاء لتلك العملية، زعمت الولايات المتحدة أنها تقوم بجمع «العقيدات المتعددة المعادن»، وهي كتل صخرية تغطي قاع البحر، غنية بالمعادن، مثل المنغنيز والنيكل والنحاس والكوبالت، وبعض العناصر والفلزات التي يندر وجودها على اليابسة.
وتبين أن «لوكهيد مارتن» الشركة المقاولة لوزارة الدفاع الأميركية - وهي شركة متخصصة في الصناعات الجوية والفضائية، والمعدات الدفاعية - التي صنعت المعدات المستخدمة في انتشال الغواصة الروسية، لها اهتمامات بالتنقيب عن المعادن. ومن هنا ستقوم الشركة البريطانية «سيبيد ريسورسيز» المتفرعة عن «لوكهيد مارتن» باستكشاف مساحة تقدر بنحو 58 ألف كيلومتر مربع من المحيط الهادي، تقع جنوب غربي المكسيك بنحو 1500 كيلومتر.
خزين من المعادن: وترغب الشركة في استخدام آلات مستقلة تعمل من بعيد لجمع العقيدات المعدنية، التي قد تكون غنية بالنحاس والنيكل والمنغنيز وغيرها من المعادن النادرة. وتقول إن التنقيب في أعماق البحر هو أمر سليم من الناحية البيئية، لكن الخبراء يشيرون إلى أن من السابق الحديث عن ذلك.
والعقيدات المتعددة المعادن تشكلت عبر آلاف السنين في قاع البحر والمحيطات، عن طريق عمليات لم يعرف كنهها بعد. وهي تراوح في أحجامها بين قطر كرة الغولف، إلى حبة البطاطا الكبيرة. وبين عقدي الستينات والثمانينات من القرن الماضي قامت شركات متعددة بسبر إمكانية جمعها وحصادها، لكن مع تدني أسعار المعادن أصبحت العملية برمتها غير مجدية اقتصاديا.
بيد أن السنوات الأخيرة شهدت تقدما في تطوير معدات التنقيب في أعماق البحار، مثل المركبات التي تدار عن بعد، وأجهزة السحب والرفع، كالمواسير المستخدمة في شفط المواد من قاع البحر، إضافة إلى ارتفاع أسعار المعادن. وهذا ما جدد الآمال والاهتمامات في عمليات التنقيب البحري التي أصبحت «جزءا من فن الممكن الآن» كما يقول مايلز ليبي الموظف السابق في «لوكهيد مارتن» في الولايات المتحدة، ومؤسس «سيماينر» الشركة المتخصصة في الاستشارات الخاصة بأعماق المياه، التي مقرها إربانا في ولاية فرجينيا في الولايات المتحدة.
إن جمع العقيدات المعدنية عملية أسهل فنيا من التنقيب عن البقايا المعدنية الغنية الموجودة في فتحات الحرارة الجوفية غير النشطة الموجودة في قاع البحر، وهو المشروع الذي لاقى اهتماما كبيرا أيضا. وتوجد هذه العقيدات بشكل غير مقيد، وغالبا يمكن رؤيتها بين الرسوبات التي تغطي قاع البحر. لذا فإن الحصول عليها لا يتطلب حفرا، أو جرش قشرة القاع. لكن «لوكهيد مارتن» لم تكشف بعد عن خطط معينة، إلا أن المخطط العام لعملية الجمع يستخدم جهازا يمكنه التحرك في قاع البحر للقيام بشفط العقيدات وجمعها. وتقوم المعدات بطحنها وتحويلها إلى طين سائل يمكن ضخه إلى السفن، وبالتالي نقلها إلى البر لغرض معالجته.
إخلال بيئي: لعل النيكل سيكون أكثر المعادن المنتجة، إذ إنه يشكل نحو واحد في المائة من العقيدات، لكنه يستخدم في كل الأمور، ابتداء من الفولاذ الذي لا يصدأ، وانتهاء بالبطاريات التي يعاد شحنها. أما العناصر النادرة في الأرض، فهي أقل تركيزا من نسبة 0.1 في المائة، ومع ذلك لا تزال تعتبر ذات قيمة كبيرة، لأنها أساسية لتقنيات الصناعات الجوية الفضائية، وصناعات الطاقة البديلة. وتتحكم الصين حاليا بالأغلبية الساحقة من هذه التموينات.
ويقول إيوان هارفي من جامعة ويسترن أستراليا في كراولي، في حديث نقلته مجلة «نيوساينتست» البريطانية، إن بعض مناطق قاع البحر تعتبر فريدة من نوعها على الصعيد البيئي، والإخلال بها قد يكون كارثيا. وأضاف أن على الشركات إجراء تنقيبات اختبارية متحكم بها، لدراسة كيفية استرداد البيئة لعافيتها.
أما شاريثا باتيراتشي من الجامعة ذاتها فهي متفائلة أيضا، ولكن بحذر. وهي تقول إن الأجسام الحية التي تعيش في قاع البحار قوية متينة، وقد تطورت تحت ضغوط كبيرة، من دون ضوء، وفي طبقات من الترسيبات التي تتعرض دوما للاضطرابات بفعل العواصف الهوجاء. وقد درست باتيراتشي تأثيرات الحفر النشط للتنقيب عن النفط في المياه الضحلة، فوجدت أنه بعد شهر من انتهاء الحفر، استعادت الحياة البحرية عافيتها، بحيث لم يعد بالإمكان التمييز بين المناطق التي جرى التنقيب فيها، من تلك التي لم ينقب فيها. لكن ثمة أخطارا أخرى محتملة، كما يقول جونا بار من «كومنولث ساينتفيك آند إندستريال ريسيرش أورغانيزيشن» في سيدني، فعلى سبيل المثال، قد يغير التنقيب من التيارات المائية في المحيط، عن طريق تغيير التضاريس الطوبوغرافية لقاع البحر.
مواد ذات صلة

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced