المرابون في العراق لا يخافون من سلطة ولا يخجلون من مجتمع
نشر بواسطة: Adminstrator
الأحد 19-05-2013
 
   
تحت مسميات عدة للمكاتب التي تفتح في اسواق العراق، يُمارَس الربا اليوم بشكل علني، حيث اصبحت في كل مدينة عراقية رموز معروفة لا تخشى السلطات. وأغلب هذه المكاتب ترتبط بشكل أو بآخر بمكاتب تحويل العملة أو المكاتب المختصة بالتعاملات المالية.
ما يشجّع على ذلك، بحسب الباحث الاقتصادي عصام الكلابي، هو كثرة الزبائن الذين يضطرون لأسباب قاهرة في بعض الاحيان، أو لأسباب تتعلق بفتح مشروع أو تذليل ضائقة مالية، إلى الاستدانة.
والمثير في الظاهرة بحسب الكلابي، أنها كانت في السابق سلوكًا يختفي خلف الكواليس، ولا يجرؤ المتعاملون به على الافصاح عنه بسبب القيم الدينية التي تحرم ذلك، أو الاعتبارات الاجتماعية التي تعتبر ذلك عيبًا، وتنظر إلى المتعاملين به نظرة احتقار ودونية.
ويستطيع الكلابي أن يدلّك بلا أدنى احراج على بعض الاشخاص الذين يتواجدون في اماكن معينة في سوق كربلاء أو في بيوت معينة، لكي تقترض منهم النقود وفق اتفاق يقوم على اساس الفوائد. وبحسب الكلابي، فإن اغلب اصحاب مكاتب الربا أثْروا بشكل كبير منذ العام 2003، لأن تجارتهم اصبحت شبه علنية وتمارَس من دون معوقات، أو أي وازع ديني أو أخلاقي.
وهو يرجّح اسباب انتشار الربا إلى الانفتاح الاقتصادي ورغبة الناس في امتلاك السلع من سيارات وأجهزة، اضافة إلى مسايرة التغيّرات الاقتصادية وارتفاع الاسعار.
المحاكم تزدحم بالشكاوى
يؤكد ضابط الشرطة عصام السلطاني من بابل أن مركز الشرطة يتعامل مع الكثير من القضايا المالية، وهي في الغالب ضد شخص استدان مبلغًا وحرر صكًا ولم يستطع دفعه. ويؤكد أن السلطات تعرف أن المشتكي في الغالب مرابٍ، "لكننا لا نملك براهين ذلك، وفي الغالب يوضع الشخص المديون في السجن لأن لم يستطع الدفع، على الرغم من أنه دفع للمرابي مبالغ كبيرة كفوائد طيلة الفترة التي استدان فيها المبلغ. ويحصي السلطاني نحو خمسين إلى سبعين قضية في الاسبوع، تعالجها السلطات وترفعها إلى المحاكم للبت بها.
المحامية ابتسام الجنابي تؤكد استفحال الدعاوى القانونية المتعلقة بالتعاملات المالية واغلبها بسبب الربا، لكنها تصنف على وجه قانوني آخر، حيث يتجنب الطرفان اعتبارها تعاملًا ربويًا لأسباب اجتماعية ودينية، على رغم انهم تعاملوا بها في الواقع.
وينص قانون العقوبات العراقي في المادة 648 منه على أن كل من رابى شخصًا استغلال ضيق ذات يده عوقب بغرامة يمكن أن تبلغ نصف رأس المال المقرض، وبالحبس على ألا تتجاوز السنة، أو بإحدى هاتين العقوبتين.
المرابون يبررون
يرفض بعض المرابين ذكر اسمائهم في وسائل الاعلام، ويفصحون عن آرائهم بدافع الثقة، ويؤكدون أنهم لا يجبرون الزبون، بل هو من يأتي اليهم متوسلًا لاقتراض المال، وحين يعجز عن السداد يلقي اللوم على الشخص الذي ادانه المبلغ.
ويؤكد احد الذين يقرضون الاموال للناس، وهو يرفض استخدام مصطلح المرابي، إنه يسأل الزبون في ما اذا كان يستطيع أن يدفع الارباح المترتبة على استدانته المبلغ. يضيف: "اؤكد عليه عدة مرات، وحين يصرح بنفسه أنه يستطيع، يتم الاتفاق".
يشير المتعاملون في الربا من المواطنين إلى أن اغلب المرابين يشترطون نسبة مائة دولار كفائدة شهرية لكل 1000 دولار. ويعترف ابو حسن الحيدري إنه اضطر إلى اقتراض مبلغ من تاجر على أن يسدد له الارباح الشهرية، لأجل أن يكمل بناء بيته، ظنًا منه أن مهنته ستدر عليه مبالغ تكفي لسداد الارباح والمبالغ المترتبة عليه. لكن مع مرور الايام، يقول ابو حسن، اثبت عدم قدرته على ذلك، اذ ادرك أن الوقت يمضي بسرعة اكثر مما يحصل عليه من رزق يومي.
امتد إلى العقارات
لا يشمل الربا اقتراض المال فحسب، بل أنه دخل كل مفاصل الحياة الاقتصادية العراقية مثل العقارات والتعاملات التجارية وضحيته على الدوام المواطن الفقير. وتعترف المعلمية لمياء جاسم انها اضطررت إلى استدانة ثلاثة آلاف دولار، مقابل فائدة قدرها 250 دولار شهريًا، ونجحت في الاشهر الاربعة الاولى من تأمين دفع الفوائد لكنها وجدت نفسها عاجزة عن الدفع في ما بعد.
وكانت نهاية القصة تهديد التاجر بانه سيشكوها إلى الشرطة لأنها حررت له صكًا بالمبلغ، ما اضطرها إلى طلب معونة الأهل والأصدقاء للتخلص من المشكلة.
وتؤكد لمياء أن المرابين في الوقت الحاضر يعملون بلا خوف او خجل، ونجحوا في جذب الكثير من الزبائن اليهم بسبب العروض المغرية والتسهيلات، لكن كل ذلك يتبخر اذا عجز الزبون على الدفع من المرة الاولى، ويتحول المرابي إلى شخص آخر يهدد ويتوعد. وتضيف: أعرف أن هذه الممارسة حرام من الناحية الشرعية، لكنني اضطرت إلى التعامل معها بسبب الحاجة، وذلك هو ما يدفع البعض إلى التعامل بالربا كوسيلة لحل ضائقته المالية".
للقضاء على البطالة
بحسب رجل الدين الشيخ علي البيرماني، فإن الاسلام نهى عن الربا. ويشير القرآن الكريم إلى ذلك في اكثر من موضع. يقول تعالى: "يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا أن كنتم مؤمنين". ويؤكد البيرماني أن المعاملات الربوية تجعل الانسان يطعم افراد اسراته من المال الحرام.
ويعود الكلابي ليؤكد أن الربا يجعل العلاقات في المجتمع مادية، قائمة على الطمع والجشع، كما يسهم في تخريب الاقتصاد الوطني. والحل، بحسب الكلابي، يكون في اطلاق القروض للمواطنين ودعم اصحاب المشاريع الصغيرة والقضاء على البطالة وتوفير السلف العقارية.


وسيم باسم

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced