في مستشفى الطفل المركزي.. قلوب صغيرة تتعذب
نشر بواسطة: Adminstrator
الثلاثاء 04-06-2013
 
   
هند وصفي طاهر
منذ زيارتنا انا وزميلتي كفاح ضمن وفد لرابطة المرأة العراقية الى مستشفى الطفل المركزي  في جانب الكرخ ، قسم سرطان الدم بمناسبة يوم الطفل العالمي – الأول من حزيران، في محاولة لرسم الابتسامة وادخال البهجة والسرور في القلوب الصغيرة من خلال تقديمنا الهدايا لاطفال يعانون من مرض سرطان الدم منذ ذلك الحين، وانا لا اقوى على كتابة هذه الأسطر، إذ لا يمكن ان تغيب عن ذهني صورة الأطفال الذين تشبثوا بأحضان أمهاتهم اللواتي حبسن دموعهن أملاً في إيجاد علاج وإيقاف معاناة أطفالهن من الآلام المبرحة التي ألمت بهم.
... وقبل البدء بحديثنا عن جولتنا هذه لابد من الإشارة عن ماهو مرض اللوكيميا او مرض سرطان الدم.
اللوكيميا أو ابيضاض الدم أكثر أنواع السرطان شيوعا عند الأطفال حيث يمثل30 بالمائة من إجمالي أنواع أمراض السرطان التي تصيب الأطفال ويصيب كرات الدم البيضاء كما أن له العديد من الأنواع وينشأ في نخاع العظام وبعد ذلك يؤثر على الدم والأعضاء الأخرى.
... وأن الطفل المصاب باللوكيميا يبدأ نخاعه العظمي لسبب غير مفهوم بتصنيع خلايا بيضاء غير تامة النمو بصورة سليمة، تستمر في الانقسام وإعطاء خلايا مشابهة لا تستجيب لإشارات الجسم... وهذه الخلايا الغير طبيعية تنقسم بسرعة جدا ولا تعمل بكفاءة طبيعية في مقاومة الميكروبات وتسمى بالأرومات أو الخلايا الأولية لكريات الدم البيضاء. وعندما تزيد وتبدأ في مزاحمة الخلايا الطبيعية في النخاع يبدأ الطفل في المعاناة من أعراض المرض...
وخلال تجوالنا
وجدنا أطفال جاؤوا من محافظات مختلفة لتلقي العلاج في هذه المستشفى، ويبدو لنا أنها المستشفى الوحيدة في العراق التي تقدم علاج لمثل هكذا إمراض... مع الإشارة الى ان هناك حالات عديدة وكثيرة لا مجال لذكرها هنا. لكننا أخذنا نماذج لنسلط الضوء على مرض سرطان الدم عند الأطفال في العراق.
أجرينا حواراً مع مجموعة من الأمهات والأطفال فكان لنا لقاء مع ام يوسف لتحدثنا عن معاناتها حينما قالت وهي تحاول ان تجفف دموعها : كنت مازال واقعة تحت صدمة فقدان زوجي الذي يعمل كاسباً بانفجار سيارة مفخخة، ثم لنفجع بمرض يوسف الذي لايتجاوز عمره الخمس سنوات، حيث  يعاني من سرطان الدم منذ أشهر وهو يتلقى العلاج بين الحين والأخر في هذا المكان. تركنا يوسف بعد ان تمنياتنا له الشفاء العاجل وقلبنا يعتصر ألماً لهذا الطفل الذي فقد أبوه ليجد نفسه في صراع مع مرض لايرحم.
اما احمد والذي جاء من محافظة المثنى وهو ذو العشر سنوات، فبالرغم من معاناته من المرض لأكثر من ستة أشهر إلا انه كان حريصا على الذهاب الى المدرسة وأداء الامتحانات والنجاح الى الصف الخامس الابتدائي وبتفوق. ومن خلال سؤال احمد عن أمنياته أجابنا بكل ثقة انه سوف يكمل دراسته ليصبح طبيباً يعالج كل الأطفال من هذا المرض. تركنا احمد وهو يقلب القصص التي قدمناها له من مجموعة من الهدايا البسيطة متمنين له ان يستعيد  عافيته من جديد  ليحقق حلمه الجميل.
ثم التقينا حوراء والتي لم تتجاوز الثلاثة عشر سنة جالسة في سريرها متعبة من العلاج الذي أخذته قبل ساعات. هذه الطفلة اليافعة كانت تتطلع علينا بعيون حزينة لان مرضها منعها من إجراء الامتحان الوزاري لصف الثاث المتوسط، وتتأمل ان يتحسن وضعها لكي تكون على استعداد لإجراء الامتحان الوزاري في الدور الثاني، فحلمها الكبير ان تصبح مدرسة للغة العربية... وعند وداعنا لها حاولنا ان نمازحها عسى ان نخفف ولو قليلا من آلمها فما كان منها إلا ان تلوح لنا بيدها والابتسامة مرتسمة على وجهها الجميل.
... اما همام الذي احتضنته أمه في محاولة للتخفيف من آلامه فهو الطفل الرضيع الذي لم يتجاوز عمره الثلاثة أشهر، يتلقى العلاج في مستشفى الطفل المركزي منذ ولادته... هذا ماقالته لنا جدته والتي وقفت حائرة امام آلم حفيدها وحزن ابنتها التي أجهشت بالبكاء حينما حاولنا الاستفسار منها عن حالة ابنها.
لم يتسن لنا لقاء الطبيب المشرف على القسم لانشغاله بجولة تفقديه، كنا نريد ان نطرح عليه تسألات كثيرة ومن بينها شكاوى الأمهات من الإهمال في مجال النظافة والأمور الأخرى ومنها كثرة الذباب والحشرات في قسم يفترض ان يكون ضمن مواصفات خاصة، لما يعاينه هؤلاء الأطفال من ضعف المناعة الحاد بسبب مرضهم الإضافة الى الجرعات الكيميائية التي يتلقوها للعلاج والذي يتسبب لهم بإعراض جانبية تضيف لمعاناتهم معاناة أخرى.
وفي الختام نطالب وزارة الصحة بتوفير مراكز ذات مواصفات متطورة لمعالجة أولئك الأطفال من هذا المرض في كل المحافظات. كما لابد من إجراء دراسات وبحوث عن الأسباب وإيجاد الحلول المناسبة بالتعاون مع وزارة البيئة للحد من الإصابة بمرض السرطان والذي نعتقد انه قد يكون في الغالب من جراء التعرض لبعض الفيروسات أو عوامل التلوث البيئي مثل التعرض للموجات الكهرومغناطيسية الصادرة من خطوط الضغط العالي أو الألكترونيات بأنواعها، وموجات المحمول ومحطاته و للإشعاع أو البعض من المواد الكيميائية الملوثة أو من الأغذية السريعة و الألبان المعبأة  بطريقة خاطئة و بعض العدوى مما قد يؤدي إلى تدمير الجهاز المناعي.
http://www.iraqiwomensleague.com/uploader/ar/1370390839DSC_0241.jpg

http://www.iraqiwomensleague.com/uploader/ar/1370390839DSC_0242.jpg

http://www.iraqiwomensleague.com/uploader/ar/1370390839DSC_0244.jpg

http://www.iraqiwomensleague.com/uploader/ar/1370390839DSC_0246.jpg

http://www.iraqiwomensleague.com/uploader/ar/1370390839DSC_0247.jpg

http://www.iraqiwomensleague.com/uploader/ar/1370390839DSC_0248.jpg

http://www.iraqiwomensleague.com/uploader/ar/1370390839DSC_0253.jpg

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced