الولادات في العراق... القابلة مازالت المفضّلة
نشر بواسطة: Adminstrator
الجمعة 07-06-2013
 
   
تحسب المرأة العراقية حين تقترب لحظة الولادة، أين ستنجب، في المنزل، أم في بيت القابلة، أم في المستشفى؟. وهذا السؤال ليس غريبًا، إذا ما عرفنا أن صالات الولادة في العراق ليست بالمستوى الصحي والتقني المطلوب، الذي يجذب الأمهات بصوة تلقائية إليها، إضافة إلى أن العادة الاجتماعية في استدعاء قابلة معروفة إلى البيت مازالت مترسخة، ويفضلها الكثير من الآباء، لأسباب اجتماعية واقتصادية وشخصية أيضًا.
الأمن أولًًا
بعد تفكير طويل، قررت أم حسين، إجراء الولادة في البيت على يد قابلة، لأسباب وصفتها بأنها أمنية أولًا، بسبب الطرق المزدحمة، وكذلك الخدمات الصحية الرديئة في الكثير من المستشفيات العراقية.
وترى أم حسين أن دور القابلة تعزز في الحياة العراقية بسبب ذلك، لاسيما وأن الكثير من القابلات كنّ ومازلن ممرضات في المستشفيات، واكتسبن خبرة طويلة في هذا المجال.
وبحسب أم حسين، فإن الكثير من القابلات ينصحن الأمهات بالإنجاب في البيت بدوافع المصلحة، حيث يشكل الأمر مصدر رزق لهن. لكن تنظيم الأمر بهذه الطريقة لا يزيل القلق، الذي يتملك أم حسين، حيث تؤكد أن في الحالات التي تحصل فيها عسر الولادة فإن اللجوء إلى المستشفى أمر لا بد منه.
لكن في كل الأحوال فإن أم حسين تدرك أن الحل الأفضل هو في اختيار مستشفى خاص، لكن بعد المسافة والتكاليف الباهظة يجعلها تختار البيت، بحضور قابلة ذات تجربة.
موازنة ضئيلة للصحة
ويعاني العراق نقصًا في عدد المستشفيات بصورة عامة، وهناك مستشفيان اثنان كبيران في كل محافظة كمعدل عام عدا المستوصفات والمستشفيات الصغيرة الفرعية. وتقول رئيسة لجنة الصحة في البرلمان لقاء آل ياسين إن العراق يخصّص حوالى 5 % فقط من موازنته كلّ عام لدعم القطاع الصحّي.
غير أن امرأة مثل أم علي أنجبت سبعة أطفال تستغرب تخوف نساء هذا الزمن (كما تسميهم) من الولادة، مؤكدة أنها أنجبت كل أطفالها في البيت وبحضور قابلة. وتتابع: النساء في الوقت الحاضر، يتخوفن من الولادة بشكل مبالغ فيه، لأن العملية فيها تسهيل رباني، وعلى المرأة أن تتوكل على الله قبل القابلة والطبيب.
من جانب آخر تشير الممرضة هيفاء أحمد إلى أن الحيرة في اختيار مكان الولادة في البيت أو المستشفى تعود إلى أسباب شخصية أولًا، وإلى نقص الخدمات الصحية المطلوبة في بعض المستشفيات، وليس كلها.
لكن هيفاء تنبه إلى أن بعض الممرضات المتخصصات بالولادة غالبًا ما ينصحن النساء بعدم الولادة في المستشفى لأسباب تتعلق بعملهن خارج المستشفى، حيث تتفق الممرضة مع المرأة على الولادة خارج المستشفى.
هجرة الأطباء نشط القابلات
وأعلنت الحكومة العراقية هذا العام عن نيتها إنشاء عشرة مستشفيات في المحافظات، يضمّ كلّ واحد منها 400 سرير، كان من المفترض أن ينتهي العمل في بعضها في نهاية العام الحالي. وبسبب الفوضى الأمنية، لاسيما في المناطق الساخنة، هاجر الأطباء والكوادر الطبية إلى الخارج أو إلى مناطق أخرى داخل العراق أكثر أمنًا، خوفًا من عمليات الخطف والاغتيال، مما تسبب في نقض كبير في الكوادر التي تعالج النساء في صالات الولادة.
الدكتورة إقبال نعيم، تؤكد قلة الرعاية الصحية والكشف الدوري للمرأة العراقية الحامل، موضحة أن بعض النساء الحوامل لا يزرن الطبيب خلال فترة الحمل إلا في حالة الشعور بوجود مشكلة ما، كما إنهن لا يقصدن المستشفى إلا مضطرات حين تكون هناك مضاعفات خطيرة.
تضيف: في المقابل، لا توجد نسبة أطباء كافية تكفي لرعاية جميع النساء الحوامل في كل المحافظات. وبحسب إحصائيات بحوزة إقبال، فإن احتمالات وفاة المرأة أثناء الحمل أو الولادة في العراق تبلغ حوالى مائة وتسعين لكل مائة ألف ولادة حية، وهي نسبة مرتفعة قياسًا إلى مستويات الدول المتطورة في مجال الصحة.
من جانبها تشير الناشطة النسوية هيفاء الأسدي إلى أن سنوات الحرب والفوضى الأمنية وعدم الاستقرار السياسي وتصاعد مستويات العنف، كلها عوامل أسهمت في تصاعد النسبة، كما أدى ذلك إلى خوف وقلق داخل الأم من احتمال الفوضى الأمنية في أي وقت، وكذلك من احتمال اختطاف الوليد من صالة الولادة.
اختطاف الرضّع هاجس
وتقول الأسدي إن المرأة في المناطق التي تكثر فيها الجماعات المسلحة مازالت تتخوف من العصابات التي تتاجر بالأطفال حديثي الولادة، بعدما اختطف بعض الأطفال من صالونات الولادة. وكانت الشرطة العراقية في محافظة صلاح الدين في تكريت شمال بغداد ألقت القبض في نهاية العام 2012 على عصابة مكونة من طبيبين وممرضة وسيدتين احترفوا جميعاً المتاجرة بالأطفال حديثي الولادة، الذين جاؤوا نتيجة ارتكاب أمهاتهم جريمة الزنا.
وتدعو الأسدي إلى تشييد مراكز صحة تعنى بالأم والأطفال حديثي الولادة، وإلى أن يكون ذلك أولوية وطنية، لأن مستقبل الثروة البشرية في العراق تعتمد عليهم. كما تدعو الأسدي إلى محاربة ظاهرة الولادة على يد القابلات غير المأذونات صحيًا ورسميًا، كما يمكن إدخال غير المعترف بهن في دورات تدريبية لزيادة مهارتهن وكفاءتهن.

وسيم باسم

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced