زهور البصرة تهزم البيئة الجدباء
نشر بواسطة: Adminstrator
السبت 08-06-2013
 
   
معرض البصرة الدولي للزهور يقدم لزواره آلاف الأنواع من الزهور والنباتات المزروعة محليا رغم ندرة المياه وفي مناخ صعب.

قدرة على منافسة دول رائدة في زراعة الورود


البصرة (العراق) ـ
شهد معرض البصرة الدولي للزهور الذي أُقيم على مدى 45 يوما إقبالا مكثفا للزوار من مختلف فئات العراقيين للاستمتاع بمشاهد خلابة لزهور حرص المنظمون على عرضها بعناية.

وقالت مصادر إعلامية إن المعرض جذبَ من العائلات البصرية التي حرمت طويلا من رؤية الموقع الذي أقام فيه صدام حسين قصوره الرئاسية على كورنيش شط العرب.

وعرضت آلاف الأنواع من الزهور والنباتات تم تنسيقها بتشكيلات جميلة على مساحة واسعة تحيطها البحيرات إضافة إلى أقفاص النعام والحمام والنمور.

والمكان الذي استغلته قوات التحالف بعد 2003 ومن ثم القوات العراقية بات اليوم مفتوحا أمام زوار المعرض الذي أُقيم في المكان ذاته.

وقال المهندس الزراعي عمار عبد السلام مدير قسم الزراعة في ديوان محافظة البصرة إن مدينة البصرة شاركت في المعرض الدولي للزهور بإمكانات متواضعة، بعد تشكيل قسم الزراعة المكوّن من 15 مهندسا زراعيا وكادر إداري وعمال.

وتضم البصرة 60 في المائة من ثروة العراق النفطية وموانئ تطل على الخليج العربي تعاني من مناخ قاس في فصل الصيف تبلغ فيه الحرارة 50 درجة مئوية.

كما تعاني من ارتفاع ملوحة شط العرب وتلوث أنهارها، إضافة إلى التصحر وما خلفته الحروب المتتالية والزحف السكاني المُنفلت.

ولإدامة حياة الزهور، ومع ارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير، تتم الاستعانة بشراء المياه العذبة التي يصعب توفيرها.

ويضيف عبد السلام "نضطر إلى صرف مبالغ كبيرة لجلب مياه حلوة للسقي فسعر الحوضية الواحدة من الماء الحلو يصل إلى 50 ألف دينار أي حوالي 40 دولارا، إذ نستهلك حوضيتين يوميا تقريبا بينما يزيد استهلاك الماء على ذلك بارتفاع حرارة الجو".

ويرى المهندس مهدي صالح جودة مدير بلدية سفوان أن دعم هذه المعارض يجب أن يعتمد على التسويق وتوفير سوق رائجة للمشاتل الحكومية. وقال "ليس لدينا تسويق لمنتوجنا بل نعتمد على تطوير الحدائق العامة في المدينة".

وقال عدي عبد الودود، المسؤول التسويقي في مجموعة شركة الفارس التي نفذّت معظم المشاريع الحكومية الزراعية في البصرة كتشجير الطرق الخارجية والمتنزهات ومحيط المدينة الرياضية وتشجير مطار البصرة، إن الكوادر الهندسية الخاصة بدوائر الدولة بدأت في ممارسة الأعمال الزراعية ميدانيا من خلال تطوير وإنتاج الزهور والنباتات وعدم الاعتماد على جلبها من الخارج.

ويضيف "اليوم الإنتاج في مجمله محلي والمهندسون الذين يعملون في مشاتلهم يكتسبون خبرات جديدة ويطورون كفاءاتهم، لقد اكتشفنا أي الأنواع من الزهور والأشجار التي يمكن زراعتها في البصرة في ظل المناخ الصعب".

لكن لا حدود للفخر الذي كان يشعر به عبد الودود، حينما قال "عرضنا نبات خف الجمل وأثار اهتمام أهالي البصرة إذ أن هذا النبات اختفى منذ خمسين عاما، وهو شجرة قوية تمنح عطرا وورودا جميلة ".

ولم تشترك أية جهة خارجية في المعرض الذي اتسم بصبغة دولية في إعلانات الترويج له واقتصر الأمر على المشاركة المحلية، ولم تبرر الجهات الحكومية هذا الأمر بل أبقَت على السمة العالمية في إعلاناتها عن المعرض طوال أيام إقامته.

ويشعر المواطن داود قاسم بالخيبة بعدما بحث طويلا عن الشركات الأجنبية. ويقول "ولو أن المعرض يقدم نفسه على اساس انه دولي، فإن صبغته الدولية ظهرت فقط في قيام شركة صينية بعرض أشجار صناعية مضيئة في شوارع البصرة بطريقة غير منسّقة".

وعلّق قائلا "لا أعلم إن كان حضور بعض القناصل العرب والأجانب يمنح المعرض سمة دولية، والغريب أن قنصلي إيران وتركيا حضرا الافتتاح وهما يمثلان البلدين اللذين قطعا الماء عن البصرة والعراق بشكل عام".

أما مدير بلدية سفوان مهدي صالح جودة فيعتقد أن إنتاج كميات كبيرة من الزهور يدل على قدرة البصرة على المنافسة رغم عدم وجود شركات اجنبية. ويقول "ضم المعرض حوالي 70 ألف نبتة من إنتاج مشاتل بلديتنا ولكن للأسف، ليست هناك ورود مقاومة للملوحة والحرارة والتلوث".

ويقول المواطن علي لفتة الذي جلب ابنتيه واكتفى بشراء نبات ظلّي "يمكننا العناية بهذه النباتات أما زراعة حديقة فأمر مكلف ويتطلب شراء مياه صالحة للسقي لا نستطيع تحمل تكلفتها سيما وأننا نشتري مياه الشرب اصلا".

ويجزم المهندس الزراعي سعد نضال خزعل مسؤول وحدة زراعة القبلة بأن الزهور لا يمكن أن تعيش على ماء البصرة.

ويقول " قمنا بإنتاج زهور البتونيا وهي بدون عطر لكن شكلها جميل وجذاب وذات ألوان مختلفة وهي تعيش في الحدائق العامة أسبوعين تقريبا وتذبل بعد ذلك بسبب شدة الحر".

ولم يعرض المعرض الذي استمر شهرا ونصفا من الأزهار العالمية سوى النباتات والأزهار الجميلة التي تعيش في بلدان وبيئات مختلفة واستطاعت الدوائر المحلية في المدينة إنجاح عملية زراعتها وإنمائها في مناخ قاس مثل مناخ مدينة البصرة ولو ان معظمها كان عديم الرائحة.

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced