هدى تسرد حكايتها وتفتح أرقاما مرعبة عن أعداد المنتحرات في نينوى
نشر بواسطة: Adminstrator
الثلاثاء 18-06-2013
 
   
شفق نيوز/
تنتقل هدى البالغة من العمر 18 عاما من غرفة إلى أخرى في مستشفى الحروق في الموصل، بجسدٍ أكلت النار معظم تفاصيله مخلفا وراءه كومة من اللحم المحروق.

لم تكن هدى ترغب بالحديث معنا أو مع أي أحد آخر بعد أن وصل اليأس بها إلى إشعال النار في جسدها بعد ظروف أسرية صعبة خبرتها قبل الإقدام على الانتحار.

أشارت الشابة اليافعة إلى صورة بيدها لفتاة في غاية الجمال، وقالت بحسرة في حديثها لـ"شفق نيوز" إن "هذه صورتي قبل أن احرق نفسي قبل نحو أربع شهور. أحرقت نفسي بعد أن حرمني زوجي من طفلي وحرمني من ابسط حقوقي كمرأة".

وتشير إحصائية رسمية تعود إلى العام المنصرم إلى أن السنوات الثلاث الماضية شهدت انتحار 987 أمراة عن طريق حرق انفسهن في العراق ككل.

وبحسب وزارة المرأة العراقية فإن اغلب حالات الانتحار تعود الى اسباب نفسية وعنف اسري، وان 80% من عمليات الانتحار نفذت عن طريق رش النفط الابيض على اجسادهن ومن ثم اشعال النار بانفسهن.

لكن منظمات مدنية تشكك في تلك الأرقام وتقول إنها أعلى من ذلك بكثير نظرا إلى طبيعة المجتمع المحافظ في العراق والذي يفضل إبقاء كل ما يتعلق بالنساء في طي الكتمان والسرية.

وتقول هدى إن زوجها جندي يخدم في محافظة كركوك ويعاقر الخمر وأنه نادرا ما يأتي إلى منزله وأسرته وهو في وعيه، و"هذا هو سبب خلافي معه".

وحاولت جاهدة أن تحجم نفسها عن البكاء عندما توقفت لبرهة لكن دمعتين نزلتا فوق ملامحها المشوهة وقالت "رزقت بطفل منه, وحرمنا سوية من حقوقنا".

وبدأت تتحدث كيف أنه كان ينهال عليها بالضرب كلما سنحت له فرصة التواجد في المنزل، وما لبثت إن أفرجت عن ابتسامة صغيرة وهي تقول "اعتدت على ذلك، مع أنني كنت انهار نفسيا إلى أن جاء يوم اخذ فيه طفلي، فقررت إنهاء حياتي بالحرق".

وتؤكد المؤسسات العراقية منها الحكومية وغير الحكومية أن النساء اللواتي يتعرضن لانتهاكات جنسية او سوء معاملة في المنازل تصل الى 73 %.

ونظرت هدى إلى أهلها وهم منشغلون بطابور الانتظار بالقرب من إحدى غرف العلاج في المستشفى لتقول قبل أن تودعنا "هم السبب لأنهم أصروا على زواجي منه وأنا مجرد طفلة، ولم يكن لرفضي أي معنى، وحدث كل شيء من دون إرادتي".

وبدأ المجتمع في نينوى ومحافظات العراق الأخرى يلحظون تزايد حالات مشابهة لحالة هدى خلال السنوات القليلة الماضية وهو ما أكدته الأستاذة في علم النفس في معهد الفنون الجميلة روضة.

وقالت لـ"شفق نيوز" إن "هذه الحالات ازدادت خاصة في تلك العوائل التي تشهد تفككا اسريا وأخرى بسبب الفقر وقلة الواعز الديني".

ومر العراق في العقود الأربعة الأخيرة بحروب وصراعات تركت آثارا سلبية كبيرة على بنية المجتمع وجعله متآكلا ومهددا بالتفكك.

وتشير أرقام تقديرية لمنظمة الأمم المتحدة لرعاية الأمومة والطفولة "اليونيسيف" إلى أن عدد الأيتام في العراق يقدر بأكثر من 5 ملايين و700 ألف طفل. فيما أكدت دراسة أجرتها الأمم المتحدة ومراكز أبحاث أخرى أن عدد الأرامل في العراق بلغ 3 ملايين امرأة.

لكن يبدو أنه من الصعوبة إيراد أرقام دقيقة عن عدد الأرامل في العراق نتيجة الزيادات المضطردة وعدم تسجيل معظم الحالات التي تتسبب بها أعمال العنف.

ويومئ الطبيب محمود حازم حسن في شعبة الجراحة التجميلية في مستشفى الحروق بالموصل برأسه إلى ملفات تكدست فوق بعضها البعض على رف داخل غرفته.

ويقول معلقا على ذلك بكثير من الاستياء لـ"شفق نيوز" إن "نسبة حالات الحروق الناجمة عن محاولات الانتحار سيجفل لها العالم إن أعلنتها وزارة الصحة علانية".

ويؤكد حسن أن "نسبة الحروق المتعمدة والانتحار تتجاوز 25 % من نسبة حالات الحروق التي يتلقاها المستشفى. وهي نسبة مرعبة مقارنة بالدول المجاورة حتى دول العالم".

وتتم الإشارة بشكل مستمر إلى تزايد حالات الانتحار لدى النساء في مناطق سنجار الواقعة على بعد 120 كلم غرب الموصل فضلا عن قرى شمال الموصل وحالات قليلة داخل المدينة.

ورصدت منظمة الأمم المتحدة لمساعدة العراق "يونامي" بالتعاون مع إحدى المنظمات الخيرية المحلية انتحار نحو 200 امرأة خلال أعوام 2010 و 2011 و2012، إضافة إلى حالات أخرى لم تسجل وبعضها اعتبروها حوادث عرضية.

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced